شدد مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية، أسامة الأزهري، على أهمية المواجهة الفكرية لتنظيمات الإرهاب والتطرف للوصول إلى حلول جذرية لانتشارها وتوغلها في المجتمعات.
وجاء حديث مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية خلال فعاليات مؤتمر "التطرف الديني، المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة"، والذي تنظمه دار الإفتاء المصرية تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء، وبحضور ممثلين عن 42 دولة، والذي انطلق في القاهرة الثلاثاء.
وقال الأزهري في كلمته بالمؤتمر إن "أخطر ما نواجهه جميعا وما تواجهه دولنا وأوطاننا هو الفكر المتطرف، وانتشار تيار متطرف يتبنى فكر التكفير وحمل السلاح جراء منظومة فكرية عامرة بالأفكار المغلوطة".
وأضاف: "لقد واجهنا جملة أفكار متطرفة كثيرة على مدار سنوات ماضية تستخدم مصطلحات ومفاهيم خاطئة"، مشيرا إلى أن فكر الإخوان أسس لـ40 تيار إرهابي آخر، يبدأ بجماعة الإخوان، مرورا بجماعة التكفير والهجرة وجماعات متشددة أخرى.
وتابع: "توصلنا إلى أن تلك التيارات تنطلق من عدد من المصطلحات والأفكار من بينها عدة منطلقات وقواسم مشتركة، وهي 7 أفكار محددة، فلا يخرج إرهابي قط إلا وقد عبر على تلك الأفكار، وأبرزها: فكرة التكفير، والجاهلية، وفكرة الولاء والبراء، وحتمية الصدام وغيرهم من الأفكار."
وأكد أن مصر ستظل "حاملة للواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف"، كما أشار إلى أن مواجهة الإرهاب هي إطفاء للنيران وواجب وقتي لتحقيق مقاصد الشريعة.
وتابع: "نحن في حاجة إلى أن نقدم أطروحة ناجحة لمكافحة التطرف، وأن نساهم مع العالم في قضية التنمية المستدامة وقضية المرأة والطفولة وصناعة القيم وبناء الحضارة."
ولفت النظر إلى أن مصر والأزهر الشريف ودار الإفتاء وعلماء مصر "كانوا لكم ولدولكم سندا وعضدا وقوة لكل الدول الشقيقة، واليوم نجتمع لنحتفل بإطلاق مركز سلام الذي يأتي خطوة يسعد بها كل مخلص مؤتمن على الشريعة، حتى نتصدى لخطر الإرهاب وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية".
واستطرد: "نحن نريد أن نتشارك مع الأمم المتحدة في دراسة معمقة وندوات، والاشتباك مع رؤية الأمم المتحدة التي تطلق شعار "لا للجوع"، ونحن نقول إنَّ هذا الدين جاء رحمة للعالمين، ونحن ندعو الدنيا إلى زيادة الإيمان والحفاظ على الأوطان متمنين لمركز سلام التوفيق في رسالته."
وفي السياق ذاته، قال الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إنَّ التسامح والتعايش هو السبيل الوحيد لوجود التنمية، لأنَّ الأمن لا يأتي فقط بسواعد رجال الأمن.
وأضاف خلال كلمته في فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لمركز سلام لدراسات التطرف إنَّ أهمية مؤتمر سلام العالمي الأول تأتي على قدر مناقشته لقضية التطرف والإرهاب، مشيرا إلى خطورة ظهور جماعات ترتكز على أيديولوجية دينية متطرفة.
وتابع: "دولة الإمارات قد أدركت خطورة ظاهرة التطرف والفكر التكفيري مبكرا وما يحدث من أعمال عنف، مشددا على ضرورة تشكيل البيئة العالمية لمواجهة الإرهاب، فالإمارات ما زالت يدا بيد مع مصر في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وإنضاب بؤره للوصول إلى التنمية والتسامح، والمواجهة لا بد أن تبدأ بالنشء والولوج إلى الوسائل الإعلامية لتصحيح الخطاب الموجَّه والداعم للخطاب المتطرف".