بقلم: مينا ثابت
حينما وطأت اقدامنا ميادين الحرية فى ثورة 25 يناير 2011 ثورة العزة و الكرامة , كانت امال الشباب تتعلق بالعيشة الكريمة للمواطن المصرى و رفض الاهانة و الذل و بينما يتعالى الظلم و تتعاظم قوى الشر, انبثق فجر الثورة كى يضيئ بنوره الطريق حسبما كنا نأمل او نتخيل فى ذلك الحين .
قضينا الايام العجاف فى ميدان الحرية الذى رويناه بالدم و قمنا بتزيينه باجمل لوحات التلاحم الشعبى و الوطنى فذابت كل معالم التمييز بين المصريين و اصبحت السمه الوحيده الغالبه كوننا جميعاً مصريين فقط لم يكن بداخل احدنا نحن الذين وضعنا انفسنا عن الجميع ,سعى لسلطه او جاه او مال فقط كنا نحُلم بوطن يضمنا جميعاً لا يفرق بيننا و يحفظ كرامتنا و يوفر الحد الادنى للمعيشه لبسطاء هذا الشعب .
انخلع الطاغية و انتصر الشعب انتصاراً جذئياً , اختطف العسكر الحكم و اذاقنا مراراً على مدار السنتين كاملتين , و من رأيى الشخصى ان هذا المرار يبداء من استفتاء 19 مارس 2011 فيما عُرف بغزوة الصناديق و التى اخرجت الان رئيساً مطلق الصلاحيات بعد انتخابات شكك في نزاهتها الكثيرين , اعتلى الاخوان ( الجماعه المحظوظة والمحظورة سابقاً ) عرش مصر و تحقق حلمهم فى الوصول للحكم الذى سعوا اليه منذ نشأتهم فى عشرينيات القرن الماضى و لم ينجحوا , و جاء ذلك بعد ما قاموا باختطاف البرلمان ( السلطة التشريعيه ) بتواطئ العسكرى - الذى انقلبوا عليه لاحقاً - و اصبحت الدولة فى قبضه اخوانيه خالصه فحاولت الفتك بكل من يهدد عرشها سواء على المدى القريب او من قد يهددهم فى المستقبل , فاطاحوا بقيادات العسكرى و احكموا قبضتهم على باقى المؤسسات السيادية فى الدولة كالاعلام فشاهدنا مجزرة رؤساء التحرير و غيرها من محاولات اخونة الاعلام فمن لا يخضع بالترغيب فسوف يأتى بالتهديد و لنا اسوه فى الصحفى الشاب " اسلام عفيفى " .
اصبح على رأس السلطه فى مصر مكتب الارشاد عن طريق جنديه المخلص الدكتور محمد مرسى سجين الامس رئيس اليوم , و بعد ان فاجئنا الرئيس بحلف اليمين فى التحرير فى خضام نزاع طويل مع المحكمة الدستورية , فاتحاً صدره معلنا انه " لا يرتدى قميص واقى " و صفق له الجميع و بكى الكثيرين فى المنازل و انطلقت صيحات التكبير بالانتصار على العهد البائد على حد تعبيرهم بانتخاب رئيس النهضه التى اتضح انها مشروعاً فكرياً تاره , و يحتاج لشعب يفهمه تارهً اخرى و اخيراً يخرج علينا السيد المتحدث الرسمى بأسم مؤسسة الرأسه الاخوانيه ليصرح بهذا التصريح ( البديع ) : " إن مصر تواجه معضلة اقتصادية فى عبور عنق الزجاجة مع عجز الموازنة، لكن الحل يكمن فى فلوس المصريين التى قدرها البنك المركزى بـ١٤٠ مليار دولار من النقود السائلة " .
ثم تابع : " ينما تختزن المئة مليار فى الحلى الذهبية للسيدات وطرق الادخار الأخرى بالبيوت، وأكد أن الحل لن يكون إلا بخروج نقود المصريين من تحت البلاطة " بحسب ما نشر فى موقع جريدة التحرير بتاريخ 18 ستمبر 2012
وضح الان امام الجميع ان الشباب الطاهر الذى وضع نفسه عن الشعب اجمع , من اجل الحرية و من اجل المساواة و العدالة , لم يحظى باى فرصه للحرية فمازل حملات تكميم الافواه على اشدها بل اتخذت شكلاً اخر بانها اطلقت لحيتها و ادعت التدين , ذادت معانات العمال و الفلاحيين اضعاف مضاعفه , اصبح من هو غير الاخوانى او من اتباع التيارات الدينيه مهدره حقوقه , باتت مصلحة الجماعه مقدمه على مصلحة الوطن و ظهر فشل الاخوان فى ادارة البلاد اثناء خطة المئة يوم الخرافيه و انكشف مشروع النهضه الهلامى و حينما وضعت الكوادر الاخوانيه فى تجربه قصيرة و ضئيلة , اثبتت فشل زريع و هشاشه لم تكن متوقعه .
نعود للسيد المتحدث باسم الرئاسه الذى يرى ان الحل يكمن فى اظهار ( الى تحت البلاطه ) و الذى لا يعلمه سيادته انه فى عهد المخلوع كان هنالك بلاطه و لكن كى ما تصل سيادتك و رئيسك للحكم قمنا بكسر هذه البلاطه و الدفاع عن انفسنا امام جيوش الظلام فى محمد محمود - مجلس الوزراء - ماسبيرو و غيرها الكثير فيما كنت سيادتك و جماعتك تستعد للانتخابات و تصفونا بالبلاطاجية و تدعون اننا نرتدى الكباسين
سيادة المتحدث عليك ان تعلم ان غالبية شعبك الان بات لا يمتلك هذه البلاطه فانتم من يمتلك مصنع البلاط كاملاً , فالتكشفوا عما تدخروه انتم ان كنتم تبغون مصلحة الشعب اعملاً لنظريتكم للخروج من الازمة الحاليه.
سيدى المتحدث ان الدول المتقدمه تتخذ من الاساليب العلمية فى التفكير و العلوم الادارية فى التخطيط و الخبرات الحقيقيه فى التنفيذ منهجاً لحل هذه المشكلات , فالنرجع لتاريخ الولايات المتحده الامريكيه التى ساندتكم ادارتها الحالية فى الوصول للحكم بحسب تصرحات نائب مرشدكم , فنجد ان الرئيس الراحل " فرانكلين روزفلت " انتشل امريكا من ازمة الكساد الاعظم التى مر بها العالم ما بين عامى 1929 و 1933 حيث قدم لدولته برنامجاً اقتصادياً فيما عرف " The New Deal " و اعتمد فيه سبل علمية و اساليب حضارية للتخلص من ازمه سببتها الحرب العالمية الاولى و تسببت توابعها فى الحرب العالمية الثانية تاركتاً بصمه تاريخيه لا تمحى من الذاكرة , فاين انتم من ذلك ؟؟؟
لم يتخذ الاخوان من الامريكان قدوة فى التقدم و اعتماد اساليب البحث العلمى و التفكير القائم على علوم التخطيط الاستراتيجى و الاستعانه بالخبرات الفعليه و المتخصصه فى كل المجالات بل فقط اقتدت بأسوء ما فى ابناء العم سام و هو سعيهم للهيمنه على العالم كله ولكن شتان ما بين من يتخذ العلم سبياً و من يحاول الاستخفاف بعقول ابناء شعبه و يمارس الاعيبه و حيله على بعض البسطاء منهم .
يا من اوهمتمونا بالنهضه حققوا متطلبات شعبكم العظيم عن طريق ابتكار سبلاً علمية للحل ليس بالنظر لمدخرات المواطنين الذين قاموا بالثورة ليتحقق حلمهم بالحياة الكريمة و ليس حتى يصل بعضكم للحكم و يطلق لنا هذه التصريحات الغير مسؤله و الا " ما بلاها ثورة " و كنا قضيناها مع المخلوع و جيمي.
السلام ختام