د.ماجد عزت إسرائيل
منذ قيـــامة السيد المسيح من قــبره وحتى يومـنا هذا ينبعث نور من قــبره بمدينة أورشليم القدس، وذلك في يوم الســبت وهو الــيوم الذي يسبق أحد القـــيامة طــبقاً لتقويم أعيــاد الكــنائس الأرثوذكســية الشرقية. ويعرف هـــذا اليوم في كنيستنا القبطية بـــ "سبت النور".
ولنور قـــبر الرب يسوع خـــواص تميزه نذكر منها أنه فى ثـــوان قليلة يضئ شمـــوع زوار كنيسة القيامة كلها، وأيضًا تضيء الكنــيسة بنور السيد المسيح. وهـذا يذكرنا بما ورد بالكتاب المقدس قائلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»."... (يو 8: 12-16). وكذلك الأمر العجيب في النور المقدس الذي ينبعث من قبر يسوع المسيح؛ لا يحرق من يلمسه فى الدقائق الأولى ولكنه يتحول بعدها إلى نار.
وينبعث النور المقدس من قبر السيد المسيح يوم سبت النور،وذلك بعد صلوات يقوم بها صاحب الغبـــطة بطريرك الروم الأرثـــوذكس في مدينة أورشليم المــدينة المقدسة قبل الساعـــة الثانية عشر ظهراً، وهـــناك ﻣﺮﺍﺣــﻞ وﺇﺟــﺮﺍءﺍﺕ لابد أن تتم قبل اِنبـــِعاث النور من القبر المقدس؛ التأكد أن القبر فارغ أي مـــادة مسببة لهذه المعجــــزة، وأيضًا وضع خـــتم من العسل الممزوج بالشمع على باب القـــــبر بيد بطريرك الروم الأرثوذكس. ومن مراسم دخـــول بطـــريرك الروم الأرثـــوذكس لكنيسة القيامة، يكون بصحبته بطريرك الأرمن الأرثوذكس ومطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ورؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة. وجميع الطوائف المسيحية الأرثوذكسية بمدينة أورشليم.وفي أثناء دخول هذا الموكب تبدأ أجراس مدينة أورشليم بدق الأجراس بالنغمة الحزاينى، حتى يجلس بطريرك الروم الأرثوذكس على الكرسى البابوى، وفي ذات اللحظة حوله الآباء المطارنة والأساقفة والشمامسة. وبعد فترة وجيزة يدخل بطريرك الروم القبر المقدس،بعد أن يتم تفتشية للتأكد من عدم وجود أى مصدر للنار أو النور معه، لدرجة أنه يخلع ملابسه السوداء ويرتدى الملابس البيضاءفقط، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ومدير شرطة القدس وهم بالطبع (غير مسيحيين)، ثم يدخل البطريرك إلى القبر المقدس، وهو يحمل شمعة مطفأة. أما الواقفون من رجال الأكليروس والشعب خارج القبر فيقومون بالصلاة والتماجيد والتسابيح. وهم في حالة ترقب لخروج النور المقدس من القبر الفارغ، لينيروا الشموع التي يحملونها في أيديهم من النور المقدس.
وقد نجحت مؤسسة دار أنطون في مصر في ابْتِكار فانوس لحفظ فيض النور المقدس الذي ينبعث من قبر السيد المسيح، هذا الفانوس تم تصنيعة بأيدي ماهرة قبطية وطبقاً لطقوس وتقاليد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وأيضًا يحتوى الفانوس على رسوم عبارة عن مجموعة من الصلبان القبطية الشهيرة. وبالإضافة إلى أن الفانوس من أعلي عبارة عن قبة إشارة إلى قبر مخلصنا الصالح وفي ذات اللحظة تشبه إلى حدا ما قبة كنسية القيامة. وكذلك توجد فتحة مثل مدخل القبر تماماً، ويتميز هذا الفانوس وجود خزان لزيت البرافين الذي يساعد على الاحتفاظ بهذا الفيض المقدس لأكثر من ثلاثة أيام متصلة. ويتيح هذا الفانوس لزوار القدس أحضار النور المقدس لدوالهم أو ذَوِيهم. وأيضًا السفر بصحبة النور المقدس من مدينة القدس إلى كل بقاع المسكونية.