الأقباط متحدون - ياكلوا جاتوه
أخر تحديث ١٤:١٥ | الثلاثاء ٢٥ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٤ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ياكلوا جاتوه

بقلم: مينا ملاك عازر

 كنت وأبي رحمه الله من عشاق المانجو نأكل منها بالكميات، وكان أبي يعتاد أن ياخذ مني البذرة الداخلية، قل العضمة سميها ما شئت، وكان يقنن ما يأخذه من كل مانجاية أأكلها بأنها الضرائب، وفاق أبي الرزاز في فرض الضرائب على المانجو، وكنا نتبارى في أكلها، ونستمتع بها، ولم أكن أتضايق حين كان يفرض ضرائبه بل لدي استعداد أن أعطيه المانجاية كلها بس يرجع ياكل معايا، طبعاً حضرتك فاهم هو ليه صعب ياكل معايا مانجو، على أي حال لي مدة غير قصيرة ممتنع عن أكل المانجو، وإن شئت الدقة قللت من أكلها بعد وفاة أبي، لا أعرف لسدة نفسي أو لهروبي من أن أتذكره وهو ياكلها أو لأنني كنت أخصم ما كان يقع عليَ من ضرائبه، فكنت أأكل كمية قليلة من ثمار المانجو، لكنني اليوم وبعد ما سمعت حوار الدكتور مرسي، وكيف رد على غلو أسعار الفاكهة والخضروات ومنها الطماطم بأن المانجو رخص سعرها، شعرت أن لما أفعله قيمة، فتقليلي من أكل المانجو قلل الطلب عليها، فزاد العرض فقل السعر، لكنني سرعان ما راجعت نفسي بأن ما حدث من تقليل أكلي للمانجو حدث منذ أكثر من عشر سنوات بل بالعكس لقد عدت هذا العام لنفس نِسَبي المسجلة لأكلي المانجو، إذن لم يكن لي دور في تخفيض سعر المانجو للأسف.


على أي حال الملكة الفرنسية الشهيرة ماري أنطوانيت ،حين قالوا لها الشعب مش لاقي يأكل عيش قالت لهم ياكلوا جاتوه، والدكتور مرسي بعد مئتي عام تقريباً لما قالوا له الشعب بيشتكي من غلو سعر الفاكهة والخضروات، قال لهم ياكلوا مانجو، وركز مع الدكتور مرسي الذي تقديراً منه لما قامت به المانجو حين رخص سعرها من إخراجه من هذا المأزق حين سؤل عن ارتفاع الأسعار، قرر الدكتور مرسي أن ينزع النسر من العلم ليس نزولاً على طلب الشيخ الذي يريد نزع النسر وإنما تقديراً للمانجو فقد قرر الدكتور أن يضع بدل من النسر رسم ثمرة المانجو على العلم، وبذلك يكون رد الجميل لها ولكل تجارها اللذين أخرجوه من مأزقه، ولتكن دول أمريكا الجنوبية، جمهوريات الموز ولتكن مصر جمهورية المانجو، ويكون بذلك الدكتور مرسي عبر عن مدى التقارب بين الزمالك والإسماعيلي، فزمالكويته دفعته لأن يتحيز لأكثر الثمار المزروعة في الإسماعلية وهي المانجو، وما أجمل المانجو الإسماعيلاوي.
 
والمانجو في وجهة نظر الدكتور مرسي تعبر عن صلابة الرأي، فبداخلها عضمة قوية يصعب كسرها، لكنها لينة من الخارج، وتعكس المانجو في اختيار الدكتور مرسي تنوعاً، فالمانجو لمن لا يعلم أنواع متنوعة، وبالتالي الأسعار تناسب كل فئات المجتمع وطبقاته، منها البلدي التي يأكلها محدودي الدخل، ومنها الفص والفنس والتيمور والهندي إلخ التي يأكلها الميسورين، منها الزبدية وبيض العجل التي تعبر عن سخاء في العطاء وغزارة في اللحم لحجمها الكبير، والمانجو تعبر عن تعدد وسائل المنفعة منها، فيمكنك أكلها وعصرها، كما أنه من المؤكد أن هناك طرق الاستفادة من قشرها وبذرها، ولذلك يفكر الدكتور مرسي أن يجعلها الفاكهة الرسمية، والمشروب الرسمي والقومي للبلاد، ويعمم زراعتها بدلاً من القطن والقمح، ولنطحن العظمة الداخلية ونخبز منها عيش أو نحمص القشر ونطحنه لنخبزه.
 
 يا سادة، الدكتور مرسي بدأ أول خطوات النهضة بأن وضع يده على رمز العلم وهو ثمرة المانجو، ووضع يده على المأكل والمشروب القومي للبلاد، والنبات الذي سيكون أكثر زراعة وهو المانجو، فهنيئاً لمصر بالجماعة، وهنيئاً بالدكتور مرسي بالمانجو، وهنيئاً للمانجو بالدكتور مرسي، وألف مبروك عليكم المانجو يا جماعة.
 
المختصر المفيد إديها مانجو تديك نهضة.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter