محرر الأقباط متحدون
نظّمت لجنة صناع السلام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، وبمشاركة مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وتنسيقية شباب الأحزاب، والمجلس القومي للمرأة، والعديد من شباب الشيوخ والآباء الكهنة، ندوة تحت عنوان "المواطنة"، وذلك بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية في القاهرة.
بدأ اللقاء بكلمة القمص رافائيل ثروت عضو اللجنة، وجه خلالها الشكر لجميع الحاضرين وثمّن جهودهم وحرصهم على المشاركة في مثل هذه الفاعليات التي تهدف إلى توطيد أواصر المحبة والسلام، والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار القمص رافائيل خلال كلمته إلى فكرة تكوين لجنة "صناع السلام" بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحت رعاية ودعم قداسة البابا تواضروس، وبإشراف من نيافة الأنبا دانيال أسقف المعادي ودار السلام، وسكرتير المجمع المقدس ، وبرئاسة نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لمصر القديمة وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية.
وتابع في كلمته أنّ: "اللجنة تستمد رؤيتها من كلمات السيد المسيح حيث قال "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (مت ٥ : ٩)، ورسالتها الخاصة بدعم الكنيسة لجهود الدولة في تنمية الوعي، من خلال نشر الفكر المعتدل الصحيح الذي يدعو إلى التعايش المشترك".
بدأت فاعليات الندوة بكلمة من الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، تضمنت نقل تحيات الأزهر الشريف إلى الحضور، كما أثنى على فكرة لجنة صناع السلام، موجها الشكر لتنسيقية شباب الأحزاب.
وأشار إلى أن هذا اللقاء جاء في وقته ليتواكب مع جهود الدولة في هذا السياق والمبادئ التي تسعي إليها الجمهورية الجديدة، وأهمية رفع الوعي المجتمعي بالمفهوم الصحيح للمواطنة، وأن مفهوم المواطنة أحيانًا لا يُفهم في سياقه الصحيح.
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن: "الخطأ ليس في نصوص الدين ولكن في القراءة الانتقائية للنصوص، وأنه يجب التأكيد على المبادئ الأساسية للمواطنة ومنها التعاون والمشاركة والاندماج والإخاء الإنساني، وأن الاختلاف لا يمنع من الاحترام المتبادل".
وفي كلمته، نقل نيافة الأنبا دانيال تحيات قداسة البابا تواضروس للجميع، وأثنى على فكرة تكوين لجنة "صناع السلام".
وأكد نيافة الأنبا دانيال أن لقاء اليوم هو بداية لعدة لقاءات ودراسات ومحاولة لتعميق العلاقة بين أبناء الوطن كله، مستدلا بالآية الكتابية : "السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ، أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ." (مز ١١٥ : ١٦)، مؤكدًا أنّ الله لم يخصصها لجنس أو دين معين أو أي فصيل دون غيره، بل أعطاها للجميع على السواء، وأنه هو وحده الذي ينعم على الجميع بخيراته ورحمته دون تفرقة، فهو الأب الذي يحب أولاده جميعًا.
وأشار نيافته إلى أن المسيحية تؤمن أن الله أب لكل البشر، وأن الدينونه لله وحده، وأن الكنيسة تصلي للجميع وتطلب الخير لهم دون تفرقة حيث نصلي "نجنا كلنا من الوباء والغلاء"، مختتمًا كلمته بالعلاقة الوثيقة والتعاون بين الكنيسة والدولة، والذي ينعكس على أفراد المجتمع ويبني علاقات المحبة التي تزرع اللطف والمودة بين الجميع.
وتطرق الحضور لمناقشة العديد من المحاور وعلى رأسها دور الدولة المصرية المحوري في مناهضة الإرهاب ونشر ثقافة المساواة والعدالة والمواطنة، والمبادرات الرئاسية والحوار الوطني الذي دعت إليه القيادة السياسية، بجانب الحديث عن عدد من القضايا الهامة التي تلعب دورًا محوريًا في غرس قيم المواطنة ومنها التعليم والثقافة، والجهود التي من الممكن أن تسهم بها تلك المحاور في نشر ثقافة السلام والحوار.