د.ماجد عزت إسرائيل
عقدت الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، جلستها الختامية للدورة الثانية عشرة، مساء يوم(19 مايو 2022م) والتي جرت أعمالها ما بين 16 مايو 2022 وتختتم أعمالها النهاية يوم الجمعة الموافق 20 مايو 2022م، بمركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وبالتحديد في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وقد ألقى الأمين العام للمجلس الدكتور«ميشال عبس» البيان الختامي للجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط. والذي تصدره شكر المجلس للرئيس «عبد الفتاح السيسي» رئيس الجمهورية على استقباله لرؤساء الكنائس، وقد أكد سيادته قائلاً: «أن الأخوة المسيحيين في جميع الدول العربية هم جزءٌ أصيلٌ من نسيج المجتمع العربي بأسره»، ومقدرةً الجهود التي يقوم بها فخامته من أجل السلام المجتمعي ومكافحة الإرهاب والعمل على بناء الجمهورية الجديدة. وشكر مجلس كنائس الشرق الأوسط كل أجهزة الدولة المصرية لتعاونها واهتمامها بهذا الحدث الفريد.
وشكر المجلس في بيانه الختامي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني على استضافتها لأعمال الجمعية العامة، بمحبّة وكرم، كما شكروا الكنيسة الإنجيلية في مصر على المساهمة التي قدمتها لإنجاح أعمال هذه الجمعية العامة.
وقد أشار البيان الختامي إلى انتخاب الرؤساء الأربعة الجدد للمجلس للدورة الجديدة وهم:
عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية: نيافة الأنبا «أنطونيوس»؛ مطران القدس والشرق الأدنى وتوابعها للأقباط الأرثوذكس. وعن العائلة الأرثوذكسية: غبطة البطريرك «يوحنا العاشر»، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. وعن العائلة الكاثوليكية: غبطة البطريرك رافاييل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك كليليكيا للأرمن الكاثوليك. وعن العائلة الإنجيلية: سيادة القس الدكتور «بول هايدوستيان»، رئيس اتحاد الكنائس الأرمنية الإنجيلية في الشرق الأدنى. مع تثبيت انتخاب الدكتور «ميشال عبس» أمينًا عامًا للدورة ذاتها.
وألمح البيان الختامي إلى القضايا التي نوقشت ضمن أعمال الجمعية العامة وهي الشهادة المسيحية والعلاقات المسكونية، والدياكونية والخدمة الاجتماعية، والتواصل والدعم، والحوار والتماسك الاجتماعي، والتنمية المؤسسية والاستدامة.
وقد دعا المجلس إلى نبذ العنف والتعصب بكل أنواعه وأشكاله، ورفض التطرف والإرهاب والإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس، معربًا عن تضامنه مع المهمشين والمستضعفين واللاجئين والنازحين، مناشدًا المسؤولين والأسرة الدولية للعمل على عودتهم إلى أرضهم.
كما دعا إلى احترام حرية المعتقَد، وترسيخ قيم المواطنة والحياة المشتركة مع الأخوة المسلمين من منطلق تقاسم العيش معهم باحترام متبادل. معلنًا عن دعمه للكنائس والمؤمنين في القدس، مشددًا على الحفاظ على الأماكن المقدسة، مذكرًا الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمية تقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام.
وفيما يخص الأوضاع الاقتصادية حث البيان الختامي المسؤولين وأصحاب القرار بالعمل الجاد على التصدي للأزمات المستشرية في مختلف بلدان الشرق الأوسط، ولا سيما الوضع الإقتصادي المتردي، رفعًا للمعاناة التي تثقل كاهل الشعوب، ما يستوجب وقفة ضمير لإعلاء الخير العام فوق كل اعتبار.
وأوضحت الجمعية على أن الحضور المسيحي هو في جوهر كينونة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن للمسيحيين إسهامات جليلة في بناء بلدانهم وازدهارها، وهم سيبقون متجذرين في هذه الأرض وشركاء أصلاء في نهضتها وبناء حاضرها ومستقبلها، مهما اشتدت العواصف والتحدّيات، داعيةً الذين هاجروا من بلدانهم إلى المحافظة على ارتباطهم بأوطانهم الأم وعدم التفريط بممتلكاتهم، ومعهم ترجو فوق كل رجاء، واثقةً أن الله يوجِد من المحنة خلاصًا.
وحقا أكدت الجمعية العامة كذلك على أهمية التجاوب مع مشكلة التغيرات المناخية، منوهةً إلى انعقاد القمة المناخيةCop 27 التي ستقام في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل. مشددةً على دور الكنائس المختلفة ومسؤوليتها كوكلاء صالحين على الخليقة، مطالبةً أمم العالم بأخذ التدابير اللازمة بشأن التغيرات المناخية.
وقد ناشدت الجمعية العامة المرجعيات الدولية وأصحاب القرار للعمل الجاد والدؤوب على إطلاق سراح جميع المخطوفين،لا سيما مطراني حلب «بولس اليازجي» و«مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم»، والكهنة والمدنيين، مع التضرع كي يحفظهم الرب ويعيدهم سالمين.
وأخيرًا؛ وفي ختام الجلسة قدم صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني هدية تذكارية للأمين العام، كما قدم كتاب "كتاشيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" الذي صدر حديثًا للأب القمص «تادرس يعقوب ملطي» هديةً لجميع المشاركين في الجمعية العامة.