محرر الأقباط متحدون
أجرت هيئة "مساعدة الكنيسة المحتاجة " مقابلة مع المطران مارتين كميتيك رئيس أساقفة إزمير بتركيا ، حيث يوجد تقليد مسيحي يعود لأكثر من ألفي سنة ، لكن بعد موجات من الاضطهادات بات التواجد المسيحي هناك شبه معدوم .
رئيسُ الأساقفة كيميتيك هو من مواليد سلوفينيا وينتمي إلى رهبنة الأخوة الفرنسيسكان الأصاغر، وقد خدم في لبنان طيلة أحد عشر عاماً، وهو متواجد في تركيا منذ عام ٢٠١١، وقد عينه البابا فرنسيس رئيس أساقفة على إزمير في العام ٢٠٢٠.
استهل سيادته حديثه مشيرا إلى وجود حوالي خمسة آلاف مؤمن كاثوليكي ضمن نطاق أبرشيته ، ويرتفع هذا العدد إذا ما احتُسب اللاجئون والمهاجرون. وتوجد جماعات من المؤمنين أيضا في المناطق الساحلية وفي مدن شأن كونيا وأنطاليا. ولفت إلى أنه بصفته ينتمي إلى الرهبنة الفرنسيسكانية يصب الاهتمام على شهادة الحياة ، وعيش الأخوة ، فضلا عن السعي إلى نشر الكلمة في كل مرة يكون فيها ذلك ممكناً كما كان يقول القديس فرنسيس الأسيزي ، وهذا ما يحصل – على سبيل المثال – من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني الخاص بالأبرشية.
بعدها أكد المطران كيميتيك أن الكنيسة الكاثوليكية في تركيا هي كنيسة مفتوحة الأبواب، وتستقبل الجميع، ويتواجد في كل كنيسة شخصٌ ما يستقبل المؤمنين والزوار ويجيب على تساؤلاتهم، وقال إن هذه هي أيضا طريقة للكرازة بالإنجيل، ويتم اتباعها في ضوء الأوضاع الراهنة.
ردا على سؤال بشأن النهضة الإسلامية التي تشهدها تركيا – والتي كانت مرة دولة علمانية – وما إذا كان هذا الأمر يولد تمييزاً ضد المسيحيين، قال سيادته إن المسيحيين في تركيا لا يتعرضون للتمييز، لكن الحوادث تقع أحياناً لدى التعامل مع السلطات والأجهزة الحكومية، خصوصا وأن الكنيسة الكاثوليكية في تركيا لا تحظى باعتراف قانوني . مع ذلك، تابع قائلا، ثمة "حوار حياة " تقوم به الكنيسة في المجتمع. ولفت على سبيل المثال إلى الجهود التي تقوم بها هيئة كاريتاس المحلية، والتي هي جزء من الكنيسة ولديها مكتب في كل أبرشية.
وأضاف أنها تمد يد المساعدة لكل محتاج وضعيف، مسيحيا كان أم مسلما. وتحدث سيادته أيضا عن لقاءات تُعقد مع الأئمة كما حصل في " يوم الأخوّة " على سبيل المثال، مشيرا أيضا إلى أنه قام مؤخراً بزيارة إلى عمدة المدينة، برفقة عدد من الكهنة، وقدم له هدية، عبارة عن نسخة للرسالة العامة للبابا فرنسيس Fratelli Tutti، تُرجمت إلى اللغة التركية.
فيما يتعلق بالحوار المسكوني في تركيا قال رئيس أساقفة إزمير إن العلاقات مع باقي الكنائس المسيحية في تركيا هي جيدة، ولفت على سبيل المثال إلى العلاقة الجيدة التي تربط بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول بحركة فوكولاري، وبالنائب الرسولي في إسطنبول المطران بالينورو. وتحدث أيضا عن لقاءات تُعقد في أبرشية إزمير مع المسيحيين الأرثوذكس والأنغليكان، في مختلف الأعياد والمناسبات، وأشار إلى أن الكهنة الأرمن احتفلوا مؤخراً بالقداس في إحدى الكنائس الكاثوليكية، لأن ليس لديهم كنيسة في إزمير. والعمل جار مع الكنيسة الأرمنية من أجل فتح مكتبة لجمعية الكتاب المقدس، وقال إن كل هذه هي مؤشرات إيجابية للحوار المسكوني.
في ختام حديثه لهيئة مساعدة الكنيسة المحتاجة، توجه سيادته إلى المسيحيين حول العالم وذكّرهم بأن جذور إيمانهم توجد في تركيا، حيث أُسست أول كنيسة بين الأمم، وحيث التأمت المجامع المسكونية الأولى التي صقلت الإيمان الكاثوليكي. وتمنى أن يأتي المزيد من الكهنة الأوروبيين إلى تركيا كي يخدموا جماعات المؤمنين خصوصا خلال الصيف.