بقلم : الدكتور مجدى شحاته
ثمة حقائق راسخة لا يمكن تجاهلها ، وثوابت واضحة يدركها الكل ، من المستحيل انكارها او تجاهلها . ابرز وأهم تلك الحقائق والثوابت ، ان مصر درة الشرق ، وهى منذ فجر التاريخ دولة محورية فى المنطقة ، لها كيانها وثقلها ومكانتها اقليميا ودوليا. مصرهى الصخرة الصلبة التى يرتكز عليها العالم العربى . مصر تنفرد بأنها الكيان السياسى الوحيد فى الشرق الذى يحمل كافة مقومات الاستقرارالسلمى فى الوقت الذى لم تتجاوز فيه دول مجاورة مرحلة الطائفية والقبلية. من هذا المنطلق لابد لنا ان نتوقع ان تكون مصر القوية مستهدفة من أعدائها بالداخل والخارج . مصر مستهدفة لأن البعض لا يرغب ان يرى دولة عربية بحجم مصر خالية من الاضرابات والمصائب التى اجتاحت المنطقة العربية فيما اسموه الربيع العربى كما حدث للدول الشقيقة سوريا واليمن وليبيا و تونس والسودان وقبلهم لبنان والعراق ، وبات من الواضح ان المخطط العدائى الارهابى التكفيرى الشرير يطارد الوطن مجددا.
أعداء مصر بالداخل ارتكبوا هجوما ارهابيا استهدف احدى محطات رفع المياه بمنطقة شرق قناة السويس . اسفر الهجوم الجبان عن استشهاد احدى عشر بطلا من قواتنا المسلحة البواسل ، وهم يقومون بحماية الوطن من أعداء الخارج ، ليتلقوا طعنة فى الظهر من أعداء الداخل . هجوم ارهابى يهدف الى فرض حالة من عدم الاستقرار لتعطيل ووقف عجلة النهوض والبناء والتعمير الغير مسبوقة التى تشهدها البلاد لاول مره فى تاريخها . مصر اقوى من افكار تكفيرية تختزل المواطنة فى جماعة أو عشيرة او طائفة .
مصر أقوى واكبر من حفنة ارهابية تكفيرية يسعون لاشعال فتنة طائفية لتفتيت وحدة الجبهة الداخلية ، بالاعتداء على رجل دين قبطى كان يجول يفعل خيرا .. اواختفاء قاصرات او التعدى على الحريات الشخصية . ان الوحدة الوطنية أحد أبرز الركائز القومية التى تجمع بين ابناء الوطن الواحد وتربطهم معا ضد أعداء الوطن . حماية الاوطان لا تقتصر على مواجة الاعداء من الخارج ، وانما حماية المواطنين البسطاء من الافكار التكفيرية المغلوطة والتعاليم الخاطئة والشائعات المدمرة وتكفير وتهميش اللآخر . ان الشعب المصرى الاصيل اكثر ذكاء وحكمة من السقوط فى المخططات الشيطانية التى تحاك ضد الوطن والانجراف فى صراعات طائفية . ان حماية الوطن من أعداء الداخل من ذوى الافكارالتكفيرية أمر حتمى ومهم للتصدى بقوة وشدة وحزم لمن يسعون لاستقطاب ضعاف النفوس لمصلحة تنفيذ اجندات بشعة نظير افكار تكفيرية او نظير حفنة من الاموال المدفوعة لهم من جهات خارجية .
فى نفس السياق الذى يستهدف الوطن من الداخل ، كثرت حرب الشائعات والاكاذيب ، خاصة بعد ان أنعم الله على كافة أرجاء مصر بالامن والاستقرار والسلام الاجتماعى والامنى . لجأ المغرضون لهذه الحرب الدنيئة والحقيرة ( الاكاذيب والشائعات ) بعد الانجازات المبهرة والعظيمة التى تخطوها مصر بكل ثبات وقوة فى مجال التنمية والبناء وتحقيق المئات من المشروعات القومية العملاقة من أجل بناء دولة جديدة . الشعب المصرى يعى جيدا مستقبله ومصيره ، ولن يسمح بالرجوع الى الوراء . المصريون لن ينخدعوا مرة اخرى ولن ينساقوا وراء البوم الناعق على صفحات التواصل الاجتماعى وبعض الفضائيات ، لأنهم لمسوا وعاينوا الانجازات المبهرة على مختلف الاصعدة وبدؤا فعليا فى جنى ثمارها على مختلف الاصعدة ، والتى أشادت بها كل دول العالم . ان حرب الاكاذيب والشائعات والتى تنتشر عبر ( السوشيال ميديا ) بات أمرا سخيفا ومقززا ومرفوضا ، لم ولن ينال أى اهتمام من أبناء الشعب المصرى الواعى المستنير . نعم لقد حان الوقت لمواجهه الارهاب الفيسبوكى ، حروب الجيل الرابع ، ولابد من تفعيل التشريعات والقوانين الرادعة والضرب بيد من حديد ضد كل مثيرى الفتن التى تهدد أمن وسلامة الوطن ، فلا عودة الى الوراء مهما كانت التضحيات ، وليعلم المحرضون جيدا ، بان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين .
مصر باقية ... مصر أكبر من الحاقدين ... مصر عظيمة وقوية ...لانها وطن أقدم الحضارات ، وتحتضن شعبا عظيما يعرف قدرها ... مصر قوية وعفية بوحدتها الوطنية . مُصانة وابية بيقظة شعبها الواعى لكل التحديات والمخاطر التى لم تنال من شعبها العظيم عبر مر العصور . حمى الله مصر , وحمى رئيسها المخلص الرئيس عبد الفتاح السيسي . وحمى الله اهلها الطيب وجيشها الباسل وشرطتها اليقظة لتبقى مصر دائما وابدا القلب النابض والفكر المستنيرلكل دول الشرق . تحيا مصر .