محرر الأقباط متحدون
أكد د. سامح فوزي الكاتب الصحفي والاكاديمي ان اقباط السودان من بناة الجسور، وتاريخهم مشرف في العلاقات المصرية السودانية، ولهم اسهامات قيمة في الخدمة العامة، والتعليم، والعمل الاجتماعي، ومنهم شخصيات تلعب ادوارا بارزة في المرحلة الراهنة من تاريخ السودان.
جاء ذلك في برنامجه "اخر الاسبوع" علي قناة مي سات في ضيافة الاعلامية رينيه ابراهيم، وقد خصص هذه الحلقة منه للحديث عن زيارة وفد المجتمع المدني المصري للسودان برئاسة الوزير محمد العرابي، وكان مشاركا فيه ضمن كوكبة من رموز الفكر، وقيادات المجتمع وكبار الإعلاميين.
وقال د. سامح فوزي ان أعضاء الوفد المصري زاروا مطرانية الخرطوم للاقباط الارثوذكس، والتقوا بصاحبي النيافة الانبا إيليا اسقف أمدرمان والانبا صرابامون اسقف الخرطوم، ولفيف من الآباء الكهنة، وأبناء الابروشيتين، ودار الحديث حول أهمية استقرار السودان، ودعم الحوار بين اطيافه السياسية والثقافية والاجتماعية. ولفت الانتباه الي كتاب "أقباط السودان" الذي وضعه الاب الدكتور القمص فيلوثاوس فرج، الذي يحوي بين دفتيه تاريخ الاقباط في السودان، وأشار الي القمص تيموثاؤس القس جرجس حكيم من ايبارشية أمدرمان الذي استقبل وودع الوفد المصري في مطار الخرطوم، واصفا اياه بالاب الجميل.
وعلي صعيد اخر أشار د. سامح فوزي الي أن السودان يمر بمرحلة دقيقة، يحتاج خلالها الي جهود دعم الاستقرار، وتجاوز الانقسامات السياسية، والادارة الرشيدة للتنوع، وبناء التوافق بين مختلف القوي والتيارات السياسية، وتوحيد القوي المسلحة، مشيرا إلى تراجع الأوضاع الاقتصادية، وضعف مؤسسات الدولة، وتصاعد المخاوف من عودة بعض عناصر نظام جبهة الإنقاذ إلى المشهد مرة أخري بعد ان ثار الشعب عليه.
وأضاف ان مصر لا تتدخل في شئون أحد، ولا تفرض نموذجا بعينه علي السودان او غيره من الدول، ولا تساند طرفا علي حساب آخر، بل كل ما يشغل مصر، حكومة وشعبا هو استقرار السودان، ووحدة اراضية، وتحسن أوضاع شعبه، وما تقدمه مصر للاشقاء في السودان انطلاقا من دعم الشعب السوداني، مثل مشروعات الربط الكهربائي، وتطوير ميناء أسوان حلفا، وتطوير خط السكك الحديدية بين البلدين، وتقديم منح تعليمية، وخدمات صحية، وتدريب الكوادر الادارية السودانية.
ودعا د. سامح فوزي الي اهتمام الإعلام المصري بقضايا السودان، واللجوء الي المشروعات التنموية، والعلاقات الاكاديمية، والمبادرات الثقافية والفنية لدعم العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني التي شهدت تخريبا منظما طيلة حكم جبهة الإنقاذ خلال الثلاثين عاما الماضية، وقد آن الأوان كي يلتفت الشعبان المصري والسوداني الي الإفادة من المقدرات الاقتصادية والبشرية المتاحة للدولتين في خدمة رفاهية الشعبين، ولاسيما في ظل ظروف اقليمية ودولية ضاغطة، تجعل من الغذاء والطاقة والمياه محور اهتمام وعمل مشترك.