محرر الأقباط متحدون
قام أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بزيارة إلى كرواتيا لمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لاعتراف الكرسي الرسولي رسميا باستقلال الجمهورية الكرواتية ، وشدد نيافته خلال الزيارة على أن البابا مستعد لفعل كل ما أمكن من أجل الإسهام في وضع حد للحرب الدائرة في أوكرانيا، لافتا إلى أن اتساعا محتملاً لرقعة النزاع سيحمل انعكاسات كارثية على العالم كله.
بهذه الكلمات عبر الكاردينال بارولين عن قلق الكرسي الرسولي البالغ حيال تصعيد محتمل للحرب الروسية – الأوكرانية ، وذلك خلال لقاء عقده مع الصحفيين في زغرب في إطار الزيارة لمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين للاعتراف باستقلال كرواتيا من قبل الكرسي الرسولي والذكرى السنوية الخامسة والعشرين للتصديق على ثلاث معاهدات بين الفاتيكان والجمهورية البلقانية.
قال المسؤول الفاتيكاني في حديثه الصحفي إنه إذا أخذنا في عين الاعتبار القدرات التدميرية للأسلحة المتواجدة اليوم، سيشكل اتساع محتمل لرقعة النزاع تهديداً خطيراً للبشرية برمتها. وشاء في هذا السياق أن يذكّر بكلمات البابا فرنسيس الذي ندد بجنون الحرب موضحا أن الحبر الأعظم مستعد للقيام بكل ما في وسعه من أجل الإسهام في تحقيق السلام، وعبر عن استعداد الكرسي الرسولي للعب دور الوسيط بين الطرفين المتنازعين. وذكّر نيافته بأن البابا فرنسيس عبر أيضا عن استعداده للتوجه إلى موسكو لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو مقترح لم يلق تجاوباً من الطرف الروسي لغاية اليوم. وقال بارولين إنه لا يبدو أن ثمة آمالا كبيرة بالتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، لكن الكرسي الرسولي كان وما يزال مستعداً للإسهام في إنهائها.
خلال زيارته لكرواتيا ترأس أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان القداس في العاصمة زغرب، وتناول في عظته الأحداث المأساوية التي تعيشها أوروبا حاليا، وقال إن ظلمات الحرب تلقي بظلها على كل بصيص أمل في العقل البشري، ويبدو أن هذه الظلمات تغلبت على كل منطق. تابع نيافته عظته متوقفاً عند جائحة كوفيد ١٩، وقال إن البشرية عاشت خلال السنتين الماضيتين في ظلام الجائحة، وقد وجدنا أنفسنا مربكين، ولم نعرف كيف نتصرف وماذا نفعل. وكل محاولة لإيجاد الحل بدت غير ملائمة. وأضاف أنه بعد الجائحة أتى الصراع المسلح في أوكرانيا، ووسط هذه السيناريوهات المظلمة يبدو أن البشرية فقدت وجهتها، بيد أن نور المسيح القائم من الموت يبقى أقوى من الظلمات ويهبنا الرجاء والتعزية.
وتطرق نيافته بعدها إلى الرجال والنساء الذين كانوا شهودا للرب في حياتهم، ومن بينهم الطوباوي Alojzije Stepinac، موضحا أنه في هذا الزمن الذي تعيشه أوروبا والمطبوع بالحرب، لا بد أن يلجأ المؤمنون إلى شفاعته. وقال إننا على غراره نجد أنفسنا اليوم أمام الشر الذي يولد في قلوب البشر ويميل إلى السيطرة على العقول والنفوس.
الكاردينال بارولين بدأ زيارته إلى كرواتيا بلقاء مع الأساقفة الكاثوليك معبرا لهم عن قرب البابا فرنسيس ، وتحدث عن الأمانة للكرسي الرسولي التي ميّزت الشعب الكرواتي على مر العصور، في وقت قام فيه البابوات بمبادرات كثيرة تعكس اهتمامهم الكبير بالكنيسة الكرواتية وبتلك الأرض. وذكّر نيافته خلال اللقاء أنه بعد سنوات من الدكتاتورية الشيوعية أعلنت كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما عن يوغسلافيا السابقة في الخامس والعشرين من حزيران يونيو ١٩٩١، وفي الثالث عشر من كانون الثاني يناير من العام التالي اعترف الكرسي الرسولي باستقلال كرواتيا. وفي الثامن من شباط فبراير من العام ١٩٩٢ أقيمت علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وجمهورية كرواتيا وهي الأولى من نوعها في تاريخ الأمة الكرواتية.