مجدي جورج
ان استشهاد شيرين ابو عاقلة اليوم يبين للجميع ان دماء ونضالات المسيحيين الفلسطينين لم تكن اقل من مواطنيهم المسلمين وما قدمه المسيحيين للنضال الفلسطيني علي قلة عددهم يوضح بجلاء كم هم محبين لوطنهم ومستعدين للدفاع عنه بارواحهم ودمائهم . وانه لولا صبغ النضال بصبغة دينية ما وصلت القضية لما وصلت اليه اليوم من ضياع وقلة اهتمام من العالم اجمع .
فعندما كانت القضية الفلسطينية قضية قومية .
وعندما كان العداء للصهيونية هو الاساس .
وعندما كانت الكوفيه الفلسطينية هي رمز المقاومة التي غزت العالم كله واتشح بها المشاهير .
وعندما كانت دلال المغربي وشادية ابو غزالة والمراة في مقدمة الصفوف بجوار الرجل في النضال .
وعندما كانت اسماء حركات المقاومة الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحركة التحرير الفلسطيني ( فتح ) .
عندما كان كل هذا كان هولاء نايف حواتمه وجورج حبش ووديع حداد ونوال عشراوي وغيرهم من القادة الفلسطينيين المسيحيين يقودون الثوار ضد العدو الاسرائيلي كل بطريقته .وكان عدد المسيحيين في فلسطين يصل لمليون ونصف المليون .
ولكن بعد ان تحول الصراع لصراع ديني ضد اليهود وليس ضد الصهيونبة .
وبعد ان اصبح الاقصي هو الرمز وليست الكوفية .
وعندما اختفت المراة من الصفوف وسيطر علي النضال الرجال والرجال فقط .
وعندما سيطر علي النضال الجهاد الاسلامي وحركة حماس الاسلامية واختفت المنظمات الاخري .
هنا وهنا فقط تقلص الوجود المسيحي الفلسطيني ليس كقيادات فقط بل كشعب واصبح عدد الفلسطينين في الداخل يصل الي خمسين الف مواطن فقط وعددهم بقطاع غزة لا يتجاوز الثلاثة الاف .
وهنا وهنا فقط اصبحت القضية الفلسطينية قضية هامشية ولم تعد القضية الاولي علي مستوي العالم كما كانت .