أشرف حلمى
الواقعة المؤسفة التى شهدتها منطقة الهرم مؤخراً بواسطة مجموعة من المراهقين بالتحرش على السائحات ورفضهم المثول لطلب المرشد السياحى المرافق لهم بالتخلى عن أفعالهم المشينة ، وتم الكشف عنها خلال مقطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، ليست هى الأولى من نوعها فى أهم المناطق السياحية فى مصر التى يعلن عنها ، وهناك المئات من حوادث التحرش لن يعلن عنها ليس فقط بالسائحات الأجانب ولكن بالفتيات والسيدات المصريات فى أنحاء القطر المصرى خاصة بالمناطق الشعبية .
ليس فقط المراهقين والشباب هم من يقوموا بالاعتداء وممارسة التحرش الجنسي اللفظي والجسدي ضد السائحات ، السيدات والفتيات من المصريات والذى له تأثير سلبى على قطاع السياحة بصفة خاصة ، ولكن هناك ما يقوم به بعض الباعة الجائلين وأصحاب الخيول والجمال، لإجبار زوار منطقة الهرم على ركوب الحيوانات للتنزه في المنطقة ، وشراء مستنسخات الآثار إضافة الى منع أصحاب السيارات ومرافقيهم دخول المنطقة وإجبارهم على المثول بخط سير برفقة أشخاص مقابل مبالغ مرتفعة .
مما لاشك فيه أن ما حدث فى مصر بالماضى وعلى مدار الأيام الماضية من إعتداءات على السيدات والفتيات بالمواصلات والأماكن العامة ليس فقط بسبب عدم إرتداء الحجاب من جانب حراس الفضلية اللذين تأثروا بالمناهج التعليمة والفتاوى السلفية على شاشات الفضائيات ، بل بسبب المؤامرة المنظمة على مصر من اللذين قاموا باختراق أجهزة الدولة الأمنية ،القانونية ، الإعلامية ، الصحفية والتعليمية قبل وبعد ثورة يناير دون تطهير هذه المؤسسات من جانب المسئولين عنها ، عقب قيام الشعب المصرى بثورة يونية وجاءت بالرئيس عبد الفتاح السيسى ، بهدف سقوط مصر فى مستنقع الوهابية التى تخلت عنها الدولة المؤسسة لها ، وعودة مصر الى الخلف بضرب الاقتصاد المصرى عن طريق السياحة ، على الرغم من التحديث العمرانى وإقامة العاصمة الإدارية وعدد من المدن الجديدة وتجديد شبكات الطرق ووسائل المواصلات .
ما قامت به السلطات الأمنية والقانونية المصرية باللجوء الى جلسات الصلح العرفية فى حالات التحرش والإعتداءات الجنسية والجسدية على الفتيات والسيدات التى قام بها حراس الفضلية بهدف مساعدة الجناة الهروب من العقاب وضياع حق الدولة قبل المعتدى عليهم ، ساعدت مثل هذه المجموعة من الشباب بالتحرش بالسائحات وغيرهم .
أود أن أكون صريحاً بأن الإنفلات الأمنى والأخلاقي بعد ثورة يناير ، أدى الى الإساءة الى سمعة مصر وهروب السائحين والمصريين بالخارج خاصة أبناء الجيل الثانى والثالث من اللجوء الى مصر بهدف السياحة أو زيارة الأهل والأصدقاء ، والتوجه الى بلدان تتمتع بالأمن والأمان مثل دول أوروبا ، أمريكا والأمارات العربية ، وما زاد الطين بلة هو نجاح ما قام به معتنقي وأصحاب الفكر الوهابى الدخيل على مصر فى نهاية السبعينيات بفرض أفكارهم على المجمع المصرى حتى تغير شكل مصر الحضاري على الساحة الدولية وخسارة مكانتها السياحة ، ليبقى السؤال " هل أصبح الحجاب الشرعي حائط الصد المنيع للإعتداءات والتحرشات الجنسية ، اللفظية والجسدية فى ظل أنتشار حراس الفضيلة وغياب القانون وردع الخارجين عنه ؟ ! " واذ صح هذا فعلى الدولة الإعلان عن دخول السياح الأجانب مصر بالملابس الشرعية على خطى الدول الإسلامية حفاظاً على مشاعر حراس الفضيلة وإثارة غرائز المتحرشين.