محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ظهر أمس الخميس، المشاركات في الجمعية العامة للاتحاد الدولي للرئيسات العامات.
وقال بابا الفاتيكان في كلمته من موضوع الجمعية العامة "معانقة الهشاشة في المسيرة السينودسية"، فتحدث عن أن هذا الموضوع يجعله يفكر في مشهدين من الإنجيل. الأول هو غسل يسوع قدمَي بطرس، وأضاف أن التأمل في هذا المشهد يقود إلى لمس ضعف بطرس والذي يجد صعوبة في قبول كونه في حاجة إلى تغير في العقلية وفي القلب، أن يدع يسوع يغسل قدميه كي يتمكن هو من أن يفعل هذا لأخوته وأخواته. وتابع البابا أن ابن الله أيضا يضع نفسه في موقف ضعف كخادم، وبالتالي فإن الكنيسة تتعلم مع بطرس من المعلم أنها، ومن أجل أن تهب الحياة في خدمة القريب، مدعوة إلى قبول الضعف والانحناء على ضعف الآخر.
ودعا البابا فرنسيس الرئيسات العامات إلى عيش سلطتهن كخدمة، ثم توقف عند إدراك الحياة الرهبانية أيضا لضعفها. وقال إننا قد اعتدنا أن نتمتع بأهمية بفضل أعدادنا وأعمالنا، بينما تجعلنا الأزمة التي نمر بها نلمس الضعف وأن نشعر بصغرنا ونحاكي ابن الله الذي جعل نفسه خادما. وواصل البابا داعيا الرئيسات العامات إلى عدم التخوف من التساؤل في ضوء علامات الأزمنة ما هي الخدمات التي يطلبها منا الروح القدس وما هي التغيرات التي يريد أن نقوم بها في عيش الخدمة، وكيف علينا العمل من أجل سلطة إنجيلية الطابع، سلطة لا تخلِّف جراحا بل نموا. وشدد قداسته على أن البحث عن خدمات جديدة وأشكال جديدة لعيش السلطة بشكل إنجيلي يجب ألا يكون نظريا أو ايديولوجيا، بل من الضروري أن ينطلق ها البحث من القرب من البشرية الجريحة والسير إلى جانب الأخوة والأخوات الجرحى بدءً من الأخوات في الجماعات.
أما المشهد الثاني من الإنجيل الذي أراد الأب الأقدس التوقف عنده انطلاقا من موضع الجمعية العامة للاتحاد الدولي للرئيسات العامات، أي معانقة الهشاشة، فبطلته مريم المجدلية حسب ما قال البابا فرنسيس. وتابع أن الأناجيل تقدمها لنا كامرأة اختبرت تحررا كبيرا في لقائها يسوع، وقد روى لنا الإنجيليون هذا ليقولوا لنا إن يسوع اعتمد عليها كتلميذة في شهادتها على قيامته مع وضع ضعفها المتحول في خدمة إعلان الإنجيل. وواصل الأب الأقدس كلمته إلى الرئيسات العامات داعيا إياهن في ضوء تلميذَي يسوع، بطرس ومريم المجدلية، إلى التأمل وإلى أن يدعن يسوع يحولهن كي يصبحن وبالطريقة نفسها في خدمة البشرية، انطلاقا من الضعف والهشاشة، وهكذا يسرن نحو إعلان للإنجيل مغعم بالرجاء.
ثم توقف البابا فرنسيس، وذلك أيضا انطلاقا من موضوع الجمعية العامة "معانقة الهشاشة في المسيرة السينودسية" عند المسيرة السينودسية، فتحدث عن الإسهام الذي تنتظره الكنيسة من الحياة الرهبانية وعن دور الرئيسات العامات في هذه المسيرة. وأكد قداسته وانطلاقا من كون السينودس هو في المقام الأول لحظة هامة للإصغاء والتمييز، أن اسهام الأكثر أهمية للرئيسات العامات هو مشاركتهن في التأمل والتمييز في إصغاء إلى الروح القدس وفي تواضع مثل يسوع من أجل لقاء الأخ في احتياجاته. ودعا البابا الرئيسات العامات إلى أن يكن خلال المسيرة السينودسة صانعات شركة وتذكارا لحياة يسوع ورسالته، وإلى نسج علاقات جديدة كي لا تكون الكنيسة جماعة أشخاص مجهولين، بل جماعة شهود للقائم وذلك رغم هشاشتنا.
وفي ختام كلمته شدد البابا فرنسيس على أهمية أن تقوم الجمعيات والمعاهد بمسيرات سينودسة داخلية قبل المشاركة في المسيرة السينودسية على صعيد الكنيسة المحلية. كما وشدد قداسته أيضا على أهمية خدمة مرافقة شعب الله في هذه المسيرة السينودسة، وتحدث من جهة أخرى عن كون الرعاية المتبادلة بين الجمعيات والمعاهد والمساعدة المتبادلة في مسيرات التربية والتمييز أحد علامات التجدد السينودسي. ثم سلط الأب الأقدس الضوء على أهمية التعاون مع مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية.