مدحت ناجى نجيب
تستند تعاليم الكنيسة على الوعد الإلهى القائل " كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك فى القضاء تحكمين عليه " ( اش17:54) ، ومن هذا الوعد الصادق والآمين مرت الكنيسة القبطية بأعنف وأشد العصور قسوة وإضطهاداً وعبرتها بسلام وخرجت بشهداء كثيرين وبقيت هى إلى الآن تقف شامخة بين السماء والارض لأن مؤسسها رئيس السلام وهو يسوع المسيح ، كل يوم على استعداد لتقديم مزيد من الشهداء ، لأنها تؤمن جيداً بأن الموت ما هو إلا قنطرة ذهبية يصل بين الخالق والمخلوق ، لذلك علمت كل أولادها المسيحيين عدم الخوف من الموت لأنه مجرد انتقال ، وأنا شخصياً أؤمن بالوعد القائل " من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " (مراثى أرميا 37:3 ) ، ولذلك أنظر وتأمل فى هذه الأمثلة الهامة وفى هذه العصور التى مرت بها الكنيسة وتآمر بعض الرؤوساء والفلاسفة على إعلان الحرب على المسيحية وكتابها المقدس فكانت نهايتهم " وقد كان " :
+ قال " نيرون " هذا التعليم المسيحى لا يدخل بلادى ، إما ربنا يسوع المسيح قال لنا : لابد وأن يكرز بالانجيل فى كل المسكونة . وقد كان .
+ قال " دينثيون " فلتمت المسيحية ..فتلهلك النصرانية ... فليبطل التبشير بها ،إما ربنا يسوع المسيح قال لنا : السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول . وقد كان .
+ قال " ديغلا الطاغية " يجب أن تهدم جميع الكنائس ، إما ربنا يسوع المسيح قال لنا : على هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها . وقد كان .
+ قال الفيلسوف الملحد "دافيد هيوم " إننى ألمح غروب شمس المسيحية ، لكن هذا الفيلسوف لم يستطع أن يفرق بين الغروب والشروق ، فالذى ظنه إنه غروب كان شروقاً ، فإلى الآن المسيحية تنتشر وسط كل انحاء العالم ، والغريب جداً أن بيت هذا الملحد تحول فيما بعد الى " مقر اجتماع لجنة الكتاب المقدس " . وقد كان
+ إما " فولتير " تحدى المسيحية فقال : لقد بدأت المسيحية بإثنى عشر رجلاً ، وأنا وحدى سوف أفنيها ، لكن هذا الرجل المتعجرف والمتغطرس مات ولم يعلم إن بيته سوف يتحول إلى مخزناً للكتاب المقدس ، تملأ نسخاته حجرات بيته من الأرض إلى السقف .وقد كان
+ " جوليان" هو امبراطور وثنى عمل على قتل المسيحيين ، رسم صورته على وجه العملة وعلى الوجه الاخر كتب " سأمحو المسيحية " ، لكن هذا الطاغية مات تحت التراب وبقيت المسيحية تنتعش يوماً بعد أخر .
+ " دقلديانوس " الذى حول كل أرض مصر والاسكندرية إلى بحور من الدم ، وخرجت الكنيسة من هذا الاضطهاد قوية متماسكة ظافرة سليمة تعيش إلى اليوم خالدة ، لانها لا تخاف من أى إنسان حتى وان كان ملك ، لأن ملكها واحد وهو المسيح الذى قال " أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر أمين" .
إن الموت هو نهاية كل من يتحدى الكنيسة.إما الحياة الابدية هى بداية حياة جديدة لمن يقدم نفسه هدية للاستشهاد .
وبرغم كل الظروف التى مرت بها الكنيسة من اضطهاد وضيق ، إلا انها وقفت ثابتة شامخة رفعت زخيرة الصلاة الحية إلى السماء ، فهى لا تتخذ موقف سلبى ضد الاخر الذى يتناحر معها ، فالكنيسة واحة للامن والأمان والسلام والاطمئنان ، تصلى من أجل السلام لكل العالم ، لانها تسلمت الحب من المسيح . وسوف تظل على علاقة حب مع الآخر حتى النهاية .
لقد وقفت الكنيسة تدافع عن المسيحية وتصارع جميع القوات الشيطانية على مدى العصور مستاسرة كل فكر إلى طاعة المسيح فتضاءلت وصغرت أمامها جميع الصعاب والتهديدات.
هذه رسالتى الشخصية إلى الشيخ أبو إسلام :
ليس مبرر لك أن تحرق كتابى المقدس ، دافعاً عن رسولك الكريم ، كان يمكنك أن تظهر تعاليم الإسلام السمحة فى أن ترد بتسامح لا أن تحرق إنجيلى ، رد فعلك على حرق الإنجيل لن يؤثر على الأقباط ، فأنظر إلى ما حدث للرؤساء والملوك الذين إذدادوا عنفاً ضد الكتاب المقدس ، هم فنوا ، إما كتابى المقدس باقى وسيظل للأبد ، إذا حرقت الإنجيل المكتوب فلن تستطيع حرق الإنجيل المعاش فى قلب كل إنسان مسيحى حقيقى ، عندما تتمادى فى أذية مشاعر كل قبطى سوف يرضخ لتعاليم المسيح الذى يحبك أنت شخصياً ، المسيح يأمرنى بالحب ليس للسادة المترفقين فقط بل للعنفاء أيضاً : سيظل يسوع بإستمرار فاتحاً ذراعيه لكل الناس حتى أنت .
أذكر ماقاله أحد البطاركة عن قداسة البابا شنودة " إذا تسنى وضاع الإنجيل فيمكن جمعه من عظات وتعاليم قداستة " الذى أنت تتطاول عليه ... إلى هنا إعاننا الرب ....
إلى هنا إعاننا الرب
"