أنظر مرة أخرى لوجوه الفتاة وذويها ، ووجوه الصيدلي وذويه .. ستجد أنها صورة (صُلح) ولكنها بطعم (القَهر)
كتب ، فيليب فكري ، الكاتب ، على حسابه الرسمي علي فيسبوك ، قائلا : الإجابة ببساطة تظهر جليّة في الصورة المرفقة.. كل ما عليك أن تقارن بين وجوه الفريق يمين الصورة، وبين وجوه الفريق اليسار.. سيظهر لك بوضوح، فرحة الانتصار، وقهرة الـ خنوع.
لمن لا يعرف .. الموضوع بكل بساطة هو أن الصيدلي "علي أبو سعدة" صفع "نيفين" صفعتين متتاليتين على وجهها، حيث أنه لا يعجبه أن تخرج بشعرها في الشارع.. بالمناسبة هو مش قريبها ولا حاجة.. هي كانت داخلة الصيدلية تشتري دوا.
أعتقد أنك لا تحتاج لتحديد أبطال الصورة.. فهم واضحون وضوح الشمس.
في غضون الأسابيع الماضية تكررت تلك الحوادث عدة مرات في أماكن ومجالات مختلفة.. وفي كل مرة ينتهي بأسوأ ما عرفه التاريخ من مهانة (جلسة صُلح).
كنت أعتقد في الماضي على غير الحقيقة، أن الصُلح يتم بين طرفين متنازعين متشاكسين.. بينما تعلمت من الأيام أن الصُلح في بلدي يتم بين طرفين أحدهم ظالم والآخر مظلوم، معتدي ومعتدَىِ عليه.. لذا فهذا يكفيني لتفسير ما صرنا أليه.
لا يعنيني ديانة أي من الأطراف.. فالمتطرف لا يرى مؤمنًا سوى نفسه وأقرانه.. بينما ما يعنيني الاستمرار في تأييده وتشجيعه بالسكوت على جرائمه.. الضرب جريمة يعاقب عليها القانون.. ناهيك عن الإزدراء في كل أشكاله.
في جرائم القتل والخيانة والشرف لا يتم التصالح لوجود حق الدولة نيابة عن المجتمع، وإلا صرنا في غابة أو قبيلة في أقل تقدير.. ومن المعروف أن التصالح يُفرَض بسطوة النفوذ والأموال.. ومن ثم نحن أمام جريمة أخرى ولكنها مُصورة وبرعاية عُمدة ونائب وشوية من كُبارات البلد.
جلسات العار المسماة ظلمًا بالصُلح ، لا تتسق مع دولة تسعى لمواجهة الفساد والإرهاب.. وللأسف أن ممثلي الدولة بدءًا من أقسام البوليس نهايًة الى النائب والعُمدة، هم الذراع التي يتم الضغط بها على الفتاة وأسرتها لقبول (العار).. أقصد (الصُلح).
لك فقط أن تتخيل كم الضغط النفسي الذي رافق الفتاه المضروبة وهي توقع على الصلح، ووجهها لازال يتشح بالاحمرار على هيئة اليد اليمنى للصيدلي (المُنتصر).. لتستقر الصفعة على وجه دولة وحكومة تنازلت عن حق مواطنيها. في انتظار جرائم أخرى لانتهاك مواطنون أبرياء لا يعجبون مواطنون آخرين.
اعتذر عن نشر الصورة بوجوه واضحة وهو أمر ليس مهني.. بينما انتشارها في المواقع وصفحات السوشيال ميديا، دفعني لنشرها وأنا متضرر.
وجود الكاهن في الصورة لا معنى له ، بل يحطم المواطنة .. وإن كان وسيلة أخرى للضغط .. اليست الفتاة مواطنة مصرية؟.
لذا أرجوك قبل أن ترحل عن مقالي أن تنظر مرة أخرى لوجوه الفتاة وذويها ، ووجوه الصيدلي وذويه .. ستجد أنها صورة (صُلح) ولكنها بطعم (القَهر).