القمص أنجيلوس جرجس شنودة يكتب : دير السلطان '> دير السلطان وتهويد القــدس
في القدس كل شبر من هذه المدينة له قيمة وله تاريخ، أنها المدينة المقدسة صاحبة التاريخ الروحي لليهودية والمسيحية والإسلام. هي مدينة الحرب والسلام، مدينة الحب والخيانة، مدينة الأديان وصراع الأوطان.
ومع الصراع العربي الإسرائيلي على تهويد القدس بدأت تظهر مخططات للاستيلاء على المدينة، ولكن كيف يحدث هذا والمباني والحجارة والآثار تقف عائقاً لكي يكون كل ما في المدينة تحت السيطرة اليهودية، وتكون الكنائس والجوامع مجرد آثار سياحية تدر دخلاً للدولة اليهودية.
فبدأت حملة لشراء البيوت والأراضي من الطوائف المسيحية والعائلات القديمة التي تسكن القدس. وقد حدث بالفعل أن باعت بعض الطوائف الغربية كثير من أملاكها في الخمس سنوات الماضية. ووضعت إسرائيل يديها على هذه الممتلكات، وفرضت العام الماضي ضرائب باهظة على الكنائس والممتلكات المسيحية حتى تضطر باقي الطوائف للبيع، وتمتلك الكنيسة القبطية في القدس: دير السلطان '> دير السلطان وبه كنيستا الملاك والأربعة كائنات، دير مارأنطونيوس شمال شرق كنيسة القيامة، دير مارجرجس في حارة الموارنة، كنيسة السيدة العذراء بجبل الزيتون، هيكل على جبل الزيتون وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة صغيرة باسم الملاك ميخائيل ملاصقة للقبر المقدس من الغرب.
ودير السلطان يقع داخل أسوار البلدة القديمة في حارة النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة، وهو الممر بين مقر البطريركية القبطية وكنيسة القيامة، وهو يقع فوق سطح مغارة الصليب. والدير على مساحة 1800متر مربع ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 684م حين بنى الخليفة عبد الملك بن مروان مسجد الصخرة وقد بُني من الخراج المتجمع من مصر لمدة سبع سنوات. وقد طلب بعض الأقباط الذين كانوا بالقدس بناء دير لهم فسمح لهم بهذا الدير.
وأثناء الحروب الصليبية حاولوا احتلال مصر ولكنهم فشلوا من استمالة الأقباط نحوهم وتصدوا لهم مع أخواتهم المسلمون ولشدة غيظهم أصدروا قانون بمنع الأقباط من زيارة القدس. وبعد انتصار صلاح الدين في معركة حطين عام 1187م وتحرير القدس أعاد صلاح الدين الدير للأقباط عرفاناً بمساعدته في الحروب ولذلك سمى بدير السلطان.
وأصبح الدير عامراً بالرهبان الأقباط يمارسون فيه العبادة بجوار القبر المقدس وكنيسة القيامة. وفي عام 1624م فقد الأحباش أملاكهم في القدس بسبب قلة عددهم وعدم إمكانهم من دفع الضرائب عن الدير الذي كانوا به وهو دير مارإبراهيم الملاصق لكنيسة القيامة وقد حل محلهم الأرمن.
فذهب الرهبان الأحباش ملتمسين الكنيسة القبطية التي كانت في ذلك الحين ترعى الأحباش وكانت كنيستهم تحت قيادة الكنيسة القبطية قبل انفصالها عام 1974م بعد قيام الحكم الشيوعي بقيادة منجستو. فاحتضنتهم الكنيسة القبطية واستضافتهم في دير السلطان '> دير السلطان كضيوف لديها من رعاياها وكان عددهم ثمانية رهبان فقط.
وبعد ثلاثون عاماً أي 1684م أحتاج الدير إلى ترميم فخرجوا من الدير ولكنهم عادوا مرة أخرى بعد الترميم. وفي عام 1782م كان إبراهيم الجوهري في منصب رئيس وزراء مصر قد أشترى وقفاً لدير السلطان أرض بها مباني وأشجار من الحاج عبد اللـه أفندي بمقتضى حجة شرعية. وفي عام 1818م تم ترميم الدير وكان به راهبين من الأحباش فقط فطلب منهم مغادرة الدير لعمل الترميم فرفضوا فلجأت السلطة بإخراجهم بالقوة وتسليمهم أمتعتهم بمحضر رسمي بتاريخ 17 أكتوبر عام 1820م.
ولكن بعد الترميم سمحت إدارة الدير برجوع الراهبين لاستضافتهم مرة أخرى. ولكنهم بعد فترة أثاروا الخلافات مع رئاسة الدير وأدعوا ملكيتهم للدير. وأتصل ملك الحبشة بالإنجليز لاستصدار وثيقة تثبت ملكيتهم ولكنهم لم يستطيعوا ذلك نظراً للوثائق التي تمتلكها الكنيسة القبطية. فاقترح الإنجليز بإعطاء مفتاح الدير لطرف ثالث وهو الحاكم المحلي للقدس.
وحين عرف الأرمن بذلك وقفوا بجانب الأقباط وقدموا مذكرة تثبت حقوق الأقباط وطلبوا إعادة مفاتيح الدير إليهم. وفعلاً عام 1850م صدر قرار عن السلطة المحلية برجوع مفاتيح الدير إلى الأقباط. فقام الأحباش بخطف المفاتيح من الحاكم المحلي، فقام المجلس المحلي للقدس بالنظر في الموضوع كله، وبعد تقديم الأقباط للوثائق والحجج أثبت المجلس بأحقية الأقباط في امتلاك الدير وأعاد لهم المفاتيح وهذا في 9 مارس عام 1863م.
ولكن رفض الأحباش هذا وكسروا الأبواب، وبدأ الأتراك يتدخلون في الأمر لأن القدس كانت تحت سلطانهم فاقترحوا فتح باب خاص للأحباش في الدير مع احتفاظ الأقباط بالمفاتيح الأصلية لأبواب الدير اعترافاً بأحقية الأقباط في ملكية الدير.
وتطور الصراع مرة أخرى عام 1964م وقامت الأردن بصفتها المشرف على الآثار المسيحية والإسلامية بالقدس بدراسة الوضع والوثائق وأكدت أن الدير ملك الأقباط وسلمت المفاتيح للأنبا باسيليوس مطران القدس القبطي.
وبعد هزيمة 67 أثار الأحباش مشكلة الدير لدي السلطات الإسرائيلية، وفي عام 1970م في ليلة الاحتفال بعيد القيامة أحاط رجال البوليس بالدير وغيروا أقفال الأبواب ووضعوا حواجز لمنع الأقباط من المرور إلى الدير. فقام الأقباط برفع قضية أمام المحاكم الإسرائيلية التي حكمت لصالح الأقباط في 16 مارس 1971م وطلبت السلطة بإرجاع الدير إلى الكنيسة القبطية، ولكن سلطات الاحتلال لم تستجب للمحكمة وأصدرت قراراً بتشكيل لجنة وزارية لدراسة الأمر، والحقيقة أن اللجنة حتى الآن لم تنتهي من الدراسة المعنية.
ومع محاولات التهويد الجديدة وجدت الحكومة الإسرائيلية تحريك الوضع استعداداً لاغتصاب الأماكن المقدسة التي تمتلكها الكنيسة القبطية. ولكنهم لم يضعوا في الحسبان أن لكنيستنا رجالاً لا يخافون ولا يهابون الموت وهم رجال الكنيسة نيافة الأنبا أنطونيوس ورهبان الدير الذين وقفوا أمام أبواب الدير مستهينين بقوة الاحتلال ورجاله وقالوا لهم: "مستعدون للموت ولا نفرط في شبر من أراضينا المقدسة".
وظن رجال الاحتلال أنهم يمكنهم إرهابهم فاعتدوا بالضرب والسحل وقبضوا على أحد الآباء الرهبان بعد إهانته وسحله أمام كل العالم. وهنا تدخلت السلطات المصرية رافضة المساس بأبنائها، وحسب أحد الصحف الإسرائيلية أنه تمت محادثات شديدة اللهجة أسفرت عن الإفراج عن الراهب المحبوس والتفاوض لإيجاد حل لقضية دير السلطان.فيديو .. " دير السلطان '> دير السلطان " دير أثري للأقباط الأرثوذكس بالقدس
نرصد الوضع لدير السلطان اليوم ، بعد محاولة الأحباش الاعتداء على المصريين، ومحو علم مصر المرسوم على باب دير السلطان '> دير السلطان القبطي الأرثوذكسي بالقدس .
وقال نيافة الانبا انطونيوس مطران القدس والكرسى الاورشليمى ، أن مشكلة تعدى الاحباش على الاقباط ، داخل دير السلطات بالقدس ، مشكلة متكررة وتحدث كل عام ، وفى هذا العام قام الاحباش بوضع علم اثيوبى بطول ثلاثة أمتار وهذا امر مرفوض ، لان هذا دير قبطى مصرى ، وصدر له حكم قضائى من المحكمة الاسرائيلية باحقية الدير للكنيسة القبطية ، ومحاولة وضع العلم الاثيوبى محاولة من الاحباش لمحو الهوية القبطية واثبات ان الدير ملكهم وهذا ما لا نقبله .
وكشف نيافة الانبا انطونيوس، أن قبل بدء الاحتفالات هذا العام عقد لقاء مع الشرطة الاسرائيلية مدير عام شرطة القدس وشرحنا لهم مشكلاتنا واننا نرغب الصلاة بهدوء ، وتم تقديم عدة وعود لنا ولكن فوجئنا بوضع العلم الاثيوبى وتواصلنا مع الشرطة مرة اخرى ووجدنا مماطلة ، طوال الوقت ، فقمنا بدهان باب الدير بالعلم المصرى ، نتيجة تقاعس الشرطة ولاثبات حقنا وملكيتنا للدير، وحدثت مناوشات مع الاحباش وتم الدفع بالسيدات الاحباش للاحتكاك لان القانون هنا يمنع لمس أى سيدة.