د.اميرفهمي زخاري المنيا
إنجيل يوحنا (20: 7) يخبرنا بأن المنديل، والذي كان قد وضع على وجه يسوع ، لم يوضع جانبا مع الأكفان. فالكتاب المقدس يستغرق آية كاملة ليخبرنا أن المنديل كان مطوياً ، ووضع منفصلاً عن الأكفان.

باكراً جداً يوم الأحد،  حين كان لا يزال الظلام باق ، جاءت مريم المجدلية إلى القبر ووجدت أن الحجر قد دحرج من المدخل.  فركضت وجاءت الي سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه – يوحنا- وقالت: "لقد أخذوا جسد الرب من القبر، وأنا لا أعرف أين وضعوه !. فركض بطرس والتلميذ الآخر إلى القبر ليروا ماذا حدث. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا الي القبر. فانحنى ونظر الأكفان موضوعة هناك، لكنه لم يدخل.

ثم وصل سمعان بطرس وذهب الي الداخل. لاحظ أيضا الأكفان موضوعة هناك، في حين كان المنديل الذي كان يغطي رأس يسوع ليس موضوعاً مع الأكفان بل ملفوفاً في موضع وحده.

هل كان ذكر هذه المعلومة مهماً؟
بالتأكيد مهمه! انه الكتاب المقدس...
هل كان ذلك له مغزى حقأ؟  
نعم!

من أجل فهم مغزى طي المنديل، يجب أن نفهم قليلا عن التقليد اليهودي في تلك الايام.  
كان طي المنديل أمراً مفهوماً بين السيد وخادمه، وكان كل صبي يهودي يعرف هذا التقليد.

فعندما يضع الخادم مائدة العشاء للسيد، كان يتأكد أولاً من ان كل شيء علي ما يرام بالطريقة التي يريدها السيد.

ثم ينتظر هذا الخادم بعيدا عن الأنظار، حتى ينتهي السيد من الأكل، وكان الخادم لا يجرؤ علي لمس المائدة ، حتي ينتهي السيد من تناول طعامه.  

فان انتهي السيد من تناول الطعام ، يقوم من علي المائدة، ويمسح يده و فمه بالمنديل ثم يلقي بالمنديل علي المائدة.
فيعرف الخادم انه يمكنه تنظيف المائدة.

ففي تلك الأيام ، منديل ملقى  يعني: "أنا انتهيت من تناول الطعام".
ولكن ان قام السيد من علي المائدة ، وطوى المنديل ، ووضعه بعناية بجوار الطبق، فإن الخادم لا يجرؤ علي لمس المائدة بعد  , لماذا؟
لأن طي المنديل ببساطة يعني .......
"انا آت مرة أخري"

🌿🌹وهكذا أراد السيد المسيح أن يعلنها لتلاميذه بفكرة يدركها الجميع في ذاك الوقت : أنا قمت من الموت , لكني آت مرة أخرى.
هللويا ! انه  آت مرة أخري .

آمين تعالي أيها الرب يسوع... في انتظارك باشتياق كثير...

يسوع آت ، كن مستعداً
يسوع بيحبك...
د.اميرفهمي زخاري المنيا