كتب: ماجد كامل
البطريرك رقم 70
حياته :-
هو سليل أسرة عريقة ؛قيل أن والده كان قسا وترمل أسمه قبل رسامته بطريركا أبا العلاء صاعد بن سعيد بن تريك ؛ولد حوالي عام 1084م ؛وقام والده الكاهن بتربيته تربية صالحة حتي صار عالما في الكتب المقدسة ؛مقتدرا في اللغتين العربية والقبطية ؛ كما كان ناسخا ماهرا قام بنسخ العديد من الكتب بخط يده عمل موظفا في الدولة كأبيه ؛ في عهد الوزير أحمد بن الأفضل حفيد بدر الجمالي في خلافة الأمام حافظ لدين الله الفاطمي ؛ كما كان شماسا في نفس الوقت في كنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين بمصر القديمة ؛ ولقد صار بطريركا هو يبلغ من العمر حوالي 47 سنة ؛ وكان ذلك يوم 5 ابريل 1131 م ( بعض المراجع الاخري ذكرت 3 فبراير 1131 ) ؛ وكان باكورة أعماله كبطريرك هو زيارته لدير أبو مقار ؛وأثناء صلاة الاعتراف الأخير ؛قام باضافة عبارة "وجعله واحد مع لاهوته " فثار عليه رهبان الدير ؛وقالوا له أنك بذلك توقعنا في بدعة أوطاخي ؛ فقال أنه سوف يستشيرآباء المجمع المقدس في ذلك الأمر ؛فقالوا له لو أردت إضافة هذه العبارة ؛فأضف عليها أيضا عبارة "بغير اختلااط ولا امتزاج ولا تغيير " . ومن هذه الحادثة نلاحظ ثلاثة أمور هامة :-
1- الأمر الأول هو المعرفة اللاهوتية واليقظة الواسعة الموجودة عند آباء الدير في ذلك العصر .
2- الأمر الثاني هي الشجاعة الأدبية في مراجعة الأب البطريرك ؛ومواجهته بالأمر عندما يتعلق بالتعليم واللاهوت .
3-- الأمر الثالث هو الرجوع إلي أباء المجمع المقدس وعدم الانفراد بالأمر ولقد قام في عهده بالعديد من الاصلاحات نذكر منها :-
1- إلغاء عادة دفن الموتي في الكنائس ؛ ولما لم ترضخ كنيسة حارة الروم لهذا الأمر أمر بإغلاقها إلي حين تنفيذ الأمر ؛ كما أمر بنقل جسد سلفه الانبا مقار من كنيسة المعلقة إلي دير أبو مقار لتنفيذ هذا الأمر.
2- منع الكهنة من شرب الخمر.
3- كذلك أيضا كان في عهده يميزون بين الكهنة المرسومين من البطريرك والكهنة المرسومين من بقية الأساقفة ؛فأمر بالمساواة الكاملة بين جميع الكهنة دون تفرقة أو تمييز .
4- من انجازاته أيضا منع عادة الشعوذة والتنجيم المنتشرة بين الأقباط في ذلك الوقت ؛وكتب في ذلك كتابا يمنع فيه هذه العدة الرديئة .
5- كما منع عادة التسري المنتشرة بين أغنياء الأقباط في ذلك العصر .
6- كذلك أمر بمنع عادة خروج جسد الشهيد يحنس السنهوتي ؛وطرح جزء من جسده في النهر ؛وكان يصاحبه بعض ألعاب اللهو ؛فأمر بإبطال هذه العادة اكراما لجسد الشهيد .
7- وكان يدير الكنيسة الحبشية في ذلك الوقت مطران قبطي يعاونه سبعة أساقفة مساعدين ؛وحدث أن طلب المطران بالتعاون مع ملك الحبشة علي زيادة عدد المطارنة ؛فرفض البابا خوفا من طلب الانفصال يوما ما عن الكنيسة القبطية .
8- حرص علي ذكر أسم بطريرك انطاكية علي المذبح ؛حرصا علي العلاقات التاريخية بين الكنيستين .
ولقد تنيح في أسبوع البصخة المقدسة يوم 6 ابريل 1145م ؛و ( جلس علي كرسي مامرقس 14 سنة وشهران ويومين من 3 فبراير 1131 إلي 5 أبريل 1145م ) ؛ ودفن في كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة ؛ وفي عام 1170 م ؛نقل جسده إلي دير أبو مقار ؛ومازال محفوظا به حتي الآن .
القوانين المنسوبة اليه :-
وضع البابا غبريال بن تريك مجموعة من القوانين مكونة من ثلاثة كتب :-
1- الكتاب الأول يتكون من 32 قانون يختص بتنظيم أمور الكنيسة وعلاقة الشعب بها دينا ومدنيا .
2- الكتاب الثاني يختص بتنظيم أمور الأكليروس.
3- الكتاب الثالث خاص بالمواريث ولعل أهم ما في هذه القوانين أمرين :-
1- الأمر الأول هو إعادة ترتيب طقس أسبوع الآلام طبقا للنظام الحالي المتبع حاليا
2- السماح بتلاوة صلوات القداس باللغة العربية بعد تلاوتها باللغة القبطية .