بقلم /ماجد كامل
من أشهر الأعمال الموسيقية العالمية التي ينتظرها الناس للإستماع إليها في كل عيد ميلاد سواء في مصر أو في العالم كله تأتي أوبرا المسيا للموسيقار الألماني الأصل الإنجليزي النشأة جورج فريدرك هاندل (1685- 1759 ) من أشهرها ؛ وهو موسيقار عالمي كبير ؛ولد عام 1685 بأحد المدن الألمانية ؛كان والده جراحا كبيرا ؛ وعندما شعر بموهبة نجله المبكرة ؛أهتم بتعليمه تعليما موسيقيا كاملا ؛ وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره أنتقل إلي مدينة هامبورج ليعمل عازفا للكمان ؛ وهناك تدرب جيدا علي قيادة الأوركسترا ؛وأخذ يكتب عدة أوبرات لاقت نجاحا كبيرا ؛فدفعه هذا النجاح إلي طلب المزيد من المعرفة الموسيقية فسافر إلي إيطاليا ليتعلم منها فنون الأوبرا جيدا ؛ثم سافر بعدها إلي انجلترا ؛وهناك نجحت أعماله الموسيقية نجاحا كبيرا مما دفعه إلي الأستقرار هناك ؛وكتب ستة وأربعين أوبرا إلي جوار بعض الأعمال الأخري التي لقيت نجاحا ساحقا . وتعد أعمال هاندل من روائع التراث الموسيقي في القرن الثامن عشر وما بعدها من قرون ؛ ولقد أستطاعت موسيقاه أن تصل إلي قلوب الجماهير عن طرق وضوحها وقوة بناءها وتأثيرها القوي في النفوس ؛ ولقد برع هاندل بصفة خاصة في الكتابة للكورال فهو خبيرفي معرفة أسرار وإمكانيات الأصوات البشرية وكيف يمكن أستخدامها للتعبير عن المشاعر بطريقة جيدة . أما عن ظروف كتابته لأوبرا "المسيا " فيذكر التاريخ الموسيقي أنه أصيب بالفالج "الشلل " نتيجة عصبيته وتوتره الشديد ؛وبينما هو يعالج في أحد المصحات ؛أعطاه شاعر ناشيء قصيدة طويلة عن حياة السيد المسيح له المجد ؛وبينما هو يقرأ بعض كلماتها أعجب بها جدا مما دفعه إلي الرغبة في كتابة أوبرا لهذه الكلمات ؛ وبفضل الشحنة الروحية القوية التي أخذها من القصيدة ومن العمل الموسيقي الذي وضعه لها ؛تذكر كتب التاريخ أنه شفي وتعافي تماما من أثر الشلل وكان ذلك عام 1742 ؛وفرغ من كتابة الأوبرا في ثلاثة أساببع فقط ؛وتحوي الأوبرا ثلاثة أقسام رئيسية :- القسم الأول التنبؤ بميلاد السيد المسيح ؛والثاني آلام السيد المسيح ؛والثالث "يوم الدينونة" وتذكر كتب التاريخ أنه أثناء عزف اللحن الختامي للأوبرا وفيه عبارة "هللويا " وقفت ملكة أنجلترا إحتراما للسيد المسيح وقالت "السيد المسيح هو ملك الملوك الحقيقي ؛ولذا يجب أن نقف إحتراما لملكه " ومن يومها أصبح تقليد عالميا متبعا في جميع آوبرات العالم وإلي الآن ؛عندما يعزف هذا اللحن الأخير ؛يقف جمهور الأوبرا كله خشوعا وإحتراما لملك الملوك ورب الآرباب .