رأس الذئب بقلم الدكتور ماهر حبيب
العلمانية تصيب التيار الدينى بأرتيكاريا اما الدولة المدنية فتصيبه بصدمة عصبية وهلاوس وتهيؤات فهو تيار سعى للسيطرة على مفاصل الدولة ولا يريد ان يتزحزح قيد انملة عن الارض التى امتلكها والعقول التى افرغ محتواها والثوابت الذى زرعها فى قلوب البسطاء وغير البسطاء وايمانه بأن الحكم سيأتيه ان أجلا او عاجلا فهو محفورا فى القلوب والعقول والتى تنتظر اشارة منه لتمكينه من السلطة عندما تسمح الظروف.
وكما فعل عادل امام عندما وضع خطة تسويق للفنكوش الذى هو غير موجود استغل هذا التيار نفس الفكرة ولكنه لم يروج لفنكوش غير موجود بل مدججا بحكايات وروايات سعى لفرض نفسه على الساحة بإعلانات غير مدفوعة الاجر ولكنها متحركة تظهر فى كل مكان فإختار رؤوس السيدات وشعرهن وقرر ان يضع الاعلان المتحرك الذى يقول انا اسيطر على هذا العقل وهذه هى العلامة فكثرت الإعلانات حتى غطت شعور مئات الملايين الذين يروجون لهم بل والوسيلة الاعلامية ليس فقط تعلن مجانا بل تصرف من جيوب ازواجهن على الاعلان والازواج سعداء بالدفع
ولذلك نرى هذا التيار يهيج ويموج ويتوعد الويل والثبور وعظائم الامور عندما تخلع إحداهن الاعلان فذلك خسارة لمعلن مجانى بل ودعاية مضادة وايضا يريد هذا التيار ان يسبغ ويصبغ المجتمع بصفة دينية لا مدنية فيحضر حملته الاعلانية قبل شهر الصوم لكى ما يمنع اى مظهر مدنى فيرهب المفطر سواء كان مكلفا او غير ملزم بالصيام فيرتكن سعيدا ان الشارع له والمطعم ملكه والعقل له خادما مطيعا
ويساعد هذا التيار هو روح المجاملة التى تطغى على الاخر مجاملا فى البداية ثم يجد نفسه مضطرا لدفع فاتورة المجاملة كاملة فيحرم من الطعام ويجد الاعلام يصفه بالكافر الذى يسعى لتحطيم معنويات المؤمن والمؤمنة وتتدرج الامور حتى يتحسس عنقه الذى قد يكون ثمنا لزجاجة مشروب غازى او حتى ساندوتش فول
فأين الحل؟
الحل عند الحكومة فيجب ان تخلع عن نفسها ثوب الدين وان تقف فى المنتصف تحكم بالعدل تحمى المؤمن و من يدعوا عليه بأنه عير المؤمن ولا تخاف فى الحق لومة لائم وأن تؤمن ان من تهادنهم اليوم قد يصبحوا جلاديهم غدا ولا يلدغ رئيس من جحر مرتين ولو علم السادات ان الذئب الذى رباه سيلتهمه و لو تعلم مبارك الدرس ما كان خرج من الملك ذليلا سجينا مكسور الاجنحة مصحوبا باللعنات ممن احتضنهم وجعلهم شركاء فى الحكم فصاروا الحاكم وصار مخلوعا فهل نتعلم الحكمة ونرى رأس الذئب الطائر