Jean de La Fantaine
( 1621- 1695 )
إعداد/ ماجد كامل
يمثل الشاعر الفرنسي الكبير جان دو لافونتين Jean de La Fontaine ( 1621- 1695 ) أهمية كبيرة في تاريخ الأدب العالمي بصفة عامة ؛والأدب الفرنسي بصفة خاصة . نظرا لما تمثله قصصه وحكاياته الخرافية التي تجري علي ألسنة الطيور والحيوانات من قيمة كبيرة ؛ خصوصا بالنسبة للأطفال . أما عن لافونتين نفسه ؛ فلقد ولد في 8 يولية 1621 بأحدي المدن الفرنسية ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛ ولقد أشتهر عنه أنه كان يكره الدروس التعليبمية جدا ؛ وفي عام 1641 التحق بأحدي المعاهد ذات الطابع الديني ؛ ولكنه لم يحب هذا النوع من الدراسة ؛ فغير مساره لدراسة القانون ؛ لأنه عرف بلقب محامي بعد ذلك . ولقد تدرج في مختلف المهن والمناصب حتي توفي في 13 ابريل 1659 عن عمر يناهز 74 عاما .
أما عن انتاجه الأدبي ؛يمكن تقسيم كل أعمال لافونتين إلي ثلاثة أقسام رئيسة هي :-
1- القصص الخرافية Fables . وهي درة إنتاجه الأدبي
2- النوادر والحكايات .
3- موضوعات ومقالات متفرقة .
أما عن القصص الخرافية ؛ فهي عبارة عن 12 كتابا تضم حوالي 230 قصة خرافية تقريبا ؛صاغها لافونتين شعرا خلال الفترة من (1668- 1694 ) . ولقد وصف كبار النقاد هذه المجموعة من القصص أنه يمكن للطفل أن يقرأها فيجد فيها لذة في نضارة القصة وحيويتها ؛ كما يحرص علي الاطلاع عليها الطلاب المتخصصون في الأدب ؛ كذلك كبار المفكرين والفلاسفة الذين يحبون التأملات في فلسفة الحياة وما تحمله من أسرار خفية .
ولا نريد أن نستطرد أكثر من ذلك كثيرا في سيرة حياته ؛ كذلك ما كتبه النقاد عن أهمية هذه الحكايات ؛ حتي نعطي للسادة القراء الفرصة لكي يتمتعوا بأكبر قدر ممكن من هذه الحكايات في حدود البقية الباقية من المساحة المتاحة للمقالة .
ففي قصة بعنوان "الدجاجة التي تبيض ذهبا " كتب يقول :-
" كاانت دجاجة تبيض لصابحها كل يوم بيضة ذهب .
فاعتقد أن بداخلها كنز من الذهب .
فذبحها ؛وفتح بطنها ؛فوجدها مثل باقي الدجاج .
الذي لا يساوي بيضه شيئا
بينما هو قد انتزع بيديه أفضل ما كان يمتلك
وهذا درس مفيد للطامعين !
وكم رأينا منهم في هذه الأيام الأخيرة
من يفتقرون بسرعة فائقة
لأنهم أبتغوا الإثراء السريع " .
وفي قصة أخري بعنوان" الأرنب والسلحفاة " "يحكي أن سلحفاة تراهنت مع أرنب علي سباق
"فقالت له :أترهنني أنك لن تصل للهدف قبلي
دهش الأرنب وقال لها :هل تعقلين ما تقولين ؟
أما الأرنب فلم يكن يفصله عن الهدف سوي أربع قفزات
تاركا السلحفاة تسير ببطء
بينما السلحفاة تبذل قصاري جهدها وتحث الخطي
تتعجل حتي في سيرها البيء
أما الأرنب فقد كان يحتقر مثل هذا الانتصار
معتقدا أن يقلل من شأنه أن يكسب مثل هذا السباق
فكلما تأخر كان أحسن له وأجدر
فأخذ يرعي ويتلكأ هنا وهناك ويتسلي بأشياء بعيدة عن الرهان
وأخيرا حين رأي السلحفاة وقد قاربت نهاية السباق
انطلق كالبرق . ولكن قفزاته لم تجد
لأن السلحفاة وصلت قبله
فقالت له : أرأيت أني كنت علي حق ؟
ففبم أفادتك سرعتك ؟
لقد فزت أنا !
وماذا كنت تفعل لو كنت تحمل ما أحمله علي ظهري " .
وفي قصة بعنوان " الطائر الذي اصيب بسهم " وهي تحكي عن طائر أصيب بسهم طائش من رجل أوربي ؛ فأخذ العصفور يعاتبه قائلا :-
" أيها البشر القساة القلوب ّ أتنزعون من أجنحتنا ما ترشقونه بتلك السهام المهلكة حتي يسهل طيرانها !!!
كفي لا تسخروا البتة أيها الأشرار الخالين من الشفقة
فكثيرا ما تواجهون مصيرا كمصيرنا
فمن بين أبناء يافث ( الابن الثالث لنوح بعد سام وحام ؛ ويعتقد أنه أبو الشعوب الأوربية ) يوجد دائما نصف يمد النصف الآخر بالسلاح " .
وفي قصة أخري بعنوان " حين رأي الأيل صورته في الماء " كتب يقول :-
" كان أيل يتأمل صورته المنعكسة في الماء
مادحا جمال قرونه بإعجاب
وينعي سيقانه النحيلة التي تكاد تختفي صورتها في الماء
وكان يقول لنفسه : ما أشد الفارق بين رأسي وقدمي
فجبهتي تصل إلي قمم أشجار الغابة
وأما سيقاني فتخزيني
وبينما هو مستغرق في تأملاته
فإذا بكلب صيد يجبره علي الفرار
كان همه أن ينجو بنفسه
وفي تعجله كانت قرونه تعيقه باستمرار عن الفرار
يالها من زينة مؤذية ؛تعرقل خفة حركته التي توفرها له سيقانه
القادرة علي إنقاذ حياته
حينئذ راجع فسه وبدأ يلعن تلك القرون
هكذا نحن دائما نقدر الشيء لجماله وليس لفائدته
وعادة ما يسبب لنا هذا الجمال الأذي
وهذا الايل كان ينتقد سيقانه التي تكسبه الخفة والرشاقة
بينما يشيد بقرونه التي أضرت به "
والجدير بالذكر أنه قد صدرت ترجمة عربية لهذه الحكايات عن المركز القومي للترجمة خلال عام 2010 ؛ وقام بالترجمة الأستاذ مصطفي كامل خليفة ؛ وقام بمراجعة الترجمة الدكتورة جينا بسطا ؛ والكتاب يحمل رقم " 1428 " في سلسلة الترجمة . وهي الترجمة التي أعتمدنا عليها في جميع أقتباستنا .( أنظر صورة الغلاف ضمن مجموعة الصور الملحقة بالمقالة ) .