( بقلم : أشرف ونيس ) .
عندما يخضع المنظور لغير المرئى فهذا ما يتطلب منا طلاقة الحيطة المغلفة بقمة الخشية المطلقة !!!!
✍️ لم نخلق فى عالم يحسبه البعض توطئة لعالم اخر ، و لم نوجد مجردين من حق الوجود بأى حال كان ، بل لنا هنا كامل الحياة أرضا و التى تعدو صورة لاصل تلك الحياة الكاملة المتكاملة سماء . فكيف اذا يحسبنا الكثيرون بل يعتبرون و ينظرون و يرون أنفسهم و نحن باننا قد تجردنا من حق العيش و ذا لاننا نعتقد فيما لا يعتقده و يؤمن به الاخر ؟؟؟؟
لقد خلط و ارتبك الكثيرون ما بين الشهادة كالقصد المقيت لدى الجميع دون استثناء و بين التسلح بنية ذلك الاستشهاد كالاستعداد التام للموت لاجل معتقدنا اذا تطلب منا الامر ذلك ، فليس الاستشهاد هو الغاية من حياتنا ، بل لنا هنا كامل الحياة بكل ما بها و لها من مقومات الكرامة الإنسانية ، أما التأهب لامر الشهادة هو الجملة بل الكلمة الاعتراضية و الاستثناء دون القاعدة .
و لكنه ذلك الشيء المشار اليه آنفا و هو ما خلا الظاهر الذى انتشب بمخالبه و براثنه ليتحكم و يحكم البشر قبل الحجر ، و العاقل قبل الغير ذلك !!!! إنه وليد الثقافة و التوجه ، الاتجاه الذى غدا انحدار و انحراف - الفكر - و ان كان الفكر هو شيء غير مرئى ؛ فكيف له أن يتحكم بكل ما هو ظاهرى و مادى ؟!
لقد صار ماهو على خلاف الطبيعة التيار السائد لدى الكثيرين ، كما بدا كل ماهو غير إنساني هو الحالة التى يساندها و يدعمها كل المجردين من الطبيعة الآدمية ، فان كانت الفكرة هى نتاج العقل ، و الجمع هو تشابك الفرديات معا ، كان الفكر ( و هو مجموعة الافكار ) هو ما يميز طبيعتنا ك بنى آدم ! لكنه صار ابنًا أكبر من منجبه حين بدا الفكر الذى هو وليد العقل هو نفسه ما يوجه عقولنا و يسير به الى بحر من الظلمات ، و عندما خضع الانسان الى ذلك الامر كانت دهشة الحيوان هى الغالبة عليه حين تطلع الى مملكة البشر !!!
و هل فى احتكار الإيمان و المعتقد اى شيء من سلامة العقل ؟ و هل استحلال دماء من يختلف معى فيما اعتنقه و اسانده أى شيء من رجاحة الرأى ؟ و كيف يجتمع النقيضان معا ؟ كيف يتوافق الضدان فى شيء واحد ؟ هل يستقيم المعارضان كل منهما الآخر فى وحدوية الرأى ؟ اذا ؛ كيف ينسجم القتل مع سماحة الكلمة و بشاشة الوجه ، كيف يتآلف جز الرقاب و نحر الاعناق مع معسول الكلام و سلاسته ؟ أين و متى و كيف تواءمت مملكة الملائكة مع مجتمع الشياطين و الابالسة ؟ و هل من تناغم بين الترهيب و الطمأنينة ، بين الارهاب و المسالمة ، التهديد و الموافقة ، الوعد و الوعيد ...... ؟؟؟!!!! فقد أصاب سهم التغافل و التناسي بل و الدهاء عقل من صدق و صادق على هذا المبدأ الجهنمى الذى جمع و أقر بوجود الشيء و عدم وجوده فى آن واحد .
إن هدم معاول الفكر الكارثى لهو واحد بين اثنين الذى يملك و يمتلك زمام الحل و مفتاح العقول المغلقة لكن ليس بالانفصال عن غيره ، فنجد أيضا مبدأ الامانة فى تفعيل سنن القوانين الفطرية و هو الضمير ، حسنا الاخلاقى الذى يميز بين الخير و الشر ، الصالح و الطالح ، و عندما يجتمع العلم السليم مع صحوة الضمائر كان التجرد من الاهواء و الميول الذاتية الفيصل الذى يجعلنا نميز بين العلم الصحيح و غيره ، بين الغث و الثمين ، فيصبح بذلك ضميرنا مبنيًا على معرفة صالحة و يغدو العلم قائما متجردا من كل ماهو متعارض معه و انسانيتنا .