محرر الاقباط متحدون

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية 
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، غدا الخميس بعيد البشارة الملقب بأول الأعياد وأصل الأعياد المسيحية.
وعيد البشارة هو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث ميلاد يسوع  فلولا البشارة وحلول يسوع في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد ، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أوأصل الأعياد.
 
الكنيسة الروميّة الأرثوذكسية
في الوقت الذي يُمنع فيه تناول الأسماك خلال الصوم الأربعيني الكبير، الى جانب اللحوم والبيض والألبان ومشتقاتها،الّا أن الكنيسة الروميّة الأرثوذكسية تسمح بتناول الأسماك في عيدَيّ البشارة والشعانين فقط  .
 
والسبب هو أن هذان العيدان هما من الأعياد السيّدية الاثني عشر الكبرى ، لذلك ومن حيث وقوعهما خلال زمن الصوم الكبير، فانّ الكنيسة الأرثوذكسية تجري على مبدأ الصوم المُخفَّف نوعاً ما، فصار السماح بهما بتناول السمك ، نظراً لطول مدّة زمن الصوم الكبير في الكنيسة الأرثوذكسية ، ولأن الانسان الصائم من الناحية الجسدية والصحيّة يحتاج الى البروتين الحيواني فيُمكنه التزوّد ببعضٍ منه خلال هذه الفترة. وبذلك نُدرك أن هذا شكلٌ من الترفُّق والتخفيف والتسهيل من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اعتباراً منها لفرح وبهجة العيد المُقام .
 
هناك رموزٌ عميقة تربط ما بين السمكة وحياة الانسان المسيحي ، نذكُر أهمّها:
1- السمك يولد في الماء، والمسيحيّ يولد في مياه جرن المعمودية المقدسة.
2- تكاثر السمك في الماء ليس فيه تزاوج بين الذكر والأنثى (وكأنّهُ ميلادٌ عُذري) فالأنثى تضع بيوضها في الماء، ثم يأتي السمكة الذكر بعدها ويُخصِّب البيوض، وهي تُشير الى ولادتنا الجديدة في المعمودية المقدسة بالماء والروح، ولادة روحية من فوق، وكأنها ميلادٌ بتوليّ يُخصِّب فيه الروح القدس النفس بعطاياه ومواهبة الإلهية.
 
3- لعنة الطوفان في أيام نوح أصابت كل المخلوقات على الأرض وأودَت بها الى الهلاك، ما عدا الأسماك التي بطبيعتها لن تغرق في الماء، وحادثة الطوفان تُشير أيضاً على نحوٍ ما الى الضربات العشر التي نزلت عقاباً من الرب على أرض مصر، وأصابت فرعون وكل المصريين، باستثناء شعب الله، كما أن الموت الأبدي لا سُلطان له على المؤمنين بالمسيح.
 
4- الرب يسوع المسيح أجرى معجزتين عبر القليل من السمك والخبز، حيث باركها وأشبع منها جموعاً غفيرة، راجع (مرقس فصل 6) وأيضاً (متى فصل 15)، وهو بذلك يُبارك القليل الذي لدينا ويُغنينا به، ويُبارك كل عطاءٍ أو عملٍ نقوم به في مسيرة الجهاد الروحيّ، مهما بدى هذا العطاءُ أو العملُ صغيراً أو بسيطاً.
 
5- السمكة في التقليد المسيحي هي رمزٌ للمسيح، وقد استخدمها المسيحيون الأوائل بكثرة فيما بينهم كما لو كانت "كلمة السرّ" للتعرّف على بعضهم البعض في أزمنة الاضطهاد، حيث أن حروفها الخمسة في اللغة اليونانية (ΙΧΘΥΣ) يُشكّل كُلُّ حرفٍ منها بداية لكلمة تُكوّن جُملة ذات معنى (Ιησούς Χριστός Θεού Υιός Σωτήρ) (يسوع المسيح ابن الله المخلِّص).
 
ملاحظة هامة : اذا وقع عيد البشارة في أحد أيام الأسبوع العظيم المقدس فلا يُسمح فيه بأكل السمك، وهذا يرسُمُه التبيكون الكنسي، احتراماً لقدسيّة وخصوصية هذا الأسبوع الأخير من الصوم الكبير وأحداثة الخلاصية.