د. أمير فهمى زخارى المنيا
الذبحة القلبية، أو الذبحة الصدرية، أو خناق الصدر، كلها تسميات لنفس الحالة المرضية التي تتظاهر بألم وضغط على الصدر نتيجة مشكلة في عضلة القلب، وقد كانت هذه الحالة شيئًا خطيرًا جدًا فيما مضى، لكن مخاطرها تراجعت كثيرًا في السنوات الأخيرة، نتيجة تطور العلاج، إضافة لازدياد وعي الناس عن مخاطر وأعراض هذا المرض...

الألم في الصدر أو الإحساس بعدم راحة في الصدر هما العرضان الأساسيان المميزان للذبحة القلبية، ويوصف الألم بأنه ضاغط، أو إحساس بالعصر، خلف عظم القص في مركز الصدر، ومعظم المرضى يصفونه بأنه شعور بوجود وزن ثقيل موضوع على الصدر كالصخرة أو البلاطة، من الممكن أن ينتقل هذا الألم إلى الذراع، الكتف، الرقبة، الحنك، الأسنان، أو إلى الظهر بين لوحي الكتفين.

وقد تحدث أعراض إضافية مثل الغثيان، ضيق التنفس، التعب، التعرق الشديد البارد، الدوخة، القلق والارتباك، حالة من عسرة الهضم.

ما هي الذبحة الصدرية، وماذا تفعل لو كنت وحيدا؟
هناك عدة مسميات في هذا الشأن يتداولها العامة بلا فهم مثل الذبحة الصدرية، النوبة القلبية، والجلطة القلبية، فكيف تفرق بينها لتنقذ نفسك؟
الإجابة في كلمتين: "مليكش دعوة".. نعم، فهذه الفروق لا تخصك، وانما هي تفاصيل طبية اكاديمية تخص دارسي الطب ومحترفيه.

ولكن من باب الثقافة الصحية، عليك التعرف إلى المعنى لتدرك خطورة الموقف:
الذبحة الصدرية هي آلام مفاجئة بسبب اعتلال القلب يعبر عنها الجسم في أكثر من صورة وأكثر من موضع، ولكن آخرها واقلها ان تكون فوق مكان القلب.
أشهر هذه الاماكن ما يعرفه العامة بفم المعدة، او خدر/ألم بجزع الرقبة، او الذراع الأيسر وقد تتباين الأعراض وتظهر بشكل خارج عن المألوف.

السبب في الذبحة هو قلة الارواء الدموي اللازم لنقل الاكسيجين الذي تتنفسه عضلة القلب عبر الشرايين المغذية له "الشرايين التاجية" بسبب تقلص في جدار الشريان آت عبر تنبيه العصب، اما الجلطة فهي انسداد الشريان من الداخل جراء جلطة تحول دون التروية الكاملة.

المريض لن يدرك الفرق، وكل ما يلزم معرفته هو ان هذه الاعراض تقودك الى التصرف السريع:
* توقف فورا عن اي مجهود كنت تقوم به، وحاول تأمين نفسك بركن سيارتك ان كنت تقودها، وتجدر الاشارة الى ان ممارسة العلاقة الزوجية هى أخطر مجهود يمكن ان تباغتك فيه الآلام.. توقف فورا.

* ابلغ المرافقين بالمنزل، او اتصل لطلب المساعدة من أحد الاقارب او الإسعاف، او تحرك بسيارة يقودها آخر (اوبر، تاكسي، مع قريب...) الى أقرب مستشفى.

* لا تصدق النصائح البائسة المنتشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعلاج نفسك بنفسك لو كنت وحيدا عن طريق وخز الاصبع بإبرة لصفد نقطة دم، ومعها شهيق وزفير، او قرص شحمة الاذن او بقية العبط الذي يهدر وقتك ويحد من فرصة التحرك لإنقاذ قلبك.

* مفيش حاجة اسمها مشروبات تروق القلب او اعشاب تضيع الذبحة، وكمان المشكلة لن تزول باللزقة ولا دهان الفيكس ولا مرهم الفولتارين.

* أكبر غلطة يمكن ان تهدر فرص نجاتك هي الالتباس بين الأزمة القلبية والآم المعدة وانقباضات المريء وتهوين المشكلة حتى لو كنت معتادا عليها.

* الدقائق الاولى في تلقى الخدمة الاسعافية تحميك من الموت المحتمل بعضلة القلب، والاحتشاء هو موت رقعة من عضلة القلب جراء الحرمان من الارواء الدموي، والتي اذا تم تدارك الموقف سوف تؤول لاحقا الى رقعة نسيج متليف ليس لها قوة انقباض.

* وارد ان الدوشة دى تروح لوحدها في خلال ساعة والالم يختفي بالتدريج ونفسك يستريح وتحس إنك تمام.. اياك تطمئن وتكمل المسلسل او تتشاقى ..

اطلع على المستشفى فورا عشان تاخد فرصتك في إذابة الجلطة لو جدت او اكتشاف الاحتشاء لو حصل لأن التقلص الشرياني ممكن يكون فك او الجلطة اتحركت لحتة اوسع وده سبب هوان الألم او إنك مريض سكر وحكاية الاحساس بالألم دى عليها قوالان.

* إذا كنت تحت التداوي لأي اعتلال قلبي، نسق مع طبيبك المعالج في كيفية التواصل معه في الطوارئ، ونوع الادوية الموسعة للشرايين التى يرشحها لك في هذه الحالة.

* احتفظ بقصاصة معلوماتية في محفظتك توجه فيها من يحاول اسعافك في حالة الاغماء لا قدر الله بمن يمكن التواصل معهم في الطوارئ، وحدد بوضوح ان كنت مريض قلب، او سكر او صرع.

متعكم الله بالصحة والعافية ...تحياتي.
د. أمير فهمى زخارى المنيا