خالد منتصر
«2 أبريل» اليوم العالمى للتوحد، اليوم علينا جميعاً أن نتذكر وندعم هؤلاء الأطفال، فالتوحد أو الذاتوية كما يسميها د. أحمد عكاشة، يحتاج تكاتفاً اجتماعياً وفهماً أسرياً ودعماً مدرسياً وتعليمياً، أكثر منه علاجاً سريرياً إكلينيكياً، دور طبيب الأطفال النفسى مهم وفعال، ولكن دون دعم مجتمعى سيصبح بلا طائل، وفى هذا اليوم وفى العالم كله تدور حوارات وندوات حول كيفية التعامل مع الطفل المتوحد، ففى فرنسا على سبيل المثال يدور جدل قوى حول ضرورة دمج هؤلاء الأطفال فى المدارس العادية، وأعتقد أننا فى مصر نحتاج إلى مثل هذا الحوار حول أشياء كثيرة وقضايا متعدّدة حول مشكلات الطفل المتوحّد فى مجتمع مثل مصر، من الممكن أن يعتبر البعض من مثقفيه ونخبته أنها قضية رفاهية فى ظل الزخم السياسى والضيق الاقتصادى، الذى نعيشه، فتكون الضحية طفلاً لا ذنب له إلا أنه وُلد فى مجتمع يتعامل مع قضايا الطفولة على أنها لعب عيال لا ترقى إلى مستوى نقاشات الكبار!
أهدى اليوم هذه الكلمات والاقتباسات لكل أم حزينة مضطربة، لأن لديها طفلاً متوحداً، من مقال ترجمه د. عماد صبحى، للأستاذة تمبل جراندين، أستاذ علم الحيوان فى كلورادو، التى كانت تعانى من التوحّد فى طفولتها، لعلها تبث الأمل فى قلبها وتجعلها تعيد حساباتها.
تقول «جراندين»: «عدم القدرة على الكلام هو الإحباط بعينه، وعندما كان الكبار يتحدّثون إلىّ كنت أفهم كل شىء يقولونه، ولكننى لم أكن أستطيع إخراج الكلمات من فمى، ولكن عندما أكون فى وضع لا أتعرض فيه لضغوط كبيرة كانت الكلمات أحياناً تنتصر على الحواجز وتخرج من فمى، وعرفت إخصائية التخاطب كيف تدخل إلى عالمى، صراخى كان الوسيلة الوحيدة التى كنت أستطيع التواصل والتعبير عن نفسى بها. كنت أفكر بطريقة منطقية وأقول لنفسى: سأصرخ الآن لأننى أريد أن أخبر أحداً ما بأننى لا أريد القيام بشىء ما».
تقول عن أهمية التواصل الحسى: «إن الحيوانات التى توضع فى بيئة تمتنع فيها تماماً عن تلقى أى إحساس باللمس يتكون لديها كثير من أعراض «الأوتيزم»، كما أن الحيوانات التى لا تتلقى أى تلامس فى صغرها لا تنمو أمخاخها بصورة طبيعية، ويلاحظ الباحثون أن أطفال «الأوتيزم» يتملصون من اللمس والاحتضان ويرفضونه، ولعل هذا يفسر حال العصبية والانفعال التى يصلون إليها مع تقدمهم فى العمر، ويقرر العلماء أن الأطفال الذين يرفضون اللمس والاحتضان يمكن أن يتقبلوا هذه الممارسات إذا تم تدريب جلودهم على التقليل من حساسيتها للمس عن طريق تدليك الجلد المستمر والاحتضان، حيث يتم احتضان طفل الأوتيزم بقوة، حتى يهدأ ويتوقف عن المقاومة».
تتحدث عن مواهب الطفل المتوحّد، قائلة: «كنت أمتلك حافزاً لم يكن غير المتوحدين يمتلكونه. وكانت عندى بصيرة داخلية وقدرة على التخيل بصورة أكبر من كثيرين. وعندما اخترعت جهازاً للماشية كانت عندى القدرة بالفعل على اختبار هذا الجهاز داخل عقلى كما يحدث فى الذاكرة التخيلية للكمبيوتر، ولم أكن أعرف وقتها أن الناس الآخرين لا يستطيعون فعل الشىء نفسه، وهذا جانب إيجابى فى الأوتيزم».
نقلا عن الوطن