Oliver كتبها
6-أحد المخلع
- قضى هيرودس الكبير أيام ملكه 41 سنة فى تجديد و توسعة و بناء هيكل زربابل و فى خمس سنوات أخرى إستكمل فيها إبنه هيرودس أرخيلاوس بناء الهيكل ليستغرق 46 سنة يو2: 20 و قد شيد الساحات الخمسة (الأروقة) بالأعمدة على جانبي بركة بيت حسدا أى بيت الرحمة الإلهية الملحقة بالهيكل, حيث يغسلون الذبائح في مياهها الجارية أسفل أساسات الهيكل. 
 
- كان هناك رجل مقعد يشهد الهيكل يعلو و هو أسفله منطرحاَ,كأنه يواجه الناموس وحده ليلاً و نهاراَ بعجز كامل.كل يوم تبلله ماء البركة كالذبيحة لكنه يصل متأخراً فلا يبرأ.ليس له معين و لا أبرأه الهيكل ولا نفعته الذبائح الدموية التى تحرق هناك كل يوم.لم يبرأ و ظل بخطيته وعجزه مهجورا من الكل مهَملاً بلا أحد, 38 عاماً بلا جدوى.كلنا كنا هكذا قبل الخلاص.لساننا يئن ليس لى إنسان.
 
- جاء إبن الإنسان البطل المنقذ.الحمل الداخل من باب الضأن بلا مال .فالداخلون من باب الضأن إما تجار ذبائح و المال فى جيوبهم أو مشترين و المال فى أياديهم.أما أنت فناسوتك هو الثمن.فى شرايينك تكمن ثروتك.الغِنى كله فى لحمك و عظامك .دخلت مستعداً كى تشترينا.أيها الفادى و الذبيحة  المحيية المرضية.التى لم تقدم فى الهيكل بل على الجلجثة .التى ذبحت ليس على مذبح المحرقة بل على صليب العار.جئت للرجل الذى يمثل حالنا.عجزنا قدام الناموس.السكنى فى الهيكل لا تغير حياتنا إلى الأفضل. شفاء الجسد وحده لا يفيدنا بل الكيان كله.كنا نحتاج إعادة خلق وأنت يا يسوع المسيح تفعلها. 
- يا داخلاَ من باب الضأن ما أعجبك. حواسنا صارت بالروح روحية ,أروقتنا الخمسة جديدة.نستند على أعمدتك الذين هم تلاميذك القديسون الذين علمونا الثالوث القدوس و شخصك و خلاصك.إستندنا و فيك ثبتنا.إذ وهبت لنا البِركة الجديدة.كنيستك و معموديتك فيها.إتسعت بيت حسدا حتى شملت الرحمة كل البشر.الماء بيت ولادتنا بالروح .لا ينزل لنا ملاكا فحسب بل روحك القدوس يحرك القلوب و يمحو ركود الخطية مانحاً الشفاء بترياق الإبن .لم نعد نسكن الهيكل بل يسكننا هيكلك و يجعلنا هيكلاً لك.أكملت الناموس عنا فما عاد العجز يأسرنا.صار إنتظارنا فى بيت حسدا لمجيئك المبهج و ملكوتك الآتى.
 
- لم يقم المفلوج وحده عند بركة بيت حسدا بل قام الروح و بطل الحرف.كانت الوصية أذكر يوم السبت لتقدسه و لكن الفريسيون أقعدوا الشعب كله عاجزاً يوم السبت.شعب يجلس كالمفلوج بلا حراك أو عمل صالح .إستعبدوا الناس و عطلوا تقديس يوم السبت.أما المفلوج فكان شجاعاً ,حمل سريره و مشي متحدياً اليهود لأنه رأى قوة الذى أمره بالقيام فقام.وجده أقوى من الناموس.أقوى من تعاليم المعلمين المتزمتة.فأطاع السيد الذى أظهر سلطاناً على المرض,وثق فيه أنه يعرف أكثر من المعلمين عن تقديس السبت.هذا السيد رب السبت.لم يحصره الحرف بل سلك بالروح لنسلك مثله. الرب يسوع يرفض التعاليم المتزمتة و الأحكام التى تخضع للحرف مهما أخذت من التقديس عنواناً لها .
 
- حين جاء  الرب يسوع إلى البركة وسط  الزجام شفى المفلوج و لم يكشف سر مرضه لكن لما قابله فى الهيكل بمفرده حذره من الرجوع للخطية.حنون أنت يا مخلصنا الصالح.تستر و أكثر الناس لا يسترون.حنون حين تشفى أولاً ثم تقدم الوصية فنستطيع طاعتها.تمنح القوة قبل أن تمنح التعليم لكي إذا ما سمعنا نقدر أن نعمل.حنون فى نعمتك.حنون على التعابى و المنطرحين على فراشهم يتأوهون وحدهم من ألم الزمان الطويل.حين يصبح اليوم ألم جديد تأتى قبلما ننزف الرجاء و تجعل عجائبك تدفعنا دفعاً للركض إلى الهيكل لنشكرك.حنون حين تشفي و حين تقبل شكرنا غير الكافى لشخصك العجيب يا قدوس القديسين.