حمدى رزق
احتراز وجوبى، لسنا منّاعين للخير، ونتمنى الخير، وعاملون على الخير، فقط بَلى ولكن ليطمئن قلبى، وقلوب المتبرعين في رمضان.
تتأهب الجمعيات الخيرية، على اختلاف مقاصدها، إطعام، شنط رمضان، مستشفيات، وغيرها، بحملات إعلانية ضخمة تكلف كثيرا، لتحصيل التبرعات في شهر الجود والكرم، ربنا يزيد ويبارك، ويطرح البركة في القليل.
لكن قبل الشروع في جمع التبرعات والزكوات والصدقات في مستهل الشهر المبارك، والإلحاح المستدام عليها، ومن باب الشفافية المحضة، فلتعلن الجمعيات الخيرية عن حصاد زكوات وصدقات وهبات رمضان الماضى، طلب متكرر ولا أحد يستجيب للنداء، عاملين من بنها، ينسحب عليهم قول الشاعر البليغ: «لقد أسمعت لو ناديت حيـًا ولكن لا حياة لمـن تنادى»!.
كم جمعتم من أموال، وفيم أنفقتموها، ومصارفها تحديدا، وكم تبقى منها إذا كان هناك مرحلات، ونسبة العاملين عليها، مرتبات وعلاوات وحوافز، بعض الشفافية مطلوب، ولا نطلب شيئا مكروها، العمل الخيرى تطوعى، ومن باب التطوع الشفافية.. أو هكذا نظن!.
التبرعات، ولو بشق تمرة، لا تلقى هكذا بطول الذراع في بير ماله قرار، وحجم التبرعات في بعض الجمعيات تحديدا التي ترعى مستشفيات وبنوك طعام على مدار سنوات بلغت مليارات، ربما نبالغ قليلا، لكن من يجهل يعمه، وكشف حساب سنوى ينير البصيرة بالمعلومات والأرقام.
يقينا لن يضير الجمعيات نشر الحسابات الختامية، بل ينير وجه هذه الجمعيات، ويحض على مضاعفة التبرعات، لن ينقصها أبدا.
هذا عمل خيرى، وكما أفهم ليس لدى هذه الجمعيات ما تخفيه، كله لوجه الله، وعليه مستوجب الإفصاح وبشفافية تامة وعبر مراجع (محاسب) قانونى معتمد، ونشره على الرأى العام، وهذا أقل حقوق المتبرع يعرف أين ذهبت تبرعاته سابقا ليلحقها بتبرعاته التي ينتويها قربى الله.
فكرة اتبرع وأنت ساكت، كله في الخير، ولا تناقش أو تجادل يا صاح، وفلوسك عند ربنا، هذا لا يستقيم عرفا مجتمعيا، ولا قانونا مرعيا، سيقول لك أريب منهم، من العاملين عليها، أكاد أسمعه، كل حسابات التبرعات تراجع بواسطة لجان وزارة التضامن وجهاز المحاسبات.
على عينى وراسى، طيب ممكن ننشر خطابات وزارة التضامن عن التصرفات المالية، أو ننشر تقرير جهاز المحاسبات عن الأموال والتصرفات وملاحظات الجهاز والوزارة.. والرد عليها، لنتبين أوجه الإنفاق، وهل ذهبت التبرعات إلى مصارفها المجتمعية، نسمع حكيا بغيضا، لكن ينقصنا كشف الحسابات.
علما بأن وزارة التضامن لم تتبرع، وجهاز المحاسبات فحسب جهة رقابية، نحن (جمهرة المتبرعين) من نتبرع من حلال مالنا، ورغم الضيقة الاقتصادية الناس كرماء في الخير، وبعضهم أجود بالخير من الريح المرسلة في رمضان، اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ويجتهدون في الطاعات وإخراج الزكوات، والصدقات، فحسب نطلب الشفافية دون تشكيك مسبق في الذمم النظيفة.. استقيموا يرحمكم الله.
نقلا عن المصرى اليوم