ماجدة سيدهم
المرأة التى تزوجت خمس رجال ثم عاشت مع رجل ليس بزوج في تحدي جريء لمجتمع غليظ نراه يتهمها بالمرأة الفاجرة ..فهي من وجهة نظرهم المرأة سيئة السمعة التى لايجب أن يخالطها أحد من سكان المدينة
لذا كانت تذهب للبئر بمفردها وقت الظهيرة القاسية لتملأ الجرار بعيدا عن ملاحقة عيون المتطفلين أو الذين ينتهرونها ..
السامرية التى تزوجت خمس رجال كانت تبحث فيهم عن الحب ..عن التقدير لكيانها كإنسانة ..عن من يحترم عقلها وجسدها ..فما وجدت غير الامتهان باعتبارها مجرد جسد متنقل بين رجال عده حتى لو تحت مسمى زواج ..فجميعهم أبار
مشققة لا تعطي ماء و لا تروي عطشا ..
السامرية إمراة حرة.. قوية .. واضحة ..تعرف ماذا تريد لكنها لم تكن تعرف الطريق فتعثرت .. ورغم ذلك ترفض أن تكون مجرد أداة إشباع غريري .. فأغلب الظن هي التى رفضت أزواجها قبل أن يتركوها في مهب اللمز عليها بل وقبلت بالأخير في مخاطرة مع قسوة المجتمع المرائي..
المسيح يدرك هذا جيدا . ويعرف بواطن النفس العطشى للكرامة والتقدير إذ أدرك في رحلة بحثها أنها كانت تفتش عنه هو.. الطريق والحياة .. لذا قطع المشوار من أجلها حتى تعب وعند البئر جلس يترقب وصولها بشغف ..
عند البئر.. لم تخجل ولم تتوارى حين طلب منها هذا اليهودي ماء ليشرب ..ليبدأ هو الحوار مشجعا إياها بالمبادرة وليرفع عنها حاجز مسافة الاغتراب التى بين السامريين واليهود .
ادركت أن الحوار مختلفا راقيا لمس روحها فتاقت تعرف المزيد لتدخل معه في جدال طويل يحترم عقلها ..
لم يوبخها ولم يتهمها بالسوء " كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس زوج "
ولم يقلل من كيانها كإمراة رغم دهشة التلاميذ عن بعد .. فسدد سؤل قلبها " اعطني من هذا الماء ياسيدي فلا أعود أعطش ..ولا اتي لهذه البئر ثانية .. فقد انهكني البحث عن الارتواء وكم جرحتني طعنات المزدرين ..
احبها بل وتوجها بالكرامة أمام الجميع وجعلها أول مبشرة بالكلمة في المدينة كلها ..
المرأة التى أزدراها وأهال عليها أهل المدينة كل الظلمة هي التى صرخت مهللة تخرجهم للنور بشجاعة المبشرين "ياسكان المدينة العطشى استيقظوا الآن وهلموا سريعا فقد عرفت من أين نرتوي الماء الحي ..هلموا لدينا اليوم الينبوع الحقيقي ولن نعطش بعداليوم .. انظروني جيدا ها أنا أمامكم لقد سقاني من عرفني واحترمني جدا وأطلقني للحياة حرة ..
كل أحد وأنتم في الماء الحي .