(ما لم تره عين)
كتبها : Oliver
- حينما أصعد الرب بولس الرسول بالروح إلي السماء الثالثة عاد ليقدم لنا وعد الروح المعزي و بشارته المفرحة التي ننتظرها و تنتظرنا بقوله : ما لم تره عين .. ما لم تسمع به أذن .. ما لم يخطر علي بال إنسان - ما أعده الله للذين يحبونه 1 كو2: 9 .
سنتناول في كل مقال عبارة من الثلاثة لنستمتع بوعود الرب لنا و نشتاق أكثر فأكثر لفرح الأبدية مع الثالوث.
هذا المقال الأول عن ما لم تره عين.
- كان أبوانا يريان وجه الرب في الفردوس ثم سقطا و إختبئا من وجه الرب فإحتجب عنا وجه الرب تك3: 8 بسبب خطيتنا نحن.كان الحرمان موت لإحتجاب وجه الرب.لكن الرب حلو. كانت خطة خلاصنا مدبرة من أجلنا من قبل سقوطنا.فتوالت الإعلانات التي من خلالها بدأت تظهر قبسات من نور وجه الرب ثم تبتعد حسبما كان قلب البشر يميل. ظلت العيون تشتاق إلي ما لم تره بعدما إختبئنا و ليتنا لا نختبئ ثانية.
- تكلم إشعياء النبي بالوحي قائلاً «ومنذ الأزل لم يسمعوا ولم يصغوا. لم تر عين إلهاً غيرك.. هذا المسيا الذي لم تره عين ثم رأيناه هو شخص الرب المتنازل عن مجده.كما قال يوحنا الحبيب الهاتف بالروح القدس عن المسيح :الذي رأيناه يو1: 1 – 3 كانت رؤية أولية لمحبة الثالوث هي رؤية الرب يسوع. الذي شابهنا في جسد تواضعنا في3: 21 . نعم رأيناه لكنها ليست الرؤية الكاملة لكمال مجد الرب.
-رغم أن العين ستر السماء المبهرة و تضاريس ملكوت السموات لكن هذا كله ليس العجب الأكبر بل أعظم العجائب هى فى مجد الله الجالس على عرشه.هى فى معاينة الله بثلاثة أقانيمه.لن يحتجب شيئاً فى الثالوث هذا هو العجب كله.لنصير مندهشين فى فرح الأبدية بغير إنقطاع لا للرؤية و لا للفرح و لا للدهش الروحى.
- يوجد ما لم تره عين علي الأرض ثم أصبجنا نراه. نحن من لم نعش أيام تجسد المسيح علي الأرض إنما الروح القدس الساكن فينا ينقلنا إلي نفس التعايش مع المسيح المتجسد في ذلك الزمان. لذلك يطمئن الرسول كل الأجيال التي لم تكن في جيل المسيح بقوله عن ما لم تره عين قائلاً. هذا غير المرئي أعلنه الله لنا نحن بروحه 1كو2: 10 أي نحن الذين لم نكن في عصر التجسد يضعنا الروح القدس قدام المسيح المتجسد دوماً فتكون حقيقة نعيشها أن المسيح متجسدا لنا و معنا نحيا هذا اليقين الذي يهبنا إياه الروح القدس و من خلاله يتنفذ وعد المسيح لكل جيل. ها أنا معكم كل الأيام إلي إنقضاء الدهر مت28: 20 و لا يؤخذ منا مع كونه صعد إلي السماء. هذا عربون لما لم تره عين حتي تر الرؤيا في كمالها.
- هذا ما لم نكن نراه و رأيناه لكن ليس هذا كل ما سنراه. لم نر كل ما وعد الرب أن نراه. هناك الكثير مما لم تره عين. أولها أننا لم نر الرب في مجده. في عظمة قدرته. منذ أول لقاء إشتاق موسي النبي و الشعب أيضاً أن ير الله. لكن الرب قال له لا ير إنسان وجهي و يعيش. خر33: 20.
نحن علي الأرض نتضرع إلي وجه الرب دا9: 13 يضيء وجه الرب علينا عد 6: 25 تزلزلت الجبال من وجه الرب قض5:5 لكن بقي حالنا عاجزين عن رؤية ما لم تره عين. أي وجه الرب.علي الأرض لم تر العين ما صنعه الرب لأجلنا قبل أن نوجد .قبل أن ندرك.حتي في إدراكنا المحدود لم نر كل شيء من أعمال الله.لم نر عمله و نحن نيام و نحن غافلون و نحن بدون وعي .لم نر الدفاع الإلهي عنا ضد إبليس و حسده.لم نر حرب كانت دائرة بسببنا و كنا فيها سنصير ضحية لولا ما عمله الله هذا ما لم نره لأنه كان روحياً و عين الجسد لم تره.لم نر أعمال الله من أجل الطبيعة و الكائنات و الأفلاك.لم نر شيئاً بالقياس إلي ما سوف تره العين في الأبدية.
- حينما كان جيحزي تلميذ إليشع النبي خائفا من جيش ملك آرام المحيط بالمدينة كان إليشع النبي ير مشهداً مختلفاً فطمئن تلميذه قائلاً لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم ثم صلي النبي لله أن يفتح الرب عيني الغلام فإنفتحت عيناه فوجد قوات سمائية و مركبات نارية حول إليشع النبي .2 مل 6 : 17 .
هذا الإنفتاح حدث بالصلاة من أجل إنسان خاطئ علي الأرض فرأي بعضا مما لم يكن يراه بغير صلاة. فهكذا سيصير لنا في السماء. سنجوع و نشبع من الحديث مع القدير و يتشكل فينا إنفتاح كامل لكل عيون الحواس السماوية تري ما لم تره عين.
ستصبح القوات السمائية و كل الطغمات مرئية. تحيطنا مركباتها لنكون جيش القديسين نسبح الغالب في كمال قدرته. سنفوق بما لا يقاس ما رآه خادم إليشع النبي و سنر كل خبايا السمائيات و نعاين أسرارها فلا يكون هناك أختام و ألغاز بل عيان و كشف لا محدود.
- ستري العين جميع سكان السماء التي لم تكن في أيامها علي الأرض. ستر قديسين البشرية من كل لسان و أمه و زمن و تتوحد في ترنيمة مشتركة كأنما كان بين الجميع عشرة واحدة دائمة منذ البدء.
ستري العين شركة القديسين مع المسيح في عمقها لأنها ستكون شريكة فيها .رؤ20: 12 هؤلاء الكاملين هم المدينة التي لم ترها عين. هم الكنيسة السمائية. هم أورشليم الجديدة النازلة من السماء كعروس مزينة يقدمها الآب القدوس لإبنه العريس الوحيد في زفاف أبدي غير موصوف هذا ما لم تره عين رؤ21: 2.
- كيف ير المائت الإله الحي؟ كيف ير الهالك الإله القدوس؟ كيف ير المحدود غير المحدود؟ كيف تعاين العين الترابية عظمة ملك السموات. ليس هذا ممكناً طالما ما زلنا بنفس خواصنا الأرضية. لكن حين نخلع الأرضي و نلبس الجسد السماوي تتغير قدراتنا 2 كو5: 1 يصيرممكناً للعين السماوية التي سننالها أن تعاين الله وجهاً لوجه.
من أجل المسيح ثوب برنا ووساطة الروح القدس فينا ستتأهل عين الجسد السماوي لرؤية ما لم تره عين.
- لن يصبح تحذير الرب سارياً بعد. أنه لا ير إنسان وجهه و يعيش لأنه سيمنح الذين فداهم و تبعوه حياة أبدية أي عدم الموت و بهذا نر الله و لا نموت حيث الموت لا يكون فيما بعد رؤ21:
سنري الله و لا نموت هذا ما لم تره عين . هو الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يدني منه. الذي لم يراه أحد من الناس و لا يقدر أن يراه 1 تي 6 : 10 2 كو1: 10 هذا كله قانون يسري علي الأرضيين وحدهم.
لكن الموت نفسه سيموت و نحن سنعيش إلي الأبد. سيطرح الموت في يحيرة النار رؤ20: 14 موت الموت واحدة مما لم تره عين أيضاً.كذلك موت الشيطان و جنوده.
يصطحبنا مخلصنا إلي جماله في موكب نصرته مع صوته المفرح تعالوا إلي يا مباركي أبي. يصير غير المرئي مرئياً لنا بمراحم الرب نغني.
في وجه الرب سنعيش ، بل نري الله لكي نعيش ، بل نعيش لكي نري الله ، لن نطلب بل سنعاين وجه الرب. لأن العين لن تكن خاضعة لمحدودية النظر بل ستمتلئ بكمال الروح القدس فيها كى تري ما لم تكن تراه من قبل .. يا لفرحنا.