سحر الجعارة
باسم كل فتاة آثرت الموت لتنجو من الابتزاز الإلكترونى.. باسم آلاف المهمّشات وذوى الهمم.. ملايين النساء العاملات.. ملايين الأسر المصرية التى تتحمل بصبر وشجاعة آثار الإصلاح الاقتصادى.. باسم الأمهات الثكالى اللاتى سددن فاتورة الحرب على الإرهاب وقدمن الشهداء فداءً للوطن.. باسم كل فتاة تحلم بالصعود إلى سماء أحلامها فى العمل وهى مصونة ومستورة و(لها ظهر وسند).. باسم النساء اللاتى تحلين بالصمت واكتفين بكلمات حنونة صادقة: «أنتن عزة مصر».. بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن «الظهير الجماهيرى للوطن»: فخامة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» أحنى هامتى امتناناً لما قدمته للمرأة المصرية.. للتقدير والعرفان من موقع الأخ والأب والسند الحقيقى.. للإرادة السياسية المستنيرة.

أنا لم أتعرض -يا سيدى- لواقعة عنف أو تحرش أو إيذاء بدنى.. لم أحرم من تحقيق أحلامى المهنية.. فقط لى فى هذا البلد بنات وأطفال ما زلت أحلم بوطن أجمل من أجلهم وأرى الحلم يتحقق شيئاً فشيئاً.

أرى ما ناضلت من أجله «يسكن عقلكم».. ويتجسد بالحس السياسى والإنسانى:
لن أنسى ما حييت، فى عام المرأة المصرية، عبارات الثناء والفخر بصلابة نساء مصر التى قالها الرئيس: (أدرك أن لمصر سنداً فى كل بيت يتمثل فى المرأة المصرية).. ثم أصر على النزول بشخصه النبيل إلى القاعة لمصافحة «عظيمات مصر» كما يفضل تسميتهن.

وفى هذا العام، خلال احتفالية يوم المرأة المصرية، كلل الرئيس إنجازات عهده بثورة تشريعية لإنصاف النساء وحمايتهن: «الحماية من الإيذاء البدنى فى نطاق الأسرة صوناً لكرامة المرأة ومكانتها».. (لما ييجى حد يقول لى أضرب!! تضرب إيه؟ ده كلام يجوز؟ ما يصحش إن حتى حد فى الشارع يؤلم سيدة ماشية بنظرة مش بكلمة.. قلت لكم مرة فى موضوع الإيذاء البدنى.. قلت لما الراجل يكلم الست يحط إيده ورا ظهره ويتكلم كويس).. كلمات الرئيس هذه ليست «تصريحات صحفية» بل تكليفات للحكومة لتحقيق الأمان والسلام الأسرى بقوانين.. فحين تعجز «الأصول والتربية» عن ضبط العلاقات الأسرية تتدخل الدولة بتشريعاتها.

لقد قال الرئيس سابقاً: (إن الإرادة السياسية وحدها لا تكفى لتمكين المرأة، بل يجب تغيير الثقافة المجتمعية أيضاً).. ويعلم الرئيس أن الثقافة السائدة رجعية ومتخلفة وسلفية، تنظر إلى المرأة نظرة دونية، تحقّر من شأنها بتفسيرات دينية خاطئة ومشوهة.

«تمكين المرأة» يحتاج إلى مناخ حاضن للنساء وليس مجتمعاً مناهضاً للنساء.. وبالتالى لا بد أن تتدخل الحكومة وجهة التشريع لوضع ضوابط قانونية لتغيير هذا المناخ: (تابعت من شهر أو أكتر حادثتين انتحار لبنتين علشان حد فبرك لهم صور).. هنا يأتى إدخال التعديلات على قانون الإجراءات الجنائية فيما يتعلق بالشهود والمبلغين عن جرائم التحرش والعنف وهتك العرض وإفساد الأخلاق مع إفراد عقوبة خاصة فى حالة «إفشاء سرية البيانات والمعلومات» المتعلقة بمثل هذه الجرائم.. هذا التعديل يحتاج لمقال خاص، لكنى أقدم مجرد نماذج للإصلاح التشريعى لحماية المرأة وصون عِرضها وكرامتها.

ولأول مرة فى مصر نجد الرئيس مهموماً بأعباء المرأة المصرية: (تقديم خدمات تيسر على النساء العاملات وتعمل على تنظيم وقتهن بين رعاية شئون الأسرة، ومشاركتهن فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية).

الرئيس «السيسى» يتابع عن قرب الشارع المصرى وما فيه من عنف ضد المرأة.. صورة المرأة فى الإعلام: (أنت مش عارف تعمل إبداع إلا لما تجيب راجل يضرب مراته أو حد يشتم؟).. الاستبداد بالسلطة فى ميادين العمل: (مواجهة جميع أشكال التحرش والعنف والمضايقات والاستغلال وإساءة استخدام السلطة فى أماكن العمل).. نحن نتحدث عن مظلة قانونية إلى جانب مظلة التأمينات وتمكين المرأة من مراكز القيادة العليا.. نتحدث عن إنجازات سوف تدخل التاريخ فى صورة «قوانين».. إنها «مصر التى نستحقها».
نقلا عن الوطن