( 1873 – 1963 )
عالم المصريات الفرنسي الكبير الذي تولي إدارة مصلحة الآثار المصرية خلال الفترة من (1914- 1936 ) و أهتم بتمصير الآثار المصرية والحفاظ عليها من السرقة
إعداد/ ماجد كامل
يمثل عالم المصريات الكبير "بيير لاكو " ( 1873- 1963 ) قيمة كبيرة في تاريخ علم المصريات Egyptology ؛فهو العالم الذي أهتم بتمصير الآثار المصرية عندما كان مدير للمتحف المصري خلال الفترة من ( 1914- 1936 )والحفاظ عليها من السرقة كما سوف نري في هذا المقال . أما عن بيير لاكو نفسه . فلقد ولد في 25 نوفمبر 1873 . وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حيث تلقي تعليمه الأولي في مدارس الجزويت ؛ وفي البداية درس الفلسفة في السوربون عام 1897 ؛ تحول بعدها لدراسة علوم المصريات Egyptology بالكوليج دي فرانس . وبعدها سافر الي القاهرة خلال عام 1899 وعمل في وظيفة نسخ الكتالوج العام لمتحف القاهرة ( المتحف المصري فيما بعد ) وفي عام 1912 عمل مديرا للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية Director of the French Institute of Eastern Archaeology . خلفا للعالم الكبير أميل شاسينيه Emile Chassinat( 1868- 1948 ) ( أنظر مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 29 يونيو 2019 ) . ولقد قام بعمل العديد من الاكتشافات الأثرية في منطقة ابو رواش . وخلال الفترة من ( 1914- 1936 ) عمل مديرا لمصلحة الآثار المصرية director general of the Department of Antiquities of Egypt . خلفا للعالم الفرنسي الكبير جاستون ماسبيرو Gaston Maspero (1849- 1916 ) (أنظر مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 30 يونيو 1916 ) . ولقد كان خلال تلك الفترة مشرفا علي اكتشافات مقبرة توت عنخ أمون التي تمت علي يد عالم الآثار الإنجليزي الكبير هوارد كارتر Howard Carter ( 1874- 1939 ) في منطقة وادي الملوك Valley of the Kings . وخلال فترة رئاسته لمصلحة الآثار المصرية؛ عمل علي تمصير مصلحة الآثار المصرية ؛حيث قام باستبدال الموظفين الفرنسيين بالمصريين ؛ وأعطي للمصريين كل السلطة في إدارة الآثار المصرية
وفي عام 1938 ؛عمل لاكو أستاذا للآثار المصرية في الأكاديمية الفرنسية بباريس College de France in Paris . حتي عام 1947 . كما أنتخب عضوا في أحدي الاكاديميات العلمية الفرنسية التي تأسست عام 1663 ) . ولقد أستمر بيير لاكو في العمل والكتابة والأنتاج حتي توفي في 26 مارس 1963 عن عمر يناهز 90 عاما تقريبا .
ولقد أثري العالم الكبير بيير لاكو المكتبة الأثرية ببعض الكتب والمراجع القيمة نذكر منها :-
1- الكتالوج العام للآثار المصرية بمتحف القاهرة General Catalogue of Egyptian Antiquities Museum in Cairo Published by the French Institute of Oriental Archaeology ,1904
2- اكتشافات سقارة ( بالأشتراك مع آخرين ) Excavations at Saqqara , Published by the French Institute of Oriental Archeology ,1965
والجدير بالذكر أن للعالم الكبير بيير لاكو دور كبير في تمصير الآثار المصرية . فلقد تقدم بطلب رسمي الي العالمين الأنجليزين هوارد كارتر ولورد كارنارفون بتقديم تقرير رسمي للصحافة المصرية عما تم من أعمال التنقيب . وعمل علي تغيير قانون الترخيص بالتنقيب عن الآثار ليكون من حق الحكومة المصرية أن تحصل علي كل الآثار المكتشفة أو تختار منها بناء علي تقديرها لمدي أهمية هذه الآثار بدون أيه استثناءات لأي جهة ( لمزيد من التفصيل راجع :_ أحمد الفران : الخواجة مصري : بيير لاكو ... هذه الآثار "مصرية " ؛زحمة 24 اكتوبر 2017 ؛ موقع علي شبكة الأنترنت ) .
ولقد قدم لاكو مذكرة مكتوبة باللغة الفرنسية حول قانونية مصر في امتلاك مقبرة توت عنخ امون . ولقد أمتد النزاع حول تقسيم مقتنيات المقبرة بين العالمين الكبييرين لاكو وكارتر إلي ساحات المحاكم . وبالرغم من حكم القاضي بأن القانون المصري يسمح لكارتر بأخذ نصف القطع المكتشفة ؛ إلا أن الحكومة المصرية أعلنت أن كل القطع المكتشفة سوف تكون ملكا للحكومة المصرية حيث انه قد تم العثور علي المقبرة سليما وفقا للقانون . ولقد أستمر النزاع بينهما حتي أنتهي المحكمة نهائيا بأحقية الحكومة المصرية في إمتلاك اكتشافات المقبرة بالكامل ؛ مع تعويض أسرة ورثة كارنافون بمبلغ 36 الف جنيه إسترليني هي قيمة تمويل أعمال الحفر ؛ ثم تولت الحكومة المصرية الإنفاق علي أعمال الحفر والتنقيب في المقبرة سبع نوات ؛ لتنتهي المعركة بانتصار الإرادة المصرية مدعومة بجهود لاكو ( نفس المرجع السابق ) .
كما خاض لاكو معركة أخري هي رأس نفرتيتي التي ظهرت فجأة في متحف برلين .ليبدأ معركة أخري مع العلماء الألمان العاملين في التنقيب ؛فلقد أدعي لوديغ بورشادت مكتشف الرأس أنها خرجت بمعرفة وموافقة لاكو . إلا ان الوثائق الرسمية أثبتت تهريب بورشادات للتمثال ؛ فأصدر لاكو أمرا بمنع الحفريات التي يجريها علماء المصريات الألمان ؛ لتتدخل السلطات النازية لدي الملك فؤاد الأول (1868- 1936 ) لإلغاء هذه القوانين ؛ ونجحت السلطات الألمانية في مساعيها بعد تقديم وعد بإعادة التمثال إلي مصر مرة أخري . ولكن مع بالغ الأسف لم تفي الحكومة الألمانية بوعدها حتي الآن . والخلاصة أن للعالم الفرنسي الكبير بيير لاكو جهود جبارة في تمصير مصلحة الآثار المصرية ؛وتغيير القوانين المصرية التي تعزز من حماية مصر لتراثها الأثري المتفرد .
وإذا كان للعالم الفرنسي بيير لاكو جهود جبارة في مجال علم المصريات ؛ إلا ان عالم القبطيات مارتن كروزة Martin Krause يذكر أيضا أن له جهودا في مجال علم القبطيات Coptology . حيث قام بنشر وتحقيق العديد من النصوص القبطية الكتابية والأبوكريفية . حيث قام بنشر نصوص العهد القديم باللهجة الصعيدية Textes de L Ancient Testement en copte Sahidique . ونصوص من الأبوكريفا Fragement d apocryphes coptes وقصاصات قبطية باللهجة الأخميمية والصعيدية Textes copts en dialects akhmique et sahidique ( راجع النصوص بالكامل في :- Martin Krause ;- Coptic Encyclopedia – Claremont Coptic Encyclopedia )
ويبقي في نهاية المقالة حلمان وأملان :- الحلم والأمل الأول هو العمل علي سرعة ترجمة بعض كتابات وأعمال هذا العالم الكبير . أما الحلم والأمل الثاني فهو تبني حملة قومية لتعريف شبابنا المصري بعلماء المصريات سواء المصريين أو الأجانب حتي يتعمق لدينا الشعور بأهمية وعظمة الحضارة المصرية القديمة .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- بيير لاكو – ويكبيديا Wikpedia
2-أحمد الفران :- بيير لاكو .... معركة تمصير الآثار المصرية ؛ زحمة ؛24 أكتوبر 2017 ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
3- Pierre Lcacau –Wikepedia
4- Pierre Lucien Lacau – Digital Giza
5- Pierre Lacau – Public Figure
6- Pierre Lacau (1873- 1936) –Bnf Data
7- Pierre Lacua – Wikidata
8- Martin Krause ;- Lacau ,Pierre – Claremont Coptic Encyclopedia .
9- روبير سوليه :- مصر : ولع فرنسي ؛ ترجمة لطيف فرج ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ مكتبة الأسرة 1999 ؛ الصفحات من ( 278- 279 ) .
10- بيتر فرانس :- أوربا والآثار المصرية ؛ ترجمة إبراهيم محمد إبراهيم ؛راجعه وقدم له الدكتور عبد الرحمن الشيخ ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛سلسلة الألف كتاب الثاني ؛الطبعة الأولي 1991 ؛ الصفحات من ( 256- 262 ) .