بقلم : الدكتور مجدى شحاته
الصراع العسكرى الروسى – الاوكرانى على الاراضى الاوكرانية ليس وليد الساعة ، بل له جذور وتداعيات ممتدة منذ بداية التسعينات ، عندما تفكك الاتحاد السوفيتى وانفصلت اوكرانيا لتصبح دولة مستقلة . وعلى مدى عقود متتالية ظل حلف شمال الاطلسى يمثل هاجسا أمنيا لروسيا خاصة بعد ضم عددا من الدول الاوروبية من دول البلقان والبلطيق وشرق اوروبا للحلف، مع نشر قواته المسلحة فى دول فى محيط روسيا، مع السعى المستمر لضم جمهوريتى جورجيا واوكرانيا الامر الذى تراه روسيا خطرا مباشرا على امنها القومى ، خاصة بعد ان تحولت دول اوروبا تابعا مطيعا لحزب الناتو بقيادة واشنطن . وكانت موسكو قد اعلنت مرارا وتكرارا بانها لن تسمح بهذه التهديدات ، لذلك قامت عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم ، الاجراء الذى جاء بمثابة علامة فارقة واشارة عن حرب غير معلنة على اوكرانيا وفى نوفمبر 2021 اصبحت الحرب على المحك بعد اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتى دونيتسك ونوهاسك المنشقتين فى اوكرانيا والذى يسيطر عليهما انفصاليون مدعومين من روسيا .
بالرغم ان الحرب الروسية – الاوكرانية تدور رحاها على الاراضى الاوكرانية ، لكنها حرب بالوكالة بين الولايات الامريكية والغرب من جانب وروسا من الجانب الأخر، فوق كل ذلك فان الصراع الاستراتيجى تجاوز حدود وابعاد اوكرانيا واوروبا كلها ليمتد الى كافة أرجاء دول العالم ولا توجد دولة واحدة لم ولن تتاثر بتلك الحرب المريرة . من خلال هذه الحرب الكارثية يشهد العالم فصول بلورة وخلق منظومة جديدة لأدارة شئون العالم بعد ان تهالكت المفاهيم السياسية القديمة واصبح لدى الغالبية رؤية جديدة بان الامبراطورية الامريكية لم تعد هى القوى الوحيدة المهيمنة على الساحة الدولية ، وما يجرى ونراه حولنا سيناريو درامى بغرض تنصيب ادارة جديدة تقود العالم ... لقد مضى على بداية الحرب الاوكرانية ما يزيد عن أربعة اسابيع ، والسؤال الصعب الذى يطرح نفسه امام الجميع " الى أى مسارتقود الحرب الاوكرانية العالم ؟ " قبل الاجابة على السؤال ، لابد لنا ان نفكر جيدا فى العبارة الأتية : " الدب الروسى يكون خطيرا اذا كان سليما ، ويكون اكثر شراسة وخطورة اذا كان جريحا "