د.ماجد عزت إسرائيل
ولد الألماني راينر هانيج Rainer Hannig في (19 أغسطس1952م) ودرس علم المصريات واللغويات والعمل الاجتماعي في مدينة دورتموند وجوتنجن وهايدلبرج وتوبنجن.وقدحصل على درجة الماجستير من جامعة توبنجن في عام 1979م وعنوانها «الرواية والكلام في ورق البردي ويستكار Westcar». وما بين عام 1984إلى عام 1987م، حصل على الدكتوراه من جامعة هايدلبرج من خلال أطروحته وعنوانها « المجال الأساسي للنظام اللفظي لمصر الوسطى» وعمل أستاذًا زائرًا لعلم المصريات في معهد تاريخ الحضارات القديمة في جامعة نورث إيست نورمال في تشانجتشون، مما جعله أول محاضر في علم المصريات في الصين. في تسعينيات القرن الماضي. وما بين 1998 إلى 2000م، عمل في متحف رومر وبيليزايوس(Roemer- und Pelizaeus-Museum). خلال هذا الوقت، قاد رحلات استكشافية إلى مصر مع مؤسسة الأبحاث الألمانية. واكتشف الأبواب الوهمية التي تبدو وكأنها باب حقيقي، ولها إطار باب، وعتبة وعادة ما تكون عتبة الباب، ولكن ما ينقصها هو مقبض الباب أو طريقة أخرى لفتح الباب. لا يمكن فتحه للناس في هذا العالم وبالتالي لا يمكن الوصول إليه. مثل هذا الباب في قبر أو كنيسة معبد هو باب مزيف. تنص التعاليم الدينية لمصر القديمة بوضوح على من يفتح الباب، ومعظمه مصنوع من الحجر. حتى قبل عصر الدولة القديمة، وقد تم العثور على أسلاف في الأيام الأولى، ولكن كان هناك المزيد من أماكن القرابين في شكل مكان مع تصوير المتوفى على مائدة طعام ثابتة. تم الإبقاء أيضًا على هذا التصوير المهم لمشاهد مائدة الطعام الغنية مع المتوفى على الأبواب الزائفة اللاحقة، ومعظمها فوق العتب.
وهذه الأبواب تسمى الأبواب الوهمية. هي من بين أهم عناصر العمارة المصرية القديمة للمقابر. يمكن أن يمثل الباب الوهمي مكانًا للتضحية، ولكن في اعتقاد المصريين كان أكثر صلة مباشرة بين هذا العالم والحياة الآخرة. يجب أن تقيم اتصالاً بين الأحياء والأموات. كانت روح الكا هي القوة الحياتية للإنسان، وكان المصريون القدماء يعتقدون أنها تستطيع أن تخترق السطح البيني بين هذا العالم والحياة الآخرة، وكان يعتقد أن روح المتوفى يمكن أن تترك القبر من خلال الباب الوهمي وأن تعود أيضًا. فقط للعيش بقي مغلقًا إلى الأبد لأنه بني كجدار حجري. وهانيج اكتشف شاهد لإيري الذي يرجع تاريخه إلى ملوك الأسرة السادسة في مصر. وإيري عاش في نهاية الدولة القديمة. من خلال مكاتبه ككاهن خوفو ومدير مدينته الهرمية، كان لديه دخل كافٍ ليتمكن من بناء قبره الخاص.
وفي عام 2002 م، أدار مع جونتر درير مشروع قبر الوزير،وهو عبارة عن حفريات قام بها المعهد الألماني للآثار الشرقية في في مجمع أهرامات الجيزة. ومنذ عام 2003م قام راينر هانيج بتدريس علم المصريات كأستاذ فخري بجامعة ماربورج ، حيث تم تأهيله في عام 2008. وهو مؤلف كتاب Hannig-Lexica ، وهو سلسلة معجمية تحتوي على المجموعة الأكثر شمولاً في العالم للكلمات المصرية القديمة من النصوص الهيروغليفية والهيراطيقية للفترة من الدولة القديمة إلى عصر الدولة الحديثة. وحتى كتابة هذه السطور، تم نشر 5 مجلدات-وحاليًا يتم ترجمته للغة العربية- إما المجلد السادس "القاموس المصري الثالث المملكة الحديثة" طي الإعداد للنشر. وقد بحث هانيج في مخطوطة فوينيتش. وفي يونيو 2020،نشر تفسيرًا مفاده أن اللغة الأساسية هي اللغة العبرية القديمة (أواخر العصور الوسطى). ومن الجدير بالذكر في يونيو2020م، نشر موقعًا إلكترونيًا مخصصًا للبحث العلمي في علم المصريات، ورحل عن عالمنا الفاني في(29 يناير2022) عن عمر يناهز 69 عامًا. وكان الراحل راينر هانيج متزوجاً من عالمة المصريات «دانييلا روتيكا» - وكاتب هذه السطور قابل زوجته في مارس 2022 وتحدث معها عن الراحل - وعاش في وارشتاين.
وفي يوم 18 مارس 2022 أقيمت جنازة فرعونية للأستاذ الدكتور راينر هانيج شارك فيها لفيف من السادة الأساتذة بجامعة لابيزيج ورجال الإعلام وبعض وكالات الأنباء كما شارك الكنيسة القبطية ويمثلها صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا دميان أسقف شمال ألمانيا ورئيس دير السيدة العذراء والقديس موريس كما شارك أسقف الكنيسة الكاثوليكية. وفي ذات السياق تولي تلاميذه ومحبيه ومريدة الأعداد لهذه الجنازة على الطقوس الفرعونية وأكد الجميع لكاتب هذه السطور أن طريقة جنازته على الطقوس الفرعونية هي تنفيذ لوصيته بدأت الجنازة فيجب تمام الساعة الواحدة من ظهر ذات اليوم واستمرت حتى الرابعة وبدأت حفل التجنيز بكلمات ألقاها الأساتذة على الجمع الذين ترتدي بعضهم الملابس الفرعونية والحلي الفرعوني المتميز. وقد بدأت المسيرة بعد ذلك من دير السيدة العذراء والقديس موريس حتي المدافن فى مشهد حقا جنائزي معبر عن عبق الحضارة المصرية القديمة.
وقد حمل البعض تابوتاً كرمز يمثل فرعون.وآخرون صندوق عليه كتابات باللغة الهيروغليفية، والمسير بلغ طولها نحو أكثر من كيلومتر وعندما بدأ الموكب فيها الدخول دقت أجراس الكنيسة الخاصة بالمدافن،وفي ذات اللحظة كان الجميع يحملون الورود، وتم إلقاء كلمات باللغة الهيروغليفية والألمانية وقد شاركت الكنيسة في مشهد الدفن حيث ألقي نيافة الأنبا دميان كلمة وجزء من صلوات الجناز القبطية... وردد الجميع الكلمة القبطية الشهيرة « كيرياليسون ». وقد شارك لفيف من بعض المصريين ومن الجدير بالملاحظة أن هذا العالم المتوفي وضع معجم للغة الهيروغليفية يتم ترجمة حاليا للغة العربية يالها من مشهد عظيم يعبر عن عظمة حضارتنا المصرية العريقة. وشاركت الكنيسة من خلال الدور الوطني لها بالخارج وعلى شاكلة الدعم والدعاية للسياحة التي تعد جزء من الدخل القومي. الرب يعزي قلب زوجته «دانييلا روتيكا» وعائلته ومحبيه ومريده