الأقباط متحدون - قوة المنطق لا منطق القوة
أخر تحديث ١٣:١٤ | الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

قوة المنطق لا منطق القوة

بقلم: حنا حنا المحامي
قبل أن تقول للشاكى لا تشكو قل للضارب لا تضرب
طالعتنا جريدة اليوم السابع بمقال طويل عريض عن "أكبر ملف لاقباط المهجر" وياليتها ما فعلت. ذلك أن أحد أبنائى جمال المزاحم أعطانى صوره ناصعه عن تلك الجريده لما لمسته فيه من أمانه. ولكن سرعان ما خاب ظنى فى الجريده.  ولا يعنينى من المقال إلا الكذب الذى ورد عنى ويتعارض مع المبادئ الصحفيه.
. وقبل أن أناقش المقال أود أن أقول إن إى إنسان يتمتع بذره من ضمير لا يمكن أن ينكر أن ماعاناه أقباط مصر خلال العقود الاربعه السالفه كانت أقسى من أن يحتمله بشر أو يسكت عليه إى إنسان تسرى فى دمائه أحاسيس الانسانيه أو العداله.  
وقبل أن أرد على ما ورد بالمقال مما يتعارض مع أمانة المهنه,مهنة الصحافه, أود أن أوجز قصتى مع العمل الحقوقى.
نظره عابره سريعه:
 
نشأت نشأه أدكرها بكل الخير لوالدى رحمه الله ونيحه الله فى أحضان القديسين.  فقد كنت فى السابعه من عمرى وأحفظ جزء عمّّ وتبارك وقد سمع.  وإنى أشك أن أحد المشايخ كان قد بلغ هذا العمر ووصل إلى هذه المعرفه.
وهكذا نشأت نشأه لا تعرف معنى التعصب.
فى أيام الزمن الجميل كنا جميعا نعيش فى موده وإخاء وتعاون لا فرق بين مسلم ومسيحى.  إلى أن جاء الرئيس السادات ثم مبارك وفعلا فى مصر ما فعلا.  ثم قامت الثوره التى على أنقاضها وصل الاخوان للحكم.  ولا يختلف إثنان أن فترتى حكم كليهما كانت أسوأ فتره مرت بمصر فيما يتعلق بالتطرف والتعصب.
 
ظللت على مدى عشر سنوات أكتب وأندد بهذه الافعال التى هى فى المحصله النهائيه إضعاف لمصر فتفتيت وحدتها يضر بمصر أولا وأخيرا, كما أن الدين لله والوطن للجميع. 
ولكن ...................   ما من مجيب بل ظلت الامور تزداد سوءا إلى أن انهار الوطن الغالى وانهار الانتاج وزادت البطاله.
وانكبتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه.
فزيادة الاضطهاد دفع بالدول الاجنبيه, التى لا ناقه لها ولا جمل فى الامر, أن تصرخ وتنادى بالاقباط وترحب بهم كمهاجرين أو لاجئين.  إنها حقيقه لا يمكن إنكارها.
الامر إذن لم يعد مسألة كتابه أو نقد أو تجريح أو تهريج بل أصبح حقيقة واقعه وإصرار ممنهج على تهميش المسيحيين واضطهادهم فى كل مناحى الحياه.  وكل من له ضمير وطنى أو دينى أو أخلاقى لا ينكر هذه الحقيقه.
 
لقد عقد الاقباط فى المهجر عشرات المؤتمرات وانتهوا إلى  مئات التوصيات ولكن طبعا لا مجيب.  إذن لا بد من حل آخر بعد التوصيات التى لا حصر لها.  ولقد رأيت أن الحل هو تقديم الطلبات التقليديه مع وجود بديل إذا لم يستجاب لهذه الطلبات المشروعه وكان من وجهة نظرى أن البديل هو التقسيم.  لذلك كان الهدف من المؤتمر المزمع عقده إعادة بعض الحقوق المهضومه والتى لا ينكرها من له ضمير.  وهذه الطلبات هى فى إيجاز تام: 1- حرية بناء الكنائس شأنها شأن حرية بناء الجوامع.  2- حق الاقباط فى المشاركه فى إدارة شئون بلادهم مما يستتبع وجوب أن يخصص لهم حسب تعدادهم من ربع إلى ثلث المراكز القياديه ومقاعد مجلس الشعب. 3- إصدار قانون التمييز وكل من يتضررمن التمييز سواء مسيحى أو مسلم يكون له الحق فى الالتجاء للقضاء. 4- فى حالة رفض الحكومه للاستجابه إلى هذه الطلبات المشروعه يتم العمل  على تقسيم مصر.
 
هذا وقد كان هدف المؤتمر المزمع عقده هو إيجاد الحلول المشروعه وإذا لم يكن التقسيم حلا أمثل نسمع الآراء فقد يكون ثمة حل آخر.  وفى حالة التمسك بالاعمال غير المشروعه طبقا للاعراف والقوانين الدوليه وحقوق الانسان يتم العمل على تنفيذ البدائل سواء كانت تقسيم أو غيرها مما يسفر عنه المؤتمر.  هذا وقد كنت فى منتهى الوضوح أن حق التقسيم لا يملكه أقباط المهجر بل أقباط الداخل الذيين يعانون من سوء المعامله والتهميش.  وقد أفصحت عن تلك الحقيقه فى مناسبات عده.
 
ما الخطأ إذن فى هذا الامر؟  هل كان يجب أن نقول لاقباط الداخل عليكم أن تتقبلوا كل الاضطهادات؟  من ذا ضميروطنى أو إنسانى يقبل تلك المعامله؟  بنات تختطف, أحكام قضائيه متطرفه, تحريم لبناء كنيسه, وصف الاقباط بالكفار دون أن يكون لهم الحق فى الدفاع عن مقدساتهم أو عقيدتهم أو عن أنفسهم, تهجير الاقباط تهجيرا غير إنسانى من منازلهم وقراهم, خلق النزاعات الطائفيه بعد أن أصبح المواطنون المسلمون يشعرون بالسياده والتسلط على المسيحيين وليس المساواه  فإذا دافع المسيحى عن حقه أو عن كرامته أو مقدساته تقوم الدوله بالواجب وتطردهم من منازلهم وقراهم ومحلاتهم التجاريه أو الحرفيه.
يا ساده هذه صوره لا يمكن أن يقبلها من كان له ذره من الضمير سواء مسيحى أو مسلم.
ولما كنت على علم تام أن تفتيت الوطن يعود على ازدهاره ونهضته ونجاحه فقد كنت فى دهشه كيف يمكن لحاكم أن يقبل مثل هذا التفتيت ولا أقول يعمل على مضاعفته ولا يعبأ بإضعاف الوطن بل ووهنه؟  نعم على الاقباط أن يستقلوا فى وطن مستقل إذا استدعى الامرليضعوا كل طاقاتهم لنهضة وطنهم الجديد.  ولكن يبدو أن نجاح الاقباط وازدهارهم جريمه لا تغتفر.
يا ساده إن حق الدفاع الشرعى حق كفلته كل القوانين والاعراف والمواثيق والعقائد والاديان.  وليس التقسيم إلا صوره من صور الدفاع الشرعى ذلك أن الاقباط لا يؤمنون بموضوع الملشيات واقتناء أسلحه وذخائر وأعمال إرهابيه مثل بعضهم.
ومن  الغريب أنى  لم أقرأ من الجريده الملقبه باليوم السابع أنها تستهجن تلك التصرفات والاعتداءات فهى تتستر على الاعتداءات شأنها شأن الجرائد القوميه.

 
وهنا أبدأ بالرد على المقال:
متطرفو المهجر:  إنى أرفض هذا اللقب شكلا وموضوعا ذلك أن التطرف هو السلوك الغير مقبول فى ظل ظرف راهن أو قائم.  فالتطرف إذن هو من قبل الدوله وكل من حاول تهميش الشريحه الوطنيه التى تتمثل فى الاقباط.  أما حق الدفاع الشرعى فلا يجوز أن يلقب بالتطرف. 
يقول المقال الموقر:  فى تاريخ أقباط المهجر خمس مؤتمرات للضغط على الحكومه المصريه.  وعبارة الضغط على الحكومه المصريه عباره مرفوضه.  فالامر لا يعدو أن يكون مطالبه وليس ضغطا لأن ليس لنا وسيلة للضغط أو الارهاب أو ما إلى ذلك بل وسائلنا وسائل سلميه حقوقيه لا أكثر.
 
يقول المقال: بدأ مجموعه من اقباط المهجر بالانحراف إلى المطالبه بالتقسيم.  وقد بدأها المحامى حنا حنا بعقد اجتماعات مختلفه مع أعضا الكنجرس الامريكى.   ياه؟  إن هذه الجريده جد خطيره.  إنها تعرف "الكفت".  فقط ترى من أنبأها بهذا الخبر الخطير؟  أسمعوا يا يوم يا سابع, إن الصحافه رساله ورساله أمينه فكونكم تؤلفون التاليفات الكاذبه فهذا ليس من الصحافه فى شئ.  إن الكذب هو آخر ما يجب أن يلجأ إليه الصحفى لانه يحمل أمانه الصدق ولا يجب أن يخون الامانه.  وأود أن أقول لكم إن المؤتمر كان مؤتمرا للمبادئ فكل من يتمسك بمبدئه كان سيحضر المؤتمر ذلك أنه سوف يتكبد مصاريف السفر والاقامه بل والاكل.  ولم يكن لدى ما أخفيه.  فقد اتفقت مع الاستاذ جمال المزاحم الصحفى باليوم السابع أن يحضر المؤتمر وقد كان هذا على نفقته.  ولما طلب إلى أن ارسل دعوه للاستاذ صلاح رئيس التحرير لم أتردد.  ذلك أنى لا ولم ولن أعمل فى الظلام مثل آخرين.  بل عملى دائما فى النور لانى من أبناء النور يا ساده.
 
نعم كان المؤتمر سيعقد يومى 6و7 أكتوبر ولكنى ألغيته ليس خوفا بالطبع.  ذلك أنى لا أخاف اى إنسان ولا حتى الله.  ذلك أنى علاقتى بالله علاقة حب فإنى لا ارتكب معصيه لا خوفا بل حبا لله حتى لا أغضب من أحبنى إلى المنتهى.  طبعا هذا كلام "إحمر" غير مفهوم ولكن يتعين أن أتكلم بلغتى, لغة الحب.  أقول ألغيت ا لمؤتمر لا خوفا بل من باب الحكمه حتى لا يؤول المؤتمر تأؤيلا يغضب إخوتى المسلمين بعد التصرفات الخرقاء التى ارتكبت فى حق المقدسات الاسلاميه.  وقبل أن أنهى هذه الفقره أطالب الصحفيين أن يلتزموا بأمانة المهنه.
 
يقول المقال:  كتب حنا حنا مقالا عن "مخطط إبادة المسيحيه فى مصر".  وهنا أقول بل أتحدى إذا كان فى المقال كلمه واحده لا تمت إلى الحقيقه أو أنها وردت على سبيل الكذب بصوره أو بإخرى. أليس تكرار أعمال العنف والتهجير والاضطهاد جميعها صوره من صور الاباده؟  ألا تعلموا أن مايقرب من ماتتى ألف مسيحى هاجروا من مصر فى الشهور القليله الماضيه؟  ألستم على درايه كامله بهذه الحقيقه؟  ماذا يعنى هذا؟  أم أن تفسيركم للاباده هو  القتل والذبح والدم؟
 
قال حنا حنا المحامى فى مقال نشر له فى مواقع أمريكيه ......  مرة أخرى, هذا الكذب عار على أى صحفى ذلك أنى لم أنشر كلمة واحده على أى موقع أمريكى. فالمشكله مشكله مصريه.  ولم تنشأ فكرة التقسيم على نحو ما سردته وشرحته إلا بعد أن تكررت المآسى وبموافقة ورضاء الحكومات المصريه.  وهنا أود أن أقول "لا تقل للمضروب لا تبكى, بل قل للضارب لا تضرب".
دافع حنا فى 21 مارس سنة 2012 فى إحدى المؤتمرات فى أمريكا عن إقامة الدوله القبطيه التى يرأسها عصمت زقلمه وموريس صادق.  فى هذه العباره وصل الكذب إلى الحضيض.  ذلك أنى لم يكن لى فى يوم من الايام أى صله بنشاطات  زقلمه أو موريس صادق.  ذلك أنى لا أومن إطلاقا من بعيد أو قريب بالاسلوب الذى يتبعانه.  هذا ويتجلى كذب الصحفى الغير وقور أنه فى البدايه كتب عنى أنى فعلت وفعلت.  ولما كان ما أورده من حقيقه لا تثريب عليها فقد بدأ فى اللجوء إلى الكذب والتدليس مهدرا كل القيم الصحفيه لا لشئ إلا لالصاق بى ما يمكن أن يسئ أو يشين.  ومن الكذب الشائن والمشين أنى لم أحضر أية مؤتمرات فى امريكا منذ ما ينوف عن خمس سنوات. 
 
ويقول الكاتب الكاذب أو الكتاب الكاذبون إنى قلت إن الاقباط لن يروا بعد اليوم أى سلام.  إذا كان الامر كذلك يا بنى فلم لم تناقش هذه العباره لتثبت الخير الوفير والهناء الغزير الذى ينتظر الاقباط فى مصر؟
 
إسمع يا شاطر إنت وهو يامن كتبتم هذا المقال الذى لا يساوى الورق او المداد الذى كتب عليه أو به.  كان من الامانه أن تناقشوا الموضوع على أساس أن الاقباط يعيشون فى سلام ويحصلون على حقوقهم المشروعه والغير مشروعه إن كانت هذه هى الحقيقه "الثابته من فضلك".                   
إنى حين دعوت للمؤتمر الصحفى الشاب جمال المزاحم ورئيس التحرير الاستاذ صلاح ذلك لأنى لا أخفى شيئا فمن المبادئ التى أعتنقها هو "اللى يقول ما يخافش, واللى يخاف ما يقولش".  لانى أقول الحقيقه عاريه دون كذب أو تلفيق. 
حفظ الله مصر من الفتن والشر حتى لا تنقسم أو تقسم.  ومرة أخرى أود خالصا من النظام الحاكم أن يدرك ويعى أن إضطهاد الاقباط حقيقة لا يتنازع فيها إثنان فيتعين أن تدركوا أن مصر تقوى بوحدتها وليس بتفتتها وانقسامها..
وأود أن أقول إن التقسيم ليس إلا مرحله تاليه من الانقسام السائد وهو حقيقه واقعه ساهم فيها الحكام وإن كانت يد الله أسبق من يد الانسان.
ألى اليوم السابع: برجاء النشر عملا بحق الرد المكفول قانونا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter