الأقباط متحدون - لائحة ٥٧ ولائحة ٣٨
أخر تحديث ٠٣:٢٤ | الثلاثاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ | ٧ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

لائحة ٥٧ ولائحة ٣٨

بقلم: القس فيلوباتير جميل
هما لائحتان مثيرتا للجدل !! الاولى تتعلق بشروط ومبادئ تم وضعها لتنظيم عملية ترشيح واختيار البابا والثانية تتعلق بشروط ومبادئ تتعلق بالطلاق والزواج . كلاهما حولهما لغط كبير!!!!
 
لائحة ٥٧ مخالفة للتقليد الكنسي والتسليم الرسولي وتحديدا في المادة الخاصة بجواز ترشح المطارنة للكرسي المرقسي والتي تتعارض تماماً مع القانون الخامس عشر من قوانين مجمع نيقية مع ملاحظة ان التقليد الكنسي في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية يأتي في مرتبة متقدمة جداً من الاحترام طالما لم يتعارض مع الكتاب المقدس !!!! هكذا علمنا آباؤنا المطارنة والأساقفة طيلة حياتنا ... ولائحة ٣٨ مخالفة لتعاليم الكتاب المقدس بخصوص شروط السماح بالطلاق !!!!
 
لائحة ٥٧ ولائحة ٣٨ كلاهما من وضع بشر ولا يمكن ان يفكر البعض انهما وحي من الله يجب احترامه والالتزام به فاللغط الذي صار الان حول لائحة ٥٧ صار أيضاً وبنفس القوة حول لائحة ٣٨ وما قيل عن لائحة ٣٨ والسير بها لسنوات طويلة فما الحكم على من طبقوها من آباء بطاركة حتى اعتلاء مثلث الرحمات الكرسي المرقسي واحدث التعديلات التاريخية عليها ووقف ضد الكل ممن هاجموا قداسته بحجة انها موجودة من سنوات بل وتصدى قداسته لأحكام قانونية انسجمت مع اللائحة ورفض قداسته تنفيذ الأحكام لمخالفتها للكتاب المقدس وقال مقولته الشهيرة لا توجد قوة على الارض تجبرنا على مخالفة الكتاب المقدس ....!!!  وايضاً لائحة ٥٧ من وضع بشر وليست وحي الهي وحولها هذه الايام لغط كبير فالأباء الأساقفة ومنهم نيافة الانبا بولا والذي يقف الان وبقوة ضد لائحة ٣٨ هو نفسه الذي يتحدث عن الالتزام بلائحة ٥٧ بكونها أتت باثنين من اعظم البابوات في التاريخ القبطي رغم مخالفتها الواضحة والصريحة مع التقليد الكنسي والتسليم الرسولي !!!! ولا يمكن قبول انها اللائحة المتاحة ولا نستطيع تعديلها لان هذا سيجعلنا في حالة صدام مع الدولة الامر الذي حدث تماماً مع لائحة ٣٨ وقبلت الكنيسة بالصدام مع الدولة من ان تخالف تعاليم الكتاب المقدس فلماذا الان الحديث عن وجوب الخضوع لقانون الدولة رغم مخالفته للتسليم الرسولي ؟!!!!
 
لائحة ٥٧ تتعرض للآباء المطارنة والأساقفة وتجيز لهم الترشح للبابوية الامر الذي يعتبر في ذهن الكنيسة الرسولية بمثابة الزواج الثاني اي الزنا على اعتبار ان الأسقف يرتبط بابروشيته برباط مقدس لا يفصله سوى الموت لذا ولان الآباء الأساقفة هم المنوط بهم تنفيذ القانون قبل رعيتهم فنحن الان امام حالة زنا روحي رعوي لا يمكن قبوله ولا وجود لأي مبرر لقبوله !!!! ولماذا تلزموا الرعية باحترام تعاليم الكتاب ومخالفة لائحة ٣٨ بكونها ضد تعاليم الكتاب المقدس ولا تلزمون  أنفسكم باحترام التقليد الكنسي وتمتنعوا عن مخالفة تقليد الكنيسة وقوانينها ؟!!! سيظل التاريخ يوصم كل من قبل الترشح بهذه اللائحة المخالفة ولن يرحمكم التاريخ ولن يذكر لكم التزامكم بالتصدي للائحة ٣٨ لأنكم ببساطة تقبلون احترام القانون الكنسي طالما يتم تنفيذه على الرعية اما القانون الذي يجب ان تحترموه وتلتزموا به انتم خالفتموه من اجل شهوة أرضية وشهوة الكرسي والمنصب !!!!
 
والسؤال الذي يلح على ذهني الان ما هي الضرورة لفعل ذلك ان كان قد حدث في القديم وتحت ظروف معينة فالسبب هو ان الرهبنة في هذه الأوقات لم تكن بالازدهار الحاصل الان فمثلث الرحمات بعمله وخدمته وتعبه ترك الكنيسة زاخرة وعامرة بالرهبان القادرين على قيادة الكنيسة فلماذا الإصرار على مخالفة التقليد الكنسي ولا يمكن ان يكون الرد ان السماء ستختار فالدور البشري موجود وحاضر وبقوة حتى نصل الى الدور الالهي فالبشر هم من وضعوا اللائحة المخالفة والبشر هم من أصروا على تطبيقها والبشر هم من تم تسجيلهم في الجداول الانتخابية وهم أيضاً من سيقومون باختيار الثلاثة الذين سيتم وضعهم امام الله للاختيار من بينهم فالله يختار من اختيار البشر بمنتهى الموضوعية !!!!
 
وكذلك يتردد أمامي سؤال كيف الحال لو تم اختيار احد الأساقفة بالمخالفة لقوانين الكنيسة كيف سيهزم الشعب على احترام القانون الكنسي ونيافتك قد اصبح بطريركا بالمخالفة ؟!!! كيف سيقدم لنا القدوة المطلوبة لمن في منصبه ؟!!! كيف سيشرح لنا كلمات الرسول بولس لتلميذه تيموثاؤس حين قال "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناس أمناء يكونوا أكفاء ان يعلموا آخرين أيضاً" (٢تيم ٢ : ٢) كارثة ان يتفوه احد على آباء الكنيسة بكونهم يحترمون قوانين الكنيسة التي تتعلق بالشعب اما القوانين التي تتعارض مع مصالحهم لا يحترمونها !!!! والعجيب بل والعجيب جداً ان اهم وابرز المرشحين بالمخالفة لقوانين الكنيسة هو نيافة الحبر الجليل الانبا بيشوي الرجل الذي علمنا وألزمنا جميعا على احترام القانون الكنسي بكونه كان يحاكم من يخالفون !!!
 
وآخر عاش مع قداسة البابا مثلث الرحمات سنين طويلة وتتلمذ على يديه وتعلم منه بالضرورة كيفية احترام القانون الكنسي والتصدي بقوة لمن يخالفه حتى لو تعارض واصطدم بالدولة وهو نيافة الانبا يؤانس !!! فكلاهما منوط بهما الان ان يقدما لنا القدوة وينسحبا من استكمال الترشح ويرفعون الحرج عن المجمع المقدس واثق ان جدلا كثيرا سينتهي بمجرد انسحابهما وسيلتزم الباقون ويذكر لهما التاريخ التزامهما وحرصهما على وحدانية الكنيسة وقانونها !!!! انحني تماماً امام أبوة نيافتكما الامور لا تحتمل ونيافتكما تعلما تماماً أنكما بالتأكيد ستكونا ضمن الثلاثة في القرعة بكونكما تعلمان تماما كيف تم تسجيل الاسماء في الجداول  ووقتها سيتحدث الناس عن مخالفة نيافتكما للقانون الكنسي ولن يغفر لكما التاريخ .
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter