كتبها Oliver
عجيبة هي حبة الحنطة.صغيرة للغاية وحكيمة جداً.تدرك ما يجهله البعض. تعرف أن الموت عن العالم هو الطريق الوحيد لكي تأتي بثمر كثير.فيصير الموت إشتياق عندها. تندفن في الأرض بمسرة .تختفي. ثم بعد أيام تنطلق مجدداً إلي الحياة.حبة الحنطة لا تحب حياتها بل تحب موتها لتنال حياة أعظم.حبة الحنطة لا يسرها أن تبقي سليمة و لا حتي في يد ملك .حبة الحنطة لا تتكل على ذراع بشر.بل تُسر لو صارت في أعماق الأرض بعيداً عن كل يد.هناك في الأعماق .تنصلب تنفلق إلي نصفين.و من جنبها المفتوح تخرج ثمار مختزنة.ثمار عظيمة لا تقاس كثرتها.كانت تتواري داخل هذا الجسد المحدود.. تنبعث من الموت لأن سر الحياة العظيمة في هذه الحبة الصغيرة.
- المسيح هو حبة الحنطة التي زرعت علي الصليب.ماتت و إنفتح جنبها. من جنبها ولدت الكنيسة .بالماء و الدم ولدت.إندفنت حبة الحنطة و سر الحياة فيها.إنبعثت من تحت الأرض إلي فوق السموات. الحبة الإلهية ثمارها لا تحصى.حبة الحنطة بعد أن أتت بالثمار المطلوبة, فوق الشاروبيم و السيرافيم صعدت أعلى من كل السمائيات إرتقت و جلست علي العرش.حبة الحنطة التي صارت مصلوبة بالجسد كانت في الحقيقة ملك الملوك يسوع الإله الذى أكمل كل شيء هوذا الحقول قد إبيضت من زهو السنابل .نور الرب أشرق عليها. الثمار نالت البنوة من حبة حنطة وحيدة الجنس. صارت الثمار مستعدة للحصاد لأن الحبة أحبت الموت لأجلنا و بذلت حياتها بفرح لكي تهبنا الوجود.
- الروح القدس فيك مثل حبة الحنطة.يختفي في الداخل لكن ثماره تنضح عليك و من فضلة سُكني الروح فيك يتكلم اللسان. من كنز الروح في الداخل تخرج الصالحات .الروح لا يموت لكنه يأخذ من موت المسيح ليبيد موت خطايانا و يأخذ من حياة المسيح و يعطنا حياة الحنطة.فإحتفظ بحبة الحنطة.التي قد تبدو صغيرة عند البعض لكنها عندك كالكنز.
- أنت حبة الحنطة.في يد الزارع السماوي.الذي تجسد علي الأرض ليزرعك في السماء.يعرف الزارع السماوي أين يضعك.أين يغرسك.فلا تبعد عنه و مع أنك حبة الحنطة الذهبية فإن موطنك الوحيد الذي تأتي منه بثمر هو الطين . فلا تستنكف أو تظن أن الزارع يكرهك و لا يريدك أن ترتفع إذا ما غرسك في الأرض.بل إتضع مثلما تنازل ذو المجد الأعظم.لا تستنكف من طين التجارب فمن الطين يخرج ثمراً.و أنت فى الطين تنغرس هو ينميك بلا تكاسل.أليس هو الذي من الطين خلقك في البدء.أنت حبة حنطة أعادها الرب لأصلها حيث التراب و إذا عرفت حقيقتها يتفضل عليها بخصوبة الإثمار فتثمر.فإذا أعادك للطين فإعلم أنه يعيد تشكيلك و يستثمرك لمجد الأبدية.الذين يشتكون طين الحنطة يبقون في العقم بلا ثمر.
- حبة الحنطة تنغرس في الأرض لا يدرك أحد مكانها و لا مكانتها .تتوارى عن كل الأعين كأنها دخلت المخدع لتعتكف عند زارعها السماوى.واحد فقط هو من يرعاها.عينه عليها في الأعماق. و لو صارت منسية عند الناس و مجهولة.فيما الزارع السماوي منشغل بها يعمل فيها عملاً عجيباً,و يبعثها إلي حياة أفضل و أعظم.ماتت حبة وحيدها و عاشت سنابل بآلاف الحبات و علي سنابلها عاش الآلاف و إقتات .فحبة الحنطة تحمل حبها للبشرية داخل جسدها الرقيق الصغير..و لأنها لم ترفض الموت إستحقت هذه الأكاليل.بينما لو رفضت الموت تبقي وحدها تشتكي وحدتها تذهب إلي الفراغ و لا يسمع بها أحد فيما بعد.لأنها لم تحب أن تموت لتعيش بل أحبت أن تعيش لتموت فعاشت و ماتت و لم تترك أثراً.حبة الحنطة عجيبة و حكيمة.