4- أحد الإبن الضال
Oliver كتبها
- بعد سقوط جنس البشر ساد فكر الخطية خسرنا الميراث و صرنا نطلب ما يتبدد.طلبنا نصيباً لا يحق لنا و سألناه فى غير أوانه.
السقوط شتتنا فصرنا نتدنى من مهانة إلى مهانة.أخذتنا حريتنا إلى الضياع فضاعت حريتنا بينما فى البيت كانت الحرية للمجد.حاصرنا الشر وإستعبدنا فى طريق التيه.كلهم يستغلون سذاجتنا كلما إبتعدنا.
- من ذا الذى بعد السقوط لم تختلط عليه الأمور.ساده الجهل فحسب الشر خيراً و الخير شراً.من منا لم ير أبيه السماوى على غير حقيقته.كأنه يغتصب أفراحنا كأنه يقيد حريتنا كأنه ليس أبونا؟ من لم يترك أبيه الصالح وأخذه عناده ضد مشيئة أبيه إلى الكورة البعيدة. أيام قليلة تفصلنا عن الغربة البعيدة و ما أسرع الإنحدار.بنَهمٍ غريبٍ بدد ميراثه.من لم يذق شيئاً من خرنوبها أو لم يذق الحرمان من النعيم و السلام و الشبع و الحب ؟من لم يحاصره المستغلين ضعف البشر المنتفعين من فقرنا الروحى.من لم يتغرب و يتأوه.من عطش و جوع إلى طعام كان يأخذه مجاناً و حنان كان يضمه بغير تعب؟ من هذا الذى لم يذق شيئاً من ذل الخطية.
لا يوجد على الأرض من لم يتوه يوماً فى الأرض.الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله.ليس باراً ليس و لا واحد.
-أمراً عجيباً أن فساد الإنسان إنتقل إلى الأرض و ما أن أنفق الضال نصيبه من أبيه حتى ساد فى الكورة كلها جوع شديد.لو12: 14.الخطية أفقرت الأرض كما أفقرت و أقفرت القلوب حتى صار الخرنوب مشتهى القلوب الضالة.الكورة البعيدة لا تعط حتى خرنوبها.بل تأسر أسراها فى جوعها.
-حين أعود إلى نفسى أعود إليك.فى القلب تبدأ المصالحة.حتى لو ساقنى الحنين إلى الشبع و دفعنى الجوع إليك.يأخذنى الحنين و يصير جوعى لشخصك.ترتسم وليمتك قدامى فأتحير من جنونى الذى أوصلنى إلى الكورة البعيدة.أحشائى تئن عليك فى خجلٍ.أرتب خطابي إليك متوتراً فتضيع من ذاكرتى الكلمات.أنت أبى الذى لا يطلب صلاة مرتبة السطور بل صادقة فى الصدور.عرفتنى أنه لا نص للتوبة فكل كلماتها مقبولة.أنت تعرف قلب إبنك و أشواقه و تعرف حرج الخاطئ قدامك.
- تنفعنا فى التوبة كل المقارنات بين سلام الحياة مع الله و سهام الخطية المقلقة.بين سخاء الآب و فقر الحياة بدونه.بين طعام بائد نتصارع فيه مع الخنازير و طعام باق نأخذه مجاناً فى بيت الآب. فى الكورة البعيدة نطلب خبز العبيد و فى بيت أبي خبز الحياة.الوليمة المشبعة و العجل المسمن.لأن أبى لم يأخذ من الخراف مأكلاً بل رعاها بصلاحه و صار لى إبنه ذبيحة مسمنة عنى.
- بدت الكورة البعيدة كأنها قريبة جداً نمشى أميالها كالأسرى.كأن ممالك الأرض فى قبضة اليد فإذ هى سراب.العودة منها تبدو بعيدة حين نجهل أن أبونا هو الذى يسرع إلينا و ليس نحن.فيما كنا منشغلين عن أبينا الصالح كان هو منشغل بنا.يجهز الوليمة كالواثق من عودة بنيه و فى بيته منازل كثيرة لهم.
- يجرى الأب سعياً نحو إبنه العائد.لا نعلم من المشتاق لمن؟ من المحتاج لمن؟ من المحروم ممن؟ لا شيء يفوق جمال حضن الآب.فى حضنك علمنى من حضنك عن حضنك.إبنك يسوع المسيح هو حضنك.أخذتنا إليه و أخذنا إليك.
لا يهم ما حالنا طالما فى حضنك نحن.كل شيء سيتغير, كل ضائع يعود ,كل مسلوبٍ يُسترد,كل ناقص يستكمل,كل خاسر يربح,كل ضعيف يتقوى,كل مكسور يتجبر,فيك كمال من كل شيء لكل راجع إليك و طوبي لمن يتوب الآن.
- الحميم الثانى مستعد.نندفن فى الماء فى الأسفل فنولد بالروح من فوق.القادمون عراة يرتدون ثوب البنوة والمعدمين من الصلاح يلبسون خاتم الملوكية فى المسيح يسوع.وقتها نتقدم بعز و نشبع من العجل المسمن.يسوع المذبوح وليمتنا الأبدية.
تعالوا يا سكان الكورة البعيدة فأحضان الله مفتوحة.لا تنشغلوا بما تقولون فالآب لا يحتاج تفسيراً للضعف لأنه يشتاق لعناقنا مع أنه لا يوجد حضن يحويه لكنه بحضنه فينا و نحن فيه. لنرتمى فى حضنه .تعالوا كما أنتم و هو يتولى خلاص التائبين بمحبة لا وصف لها.