ماجدة سيدهم
صدمة حضارية تصطدم بيها كل لحظة في شوارع المحروسة ..البنات والستات ..اللي هم أجمل كائن قبل العصافير والربيع ..البنات اللي شاخوا فجأة وماتوا قبل مايتولدوا للحياة ..
الستات اللي كانوا رمز الأنوثة والرشاقة والتحضر ..اليوم اتبدل حالهم ..ومن بعد طوفان رمل الصحرا وجهالة الفهم وختان القيم .. اتغير التقويم ..من مصر الحضارة إلى المغارة ..تبدلت الضحكة إلى عبوس والمكياج الى حرام والعطر حرام وتبدلت أناقة الفستان إلى عباية .. و بهجة الألوان تلخصت في الأسود ..
في المحلات ورغم انتشار الموضات وارد المسلسلات التركية ..لكن من المستحيل ارتداء الفستان الموضة دون باقي القطع المرفقة كما في البادي كارينا والبنطلون والبلورو الهلاهيل ..وياحبذا. لو صادف وباقي الالوان غير متوفرة بيكون المظهر كله غير متناسق ومسخة بجد ..أحمر على بني على فوشيا. ورمادي ليصبح المشهد العام مصابا بالتلوث البصري شأن كل كل انتهاك في الشارع بتنا عليه ..
وبكل الأسف ولأننا اعتدنا القبح حتى في الملابس فما عدنا نتأزم لكن بلا شك كلنا عبوسين ..مثقلين بعبء الجسد ..خطواتنا ثقيلة ..حركتنا متهالكة وبلا حيوية لأننا غير منسجمين مع كثافة ملابسنا وتضارب الألوان والخامات غير المحببة خاصة في فصل الصيف ..
الأمر لا علاقة له بالتكلفة بقدر ماهي ثقافة وذوق ووعي في اختيار الأرقى والأكثر تناغما وتهذبا وتحضرا بما يليق بالنساء..
فيا غاليتي ..انتبهي ..مظهرك هو أنت ..هو عنوانك . هو مجد حضارتك .فلا تدعي لأحد يقرر ماذا ترتدين ..انتقي انت الوانك المبهجة فهي مسرة للقلب. و صحة للجسد ورشاقة في الحركة وطاقة التفتح للإبداع . .
. استغني عن تراكم الثياب في ثوب أنيق يلائم أنوثتك .. تخلصي من عتمة دولاب الهلاهيل وتذكري أن أمهاتنا كن أنيقات ..مبتهجات .مقبلات على الحياة منتميات بفخر لجنس النساء حين أدركن بالفطرة أنهن إيزيسيات .. سر تفاعل الطبيعة وتصاعد الجمال ..فبدون الجديرات بالاحترام الفائق ..
..لا تدعي أية قوى تختار لك ما ترتدين ..ولا تقبلي بالعتمة أن تسكن روحك فتغتال فيك الطموح وتضع انطلاقك في إطار قزم داكن لا ينمو ...لا يبتكر ولم يتذوق طعم الفرح
تذكري جيدا أنك دعوة للحياة ..سيدة الحضارة .. ورائدة النور .. هذا حقك فلا تهدريه بالخوف ..لأن الخوف وهمي ..وأما أنت فحقيقة فاخرة ..