بقلم المطران جورج خضر
سيّدي، من أجلك، من أجلك وحدك كانت الحركة
وما سوّدت عليها آخر. لم تُشرِك بك آخر
جاءت إليك لمّا عزلوك وسعوا إلى آلهة أخرى
وزَنَوا معها ونسوا أنّهم شعبك
ولكنهم أنكروك ينبوعًا، جفّوا ثمّ ماتوا في الصحراء
وما نسينا كلّنا أنّك ماء الحياة فأقبلنا ونهلنا واغتسلنا فانسكب علينا بهاؤك فاهتاجت علينا التنانين وفرّقت بعضًا ولم تبتلع أحدًا وبقينا على العهد، عهد دمك المراق.
هؤلاء الذين نزلت عليهم كلمتك وأحيتهم احفظهم باسمك لئلاّ تخور قواهم في الطريق ويموتوا عطشا. لا تصرف وجهك عنهم. انّه هو الذي يجعل لهم وجوهًا لتراك وتجيء من رؤيتها.
اغفر للذين تواروا لكونهم تعبوا. والوصول إلى ملكوتك فيه مشقّات كثيرة. هم أيضًا ناموا لمّا تساقط عن جبينك عرق وقطرات دم. وبقيت أيضًا وحدك.
من أجلهم جميعًا أصلّي كي لا ينقطعوا عن الإنجيل و يملّوا صلاتهم، كي لا يلهوا بهذا العالم الذي يبدو لهم برّاقًا وليس فيه شيء.
هبهم منك فيما بينهم تراحمًا وتعاطفا علّهم يحسّون ان هذا كلّه مرآة للمحبّة التي نزلت منك عليهم وإذا قرأوها يقرأونكَ.
هذه الحركة نزلت جنّةً علينا لمّا كنّا نعيش في الصحارى فآمنّا أنّك تحيي وأنّك تفتقد الكنيسة بجماعات حيّة فلا تدع الأزاهير التي أنت أنبتّها تذبل. وكثيرًا ما يثمر الزهر فيؤول الجمال غذاء.
ليست الكنيسة الاّ المطارح التي أنت تسكنها والكنيسة هي المنائر، فأضئ مصابيحَنا بزيت الابتهاج عسى لا تنتشر العتمات.
الذين لا يحبون الكلمة الصادقة، الحرّة، الدسمة، الحادّة يريدوننا أن نسكت ونحن نتلو قبل أن نتناول جسدك ودمك: «آمنتُ، لذلك تكلّمتُ» وسوف نتكلّم حتى لا يبقى الأموات أمواتًا وحتى لا تتبدّد كنيسة الأرض وتضمر من الجوع. لن نتكلّم فقط. سوف نصرخ حتى تبحّ حناجرنا أن اخلعوا عنكم الأطمار والبسوا الحلّة البيضاء وتعالوا تمتّعوا بالفصح الدائم الذي يعيشه محبّوك.
أعطنا أن نطرد تجّار الهيكل. إنّهم لقد عبثوا. يستخلفون بعضهم بعضًا محتسبين انه لن يبقى لك شاهد. غير أنّ المنائر التي أضأتها لن تنطفئ. أنت قلت «لا تضطرب قلوبكم». دعْ لها هدأتك لئلا يلحق بها وجل .
سلّمنا أنت إليك. اعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك لأنّ الذي يتشبّه بك لا يُكسر له عظم.
أنت أنهضتنا وجدّدتنا لعلمك بأنّنا لا نرضى بكنيسة باهتة. حسدونا بسبب الوهج، ذلك لأنّهم لم يكونوا هم النّور.
شكرًا لك يا ربّ لأنّ الحركة كانت لنا عِمادًا جديدًا. لبسناك فيه ولعلّك برحمتك لبستنا. لا تُعدنا إلى الأرض قبل أن تعيدنا إليك يا قيامة الكلّ.