قال رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إن الهيئة تتعامل فى الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل محايد وفقا لاتفاقية القسطنطينية، حيث نؤدى جميع الخدمات لضمان مرور جميع السفن بأمان تام وفى فترة زمنية لا تزيد على 11 ساعة.

 
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الأعمال المصرى الأوروبى، اليوم الأربعاء، بحضور الفريق أسامة ربيع رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس وسفراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا والنرويج وأعضاء شعبة المستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية.
 
وأضاف ربيع أن الهيئة تعمل حاليا على تنفيذ مقترح أعمال التوسعة الجديدة للقناة يشمل تعميق المجرى من الكيلو (132) وحتى (162) بالقطاع الجنوبى للمجرى الملاحى قرب السويس، كما يشمل المشروع ازدواج القناة بطول 10 كيلومترات من الكيلو (122) وحتى الكيلو (132) قرب البحيرات المرة ليصبح لدى القناة قناتين بطول 10 كيلو لتحسين حركة الملاحة بنسبة 28%، وزيادة عدد السفن المارة بالقناة لتصل إلى 6 سفن بواقع 3 سفن بكل اتجاه.
 
من جانبه، قال وكيل مجلس النواب ورئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى محمد أبو العينين إن الأزمة الروسية الأوكرانية سببت خسائر اقتصادية أصابت كافة دول العالم من أزمة طاقة وأزمة غذاء وتضخم عالمى، منوها بأن هناك احتمالات لتراجع معدلات النمو العالمى وخسائر تقدر بنحو تريليون دولار فى الناتج المحلى العالمى، وهى خسائر تفوق خسائر جائحة كورونا الاقتصادية.
 
وطالب بضرورة إيجاد حل سياسى دبلوماسى قريب لوقف نزيف الخسائر وتركيز الجهود للوصول لحلول تحقق مصالح الجميع خاصة الشعب الأوكرانى، مؤكدا أن العالم الفترة الماضية كان لديه تخوفات من التغير المناخى وبدأ يتجه للتوسع فى نظام الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة، وتراجع معدل الإقبال على الوقود التقليدى (الوقود - الأحفورى - البترول).
 
وتابع: "نحتاج لنحو 4 تريليونات دولار سنويا لخفض نسبة الكربون 2% سنويا، واستطعنا تحقيق 12% من إجمالى حجم الطلب العالمى من الطاقة النظيفة بالتزامن مع تراجع الاستثمارات العالمية بقطاع الوقود التقليدى إلا أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت لارتفاع معدلات الطلب على الطاقة لأن روسيا تورد نحو 40% من حجم احتياجات العالم من الطاقة".
 
ونوه بأن العالم سيشهد مشكلة فى أسعار الطاقة وفى نوعيتها وتكلفتها بالإضافة لارتفاع معدلات التلوث البيئى، معربا عن أمله فى أن يجد مؤتمر تغير المناخ "Cop 27" الذى تستضيفه مصر فى نوفمبر القادم حلولا للحد من التلوث المناخى.
 
وأشاد بالإجراءات الاستباقية التى اتخذتها القيادة السياسية خلال السنوات الأخيرة والتى قللت من آثار الأزمة على مصر بالرغم من ارتفاع معدلات التضخم العالمى وحدوث اضطرابات فى سلاسل الإمداد، إلا أن مصر لديها مخزون استراتيجى الأمن من السلع الأساسية.
 
وأضاف أن العام الحالى شهد توسعا فى زراعة القمح بزيادة 250 ألف فدان مقارنة بالعام الماضى لتبلغ المساحة المنزرعة 6ر3 مليون فدان، مثمنا توجيهات القيادة السياسية بزيادة حافز توريد القمح المحلى لتشجيع المزارعين على الزراعة والتوريد.
 
وبدوره، أكد سفير ألمانيا بالقاهرة فرانك هارتمان أن الأزمة الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على كافة دول العالم وليس على الدول الأوروبية، منوها بأن التأثير لم يقتصر على الجانب الاقتصادى فقط بل امتد للجانب السياسى.
 
وقال إن الأزمة أسفرت عن تدفق العديد من اللاجئين الأوكرانيين إلى دول مختلفة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدا ضرورة تعاون مختلف الدول على التوسع فى الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة فى ظل الأزمة والتى أثرت على أسعار الطاقة.
 
من ناحيته، قال سفير فرنسا بالقاهرة مارك باريتى إنه بعد الحرب العالمية الثانية بدأت دول العالم فى رسم طريق جديد قائم على السلام والتعايش والتعاون فلا تستطيع أى دولة أن تعمل بمعزل عن الدول الأخرى.
 
من جانبه، قال سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة هونغ جين ووك، إن العالم كله سيعانى من الأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدا أن مصر تعد شريكا وحليفا استراتيجيا لبلاده، معربا عن أمله أن يناقش مؤتمر المناخ 27 المشاكل التى نواجهها للتغير المناخى للوصول لعالم نظيف.
 
من جهتها، اتفقت سفيرة سويسرا بالقاهرة إيفون باومان، على أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت على دول العالم أجمع، مؤكدة أن بلادها تحترم القانون الدولى والتعاون الدولى، كما أنها على استعداد لمساعدة مصر فى ما تفعله من جهود حثيثة لحل المشكلات.
 
وفى السياق ذاته، قال سفير إيطاليا بالقاهرة ميكيلى كوارونى إن الأزمة ستؤثر بشكل عالمى على توافر الطاقة والقمح، مشيرا إلى أنه من سوء الحظ أن العالم سيعانى من نقص السلعتين فى حالة استمرار الأزمة.