كتب – محرر الاقباط متحدون
تحيي الكنائس القبطية الأرثوذكسية، الذكرى العاشرة لنياحة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث يوم ١٧ مارس، وفي اطار ذلك نرصد خلال السطور المقبلة نصائح للبابا المتنيح في التجارب.
إذا أحاطت بك تجربة وضيقة، فلا تضطرب، ولا يملك عليك الحزن والضجر، فما أسهل أن تجوز الضيقة في سلام قلبي وهدوء نفسي، إن تذكرت العبارات الثلاث الآتية، في عمق وفي إيمان: ربنا موجود- كله للخير - أنتظر الرب.
1-شعورك بأن الله موجود يطمئنك من جهة أنك لست واقفا وحدك، فهناك من يسندك، الله الذي قال لنا إنه حتى شعور رؤوسنا جميعها محصاة (مت ١٠: ٣٠) الله الذي يحبك ويدافع عنك، ولا يسمح أن يسلمك لأعدائك قال الكتاب: الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون (خر 14: 14).
فمهما أحاطت بك الضيقات، اطمئن وقل في نفسك: ربنا موجود، إن كان عدوى قويا، فالله أقوى منه، وإن كان الموضوع معقدا، فالله قادر أن يحل كل مشكلة.
"غير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله" (لو ۱۸: ۲۷)، ضع الله بينك وبين الضيقة، فتختفي الضيقة ويبقى الله المحب, ولا تضع الضيقة بينك وبين الله، لئلا تختفي عنك المعونة الإلهية، وتبقى الضيقة أمامك، فتشكو وتتذمر.
يطمئنك أيضا أن تقول لنفسك وسط الضيقة: كله للخير، يوسف الصديق باعه أخوته كعبد، ثم لفقت له امرأة فوطيفار تهمة باطلة وألقي في السجن، ومع ذلك أل كل ذلك إلى الخير، هم قصدوا به شرا، والله قصد به خيرا، فحول الشر إلى خير، حقا يشجعنا هنا قول الرسول : كل الأشياء تعمل معا للخير، للذين يحبون الله (رو ۸: ۲۸).
كم من ضيقات كانت نتيجتها خير، فعش بالرجاء والإيمان، في هذا الخير المقبل، وليس في الضيقة الحاضرة، صل إلى الله أن يكون معك ويقويك، وإن تأخرت الاستجابة لا تتضايق ولا تفقد سلامك، يعزيك قول المزمور : انتظر الرب، تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب (مز ٢٧: 4).
قد يبدو أن الله تأخر، ولكنه لابد سيأتي، ولو في الهزيع الأخير من الليل، فانتظره بقلب قوي، احتمال الضيقة فضيلة كبيرة، وأكبر منها الفرح في الضيقة.