الأقباط متحدون - ما أسهل أن تكون معارضًا (أزمة الفيلم وأزمة التيار الإسلامي)
أخر تحديث ١١:٠١ | الاثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢ | ٦ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

ما أسهل أن تكون معارضًا (أزمة الفيلم وأزمة التيار الإسلامي)


بقلم: مجدي جورج
ابرزت أزمة فيلم ( براءة المسلمين ) المسئ للإسلام وللمسلمين التناقضات الواضحة في موقف تيار الاسلام السياسي في دول الربيع العربي . 
ففي مصر ومع بداية الأزمة دعت جماعة الاخوان المسلمين الي تظاهرات حاشدة اليوم  الجمعة عقب صلاة الجمعة ولكن بعد محاولات اقتحام السفارة الامريكية بالقاهرة وما تلاها من مكالمة تليفونية غاضبة من أوباما للرئيس محمد مرسي ، قامت جماعة الاخوان المسلمين بسحب دعوتها لتنظيم مظاهرات واكتفت بالدعوة لتنظيم مظاهرة رمزية بالتحرير بل  وسمعنا  القطب الاخواني محمد البلتاجي يهاجم المتظاهرين بضراوة ،. ولم تكن جماعة الاخوان المسلمين هي الوحيدة التي سلكت هذا المسلك بل ان السلفيين والجماعات الاسلامية الأخري قد فعلت الشئ نفسه ودعت الي التعقل وضبط النفس .
 
طبعا كل هذا تم بسبب الكرسي والمحافظة عليه فالتيار الاسلامي عموما والإخوان خصوصا يدركون جيدا انهم لا يستطيعوا مواجهة العم سام فهو السبب الرئيسي في وصولهم للكرسي ويدركون جيدا ان معاداته قد تكلفهم الكثير بما فيها فقدان هذا الكرسي. 
 
لقد ادرك الاخوان الان ان وجودهم في المعارضة كان عملية سهلة وغير مكلفة مهما قالوا عن تضحياتهم ومعاناتهم ايام مبارك ، فلو كان مبارك في الحكم للان لكانوا أشعلوا الشوارع نارا تحت أقدامه مستغلين. العاطفة الدينية للمصريين  بحجة الدفاع عن الاسلام ورسوله ولكنهم تناسوا كل هذا الان ونادوا بالتعقل وضبط النفس وكظم الغضب كل هذا بسبب المنصب وحلاوته ورونقه .
 
نفس هذا الامر تكرر تقريبا في تونس وفي ليبيا فهذه الدول التي وصل فيها التيار الاسلامي لمراكز السلطة فيها،  ادرك رجاله  انهم لا يستطيعوا التصرف الا كرجال دولة مسئولين وانهم لو اججوا مشاعر الناس كما كانوا يفعلون سابقا فانهم لن يسمعوا ما يسرهم من الادارة الامريكية التي صرحت وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون ان دول الربيع العربي تحولت من حكم ديكتاتورية الحكام الي حكم ديكتاتورية الغوغاء .
 
في النهاية نحن ندين اي إهانة للمقدسات الدينية لكل الأديان السماوية وغير  السماوية وبناء عليه فإننا نرفض هذا الفيلم الذي يهين معتقدات ملايين المسلمين في مختلف أرجاء العالم . ونتمني من دولتنا المصرية التي انتفضت بمختلف شرائحها في مواجهة هذا الفيلم ان تنتفض أيضاً في مواجهة اي مساس بعقائد الاخرين فلا يعقل ان تنظم الكنائس مظاهرات احتجاج ضد هذا الفيلم ويخرج علينا ما يدعي با ابو اسلام حارقا للإنجيل ومهددا بالتبول عليه فأفعال هذا الرجل وأمثاله هي التي تعطي المبرر لكل من يهاجم الاسلام .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع