*وهنا عن مشيئة الظلام خرجت  طيور البرق  الصاعد وراحت تتساقط بلا مأوى، فيما عرف الغبار كيف يتسلق خصر العذوبة فأحال نسيج الأغنية الى تورم بائس، هكذا كل مصرع تاريخ تشج الحقيقة تابوتها منذ خرج الضال لتوه ضالا، جبار التيه ،بمهارة الطريد جدل من الخدعة سيفا معوجا ربما تستقيم أمام الرضعان نواياه ، ،لكن  ايقاع الالتواء غلـّف حفاوة  الدماء التي لحقت حتى بخطاه ، وأيضا صنع  ثمارا لذيذة من يأكلها يبتهج جدا ثم يسقط تباعا  بلا مأوى أو ظل.

 

 في شوارعنا المحاريث ذبل زيتها ،وعمال المدينة يقترعون رماد التبغ المسرطن  يقتسمون فيما بينهم  وسائد خالية من الحلم والنعاس، ومثل العقوبة الجافة يرسم الوجوم قضبانا على النوافذ المجهدة  " هنا يرقد إنسان " ، فواكه الأسواق كثيرة ، تشبه الصليب، ليس جمعا لكنه إقصاء ، الباعة العراة من ملمح الاكتراث لا تحمل بضائعهم خمرا ولا غضبا ولا دهشة  ولا شغفا أو حتى كناية عن سؤال.

 

لذا يصطف الجوعى يلتهمون حصتهم من الخرافة باجترار مألوف وأيضا يتناسلون بولع ومهانة الحكمة المتسخة ، في هزيع البطش المرتبك تلـَونا تعاويذ الضيم  ونهجنا كمساكين ازقة الصراط البهيم ،ما فهمنا أول الإيمان وما اسعدنا آخر الكلام ، ملوحة الأيام المتكررة اصيبت الأرصفة بهجير السـكر وسوط العبادة الخربة ، بينما الطيش يجول منتهكا المقاهي والمسارح ، الاقداح والحنطة الراسخة ،يشعل الموت بالصفقات الرخيصة، وما يتبقى يكنزه الى بيدر النهايات المؤسفة ، هنا على جثة نرد وحيد  يراهن الحاذقون أن الأوطان لن تتألق أبدا.

 

لكن الشوارع الملتهبة وحدها تلد غدا يشبهنا فارحل ،عن غيمتي ارحل ، عن الحادي وعراجيني .. ارحل، عن الصيحة والاتكاء والزحام، عن اللقاءات والشطحات والمحاولة، عن المعاول والكراسات والزبد، عن الدروب والشاحنات واللغة ،عن صديقي وعني.. ارحل ،فالأمور تسوء قبل أن تتحسن، فأنا سيدة الآن والمكان ،سأقرأ طالعك بكف الحضارة " منكفئا ستغادر وبكف العتاه يـُشنق سعيك، وتهمتك الازدراء بالإنسان.

 

*الصفحات معده مسبقا ،فقط نعيش سطورها كأنها لأول مرة، لذا ننزف ببريق متوج بالحرية وتشهد الحياة انه كاذب من إنساق وراء اله ولم يؤمن بالإنسان  .

ولن  ينته بعد ..