بين ليلة وضحاها؛ تعود المرأة المصرية لتقدم نموذجًا في التضحية والوفاء لزوجها، ولعل إنقاذ حياة زوجها من خلال إزالة جزء من جسدها لتمنحه إياه، هو أسمى معاني وهب الحياة، وهذا ما أقدمت عليه لمياء شاهين قبل 21 عاما، حينما أنقذت حياة زوجها بتبرعها له بـ فص كبد.
وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة؛ روت المصرية لمياء شاهين، 57 عاما، قصة تبرعها بفص كبد لزوجها أحمد عبد النبي، منذ أكثر من 21 عاما، في المملكة العربية السعودية، واعتبارها أول متبرعة في الشرق الأوسط من حي إلى حي.
وقالت شاهين، إن زواجها كان يسير بشكلٍ طبيعي، تذهب مع زوجها إلى العمل في كل صباح، بعد أن تودع صغارها الاثنين قبل ذهابهما إلى المدرسة، فكانت تعيش الحياة الأسرية المتعارف عليها، وذلك قبل أن تنقلب رأسًا على عقب.
مرض التهاب الكبد الوبائي
وأضافت لمياء لـ القاهرة 24: زوجي بدأ يتعب وتظهر عليه أعراض انتفاخ مخيفة، حيث بدأ الزوج يدخل في نوبة المرض، ويذهب باستمرار إلى المستشفيات لاكتشاف ما يحدث داخله، إلى أن أخبره الأطباء بأنه يعاني من التهاب الكبد الوبائي، وفي مراحله المتأخرة، وقد يفقد حياته في أي لحظة.
وفي عام 1999؛ اكتشفت الزوجة أن حالة زوجها مُتعسرة، حيث بدأ يفقد وعيه من حين إلى آخر، وهو عرض؛ أوضحه الأطباء لها، بأنه سيحدث مستقبلًا، والخطوة التي تليها هي الوفاة حتمًا، لكن إذا وجد مُتبرعا بفص كبد، فهناك أملًا كبيرًا لإنقاذ حياته.
وأوضحت لمياء: كنا حينها نعمل سويًا في السعودية، والمتعارف عليه هناك في مجال زراعة الأعضاء، هو نقل العضو من متوفي إلى حي، ولكن أخبرنا الأطباء أن زوجي يمكنه تلقي فص كبد أيمن من شخص حي، لكن لا بد أن يكون من أقارب الدرجة الأولى.
سيدة تتبرع بالكبد لزوجها
وتابعت لمياء شاهين: كان والده قد تخطى الـ 70 عاما، أما شقيقته فتحاليلها الطبية لم تكن مُتطابقة له، كما كان هناك مخاوف حول الخضوع لهذه العملية بالأساس، ونظرت إلى أطفالي الصغار، وشعرت أنهم يحتاجون لوالدهم، ولا يمكن أن يفقدوه في سن صغير، لذلك خضعت لفحوصات طبية، لتوضيح إذا كانت حالتي متطابقة للمتبرع المرغوب فيه أم لا، وبالفعل وقع النصيب عليّ، وقررت أن أكون المتبرع لحالة زوجي.
واستكملت شاهين حديثها: بعد أيام طويلة داخل المستشفى بين التحاليل والإشاعات التي لم تنته، كنت في نفس الوقت أخضع للعلاج النفسي، كي يتأكد الأطباء أن ما أقوم به لا يؤثر عليّ نفسيًا، وأن ما أقوم به هو برغبتي الكاملة دون ضغط من زوجي.
وأردفت لمياء: لم يعرف أحدا من أسرتي أني المتبرعة لزوجي، وقررت أن أسلم نفسي إلى ربي، وأتبرع لزوجي بكل حب، لا أتمن شيئا سوى تلاشي آلامه واستعادة صحته، وتمت عملية الزراعة ثاني يوم شهر رمضان المبارك.
واختتمت لمياء، قائلة: كانت حالتي خطرة بعد الراحة، ودخلت في غيبوبة لمدة شهر تقريبًا، ولكن استعدت وعيي بعد ذلك، واستعدت معه حياتي مرة أخرى، فبرغم المضاعفات الصحية التي واجهتها فيما بعد، وخضوعي لعمليات وعرة أخرى، إلا أنني تعافيت أنا وزوجي، وعدنا سويًا إلى أولادنا.