سلسلة آحاد الصوم الكبير
Oliver كتبها
- السيد المسيح له المجد في عظته البديعة دستور المسيحية كان محورها ملكوت السموات.فتح فاه المبارك كما فعل مع موسى لكن اليوم يكلمنا وجهاً لوجه قادماً من ملكوته إلى ملكوتنا الواهى.أراد أن يهيئنا للعرس السمائي في كل شيء.بدأ تطويباته لمحبيه و قدم ملكوته محبة لهم.فالتطويبات كالأفعال كالمعجزات كتدبير الخلاص كل شيء ترتب ليؤدى بنا إلى ملكوت السموات.بدأ الرب يسوع بالتطويبات ثم إنتقل بنا إلى التطبيقات.لكي يعدنا له كائنات سمائية.فالإنسان المسيحى كائن سمائى وطنه ملكوت الله.لأن الرب يسوع لأجل كل إنسان تجسد أرضياً لكي يجعله كائنا سمائيا يعيش الأبدية في ملكوته .
- في مستهل الصوم المقدس نضع نصب أعيننا أننا هذا الكائن السمائى و كل تعاليم الرب يسوع كانت تصل بنا إلى هذا الهدف.يعطنا الرب نعمة التفاعل مع كلماته الذهبية بقلب إنسان الملكوت لكي نتذوق الأبدية علي الأرض فتكون لنا في السماء. إنه صوم لأبانا الذى في السموات لكي نعيش معه في السموات.ستكون سلسلة آحاد هذا الصوم المقدس كله عن الإنسان السماوي فى كل إنجيل من أناجيل الصوم.
- الصدقة رحمة أرضية تأخذ مقابلها رحمة إلهية.من غير الصدقة لا تكون رحوماً.و ليس رحمة في الدينونة لمن لم يكن رحوماً علي الأرض.الرحمة بالجميع صفة إلهية تقتنيها بالصدقة. طبيعة الله أنه يرحم الجميع و يطلب منا أن نشاركه هذه الطبيعة لنعيش بها في الأرض و السماء.دعك مما تعطي و إنتبه لما تأخذ.أنت تتحول إلى كائن سمائى بالرحمة.تشابه الله.تقوم بأحد وظائفه.تهتم بمن يهتم بهم الله.تصبح شريكه في الإهتمام.نظيره في الرحمة.مثله في العطاء طبعاً بمقدارك الإنساني البسيط.لكن الروح القدس يكمل الناقص لتكون شبه الله علي صورته و مثاله في الرحمة .هكذا تؤهلنا وصية الصدقة لنأخذ قلب الله الرحوم.الأمر متعلق بنا أكثر من المحتاجين.نحن نعطي لأننا نحن المحتاجين للرحمة التي في قلب الله.العطاء يمنحنا قلباً سماوياً و هذا القلب السمائى يضخ الفكر و الشعور السمائى في الإنسان الروحانى.لذا فالرحمة تقربنا من الآب الذى في الخفاء,ليصبح في العلن.و كل ما نقدمه سراً نأخذ مكافأته جهراً.اي قدام البشرية كلها في الأبدية.الله مهتم بصناعتنا كائنات سمائية لذا أعطانا الصدقة وسيلة نصبح بها بني الملكوت.
- الصلاة هي فكر سمائى متعلق بالله و بالسماء.القلب الرحوم بدأ يضخ فكراً سمائياً للعقل الروحى.فيجد الإنسان لغة تليق بالله.يدخل مخدعه و يغلق بابه عن لغات الأرض فالصلاة إستبدال لغة أرضية بلغة سمائية.الصلاة إستبدال ذات إنسانية لنأخذ ذات إلهية .نقدم أنفسنا لله لنأخذ الله لأنفسنا.هذا هو الدخول إلى المخدع.الصلاة إتحاد أرضى بحياة سمائية.أنت كائن سمائى يتنفس صلاة يتغذى صلاة يتحدث صلاة يعيش صلاة.هذا كله أمر يخفي عن العقل الإنساني .إنها صلاة تبقي سرية حتي علي الإنسان نفسه.فنحن في الصلاة نلق أنفسنا في لجة المراحم و لا ندري كيف تحملنا المراحم الإلهية علي وجه المياه رغم أثقالنا.إنها تسليم و إرتماء لهذا دخلنا المخدع فمن يدخل المخدع يستعد للإرتماء في حضن المسيح.إنها علاقة سمائية.لهذا لا يستطيع أن يمارسها الكائن الأرضى بل السمائى الذى أخذ من روح الله لغة و ثقة و قوة و اشواق ليعبد إلهاً تراه روحه لا عيناه.تسمعه أذن القلب يقول قد سمعت صلاتك و إستجبت لأنينك و دموعك.بالروح القدس تتوحد لغة الإنسان بلغة الله.و ينتقل فكر الإنسان إلى الله ليتنقي و يستنير.الصلاة حضور بشري قدام اللاهوت و حضور إلهى قدام الناسوت.لذا أدخل لتصلي فأنت تربح معاينة الله بالقلب و أحيانا بالعيان.فتشتاق لتقول يا أبانا الذى في السموات ليأت ملكوتك.و يكون نصيبى أنت. فتكون لي كما في السماء كذلك علي الأرض.
- الصوم هو ما يضخه القلب الروحي في أعضاء الجسد .الصوم يعطنا شكلين من اشكال الإنسان السمائى.في الصوم الإنقطاعي نشبه سكان الملكوت الذين لا يأكلون و لا يشربون.فالصوم إنتقالنا من حياة أرضية إلى إختبار مؤقت للحياة السمائية حيث يتنزع من الإنسان حاجته إلى غذاء الجسد لأن غذاء الروح كامل.حتي لما ينتهي الصوم الإنقطاعي نأكل ما كان آدم و حواء يأكلونه في الفردوس.من كل اشجار الجنة يأكلان.فأكلهما نباتي و هكذا في وقت الطعام نأكل علي شبه الإنسان الفردوسى الأول.الصوم يأخذنا إلى حياة ما قبل الخطية و ما قبل الشهوة و السقوط.ليرينا كيف كنا معدين لنصبح سكان السماء.هذا الصوم لا يليق به عبوسة و لا يحتاج تفاخر بل يملأ القلب فرح الملكوت لأنه يعيش مثلهم بالصوم.إنه صوم لا يعنيه الناس في شيء بل هو منغمس في كل شيء بجملته ليكون صوماً سمائياً كالذى سنصومه في الملكوت عن الطعام الأرضى لننهمك في كل ما هو للروح.مثل هذا الصوم يأخذنا إلى فوق فنستنير كنتيجة حقيقية لكوننا نعيش بني الملكوت.
- أنتم ورثة الملكوت تمارسون حق الإرث بالصدقة و الصلاة و الصوم علي مثال السمائيين.فالرحمة و الصلاة و الصوم هى حياة السماء و عشرة الرب القدوس الأبدية.لنكن سمائيين يا أخوتي فهذه الوصايا قد وضعت لتصنعنا أبناء السماء.
- إلهنا البديع الرائع.تكلمت لنا كلام الحياة فعشنا بكلامك و تغذت أرواحنا و لم تذبل.على الجبل أخذت الفقراء و الأغنياء و طلبت من الجميع الرحمة لذا فيا نبع الرحمة إملأ قلوبنا من نبعك.فنرحم أخوتنا و أعدائنا أيضاً.علمنا الصوم كالسمائيين.لنعش صوم ما قبل السقوط.فنستمتع بعشرة ما قبل السقوط.لعلنا نراك وجهاً لوجه إن لم يكن الآن ففيما بعد نراك.علم قلوبنا الصلاة.درب مشاعرنا علي الحديث معك من غير لسان.لسنا نحتاج إلى سواك ليغير الفكر إلى فكرك.و يجعل المشيئة بيننا متحدة.يا شوق القلب و فرح الروح نقدم لك الشكر حياة.التسبيح و المجد حالة دائمة تصاحب حديثنا لشخصك العجيب.يا صاعد الجبل ليتكلم إجعل كلماتك كساءاً لإنساننا الداخلي فلا نحيد عنها.إغفر صغائرنا التي تفلت من إنساننا العتيق.لكي نوجد لك قدام العالم و السماء.