مدحت قلادة
حمل داخل قلبه الصغير حب كبير... هاجر، عمل، درس، نجح نال أعظم الشهادات العلمية ووصل لمناصب رفيعة إلا أنه أبى حياة السعادة والإستقرار وارتضى حياة الكفاح، كان بإمكانه الإستمتاع بالحياة إنما حبه لبلده ولأخوته الأقباط وكنيسته جعلته يأبى أن يعيش لنفسه فتمثل بسيده المسيح "من اهتم بهؤلاء الأصاغر فبي قد فعل".
إنه دكتور القانون والقاضي والفارس د. سليم نجيب رئيس الهيئة القبطية الكندية التي أسسها عام1969 وصاحب النضال القبطي العظيم.
د. سليم نجيب في سطور:
مواليد 13 نوفمبر عام 1933 خريج جامعة عين شمس عام 1956 حصل على دبلوم الدراسات العلياعام1959 وأخيراً دكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة ليون بفرنسا كما حصل على دكتوراه في العلوم السياسية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وأوصت لجنة التحكيم بطبع الرسالة وتبادلها مع جامعات العالم من جامعة "اساس" في باريس عام 1992.
هاجر إلى كندا في أغسطس 1965 واستوطن مدينة مونتريال وعمل قاضياً في محكمة مونتريال الإبتدائية، صدر له أربعة مؤلفات قانونية باللغة الفرنسية بكندا وتدرس كتبه ومؤلفاته في جامعات ومعاهد كندا... هذا هو الجانب العلمي له.
الجانب الإجتماعي:
عمل بنشاط دائم مع المرحوم شوقي كراس والكيمائي ألفونس قلادة الناشط القبطي الرائع كانت كلمات المهندس عدلي أبادير يوسف عنه أن "الدكتور سليم نجيب من الرواد الأوائل للحركة القبطية" ومن أهم صفات الدكتور سليم أنه احتضن النشطاء على مستوى العالم، وساعد العديد، شجع الجميع وأنا منهم من خلال إتصالات تليفونية بشخصي ليشجعني بعد كل مقال أو كلمة، هو بالفعل أب حنون محب للجميع لا سيما حبه لمصر ومعاصرته لجيل العظماء، له مقالات قوية وحازمة ضد نظام مبارك السابق فضح برادوكس النظام المصري، تكلم في المحافل الدولية والأمم المتحدة عن حال أقباط مصر والآمهم عاش الدكتور سليم حياة مملوءة حباً وبذلاً لأقباط مصر... ففي بداية الحركة القبطية عانى من تسلط بعض الأصوليين الذين رفضوا دفاعه عن الأقباط وصموده أمام مضطهديهم فلاقى الأمَّرين من هؤلاء وأتباعهم في الحقل القبطي... ولكنه لم ييأس ولم يبالِ بكرامة ذاتية بل وضع نفسه لعمل أكبر واحتضن العديد من نشطاء كندا أسس بهم عمل قبطي رائع... وعمل على نشر الوعي بالقضية القبطية في العالم أجمع رغم كبر سنه، واصل الليل بالنهار لتشجيع أقباط أوروبا وأمريكا وأستراليا... حمل هموم أخوته أقباط مصر... رفع صوته عالياً ليس لأجل أقباط مصر فقط وإنما لأجل مصر فشخصيته المحبة للعدل أبت الظلم وأقسم أنه ما دام حياً يرزق سيرفع الظلم عن كل مظلوم بكل ما أوتي من عقل وذكاء وشجاعة، وما زال يعمل للآن من خلال من تربوا على يديه ومن شجعهم للعمل في الحقل القبطي... ومن كلماته (العمل القبطي عمل حقوقي عمل إنساني ووطني وما نقوم به من رفض الإضطهاد لأقباط مصر إنما هو لمصر أولاً وأخيراً).
أستاذي العظيم د. سليم أدعو لكم بطول العمر والحياة المديدة لتضم آخرين بعملكم الدائم وبكلماتكم وفكركم الرائع المستنير.
أخيراً د. سليم نجيب له أبناء روحيين عديدين فأصبح معلم وأب لمعظم نشطاء العمل القبطي داخل وخارج كندا وفي قارات العالم الخمس.
د. سليم نجيب تعب كثيراً لأجل أقباط مصر ونحن نضع على جبينكم قبلة إعتراف بجميلكم وحباً لكم وتقديراً لدوركم الرائد.
تقبل أرق تحيات جموع النشطاء الأقباط الذين عاشوا معكم وتعلموا منكم وعلى يديكم.
ليجدد الرب مثل النسر حياتكم لتقودوا الجميع في رسالتكم السامية.
إننا مدينون لك كرائد من الرواد الأوائل للحركة القبطية لكم شكرنا وتقديرنا وحبنا.