حين كتبت لحضرتك مقالتين في إطار سلسلة عنونتا بعنوان "أمريكا تحكم 1-2  وأمريكا تحكم 2-2" حضرتك زعلت مني، وهاجمني البعض،وذلك كله لأنني قلت أن أمريكا تفضل التعامل مع الأنظمة المتطرفة وتحصل منها اكثر ما يمكنها أن تحصل عليه من الأنظمة المعتدلة، وأعطيت يومها أمثلة بعلاقتها مع نظام السادات الذي كان يريد تطبيق الشريعة والنظام السعودي وما إلى ذلك من الأنظمة، كما أنني أشرت لحزب الله واتفاقيته مع إسرائيل بعد الحرب التي شنتها عليه إسرائيل، وكسبت إسرائيل من وراء الاتفاقية الكثير من الأمن لنفسها حين أرجعت حزب الله للوراء وأبعدته عن الشريط الحدودي معها، كل هذا أذكر حضرتك به وألخص مقالي السابقين لأستكمل معك إشارتين غاية في الخطورة، أود أن أناقشهما مع حضرتك.
 

كلنا ندين الفيلم المسيء، كلاً بطريقته التي يفضلها ويرى أنها صواب، لكن الكل اتخذ مواقف متشددة مع أولائك المنتجين للفيلم إلا جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة لمصر، اكتفت بمشاركة رمزية، حين قرأت تصريحهم بأنهم سيفعلون هذا، وأنهم فعلوه كادت الدموع تفر من عيني وشعرت أنهم مزنوقين في رجالة يلموهم، بعدين قلت مش معقولة دول بتوع المليونيات الضاغطة لتولية مرسي الرئاسة، طب يمكن الشاطر له مصالح في أمريكا، يمكن يكون شاري سوبر ماركتات هناك وخايف يأمموها مثلاً، بعدين قلت لا مش ممكن الشاطر بيشتري في مصر عشان يبيعها حتة واحدة للجماعة، ويبقى ده من تبرعاته لها، طب ليه الإخوان شاركوا بمشاركة رمزية وهم اللذين طالما هاجموا أمريكا وهم خارج الحكم؟ واللذين طالما هددوا إسرائيل وهم بعيدين عن سدة الحكم؟ أيوه هي دي، الحكم، هو الحكم إللي جد عشان يَعدِلوا عن مواقفهم المتطرفة والمهاجمة لأمريكا.
 

ما تنفعلشي أوي كده يا جدع، الموضوع ابسط من كده، خليني أثبت لك هو حضرتك شفت مظاهرات في السعودية أمام السفارة الأمريكية، أبداً ما حصلش، طبعاً لإن لو كانت حصلت كان النظام السعودي دهسها، وخلي بالك السعودية دي مش بس بلد من وُجِهَت له الإساءة فقط وإنما أيضاً بها أهم المقدسات الإسلامية، وأخطر الأفكار المتطرفة التي تمنع المرأة من قيادة السيارة وغيره وغيره، بلاش كده، حدث هجوم صاروخي على مدنيين أمريكيين هم السفير الأمريكي واثنين من مساعديه في قنصلية أمريكا في بنغازي، طب الهجوم الصاروخي ده ما يحصلشي على قاعدة أمريكية في قطر؟ وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط بلاش هجوم صاروخي خليها مظاهرات تقول يا وحشة يا أمريكا، بلاش أمام القاعدة خليها أمام السفارة الأمريكية في قطر، ولا أي حاجة حضرتك، هما الظاهر ما بيشوفوش أفلام مسيئة أو تلاقيهم مش عارفين يلموا عدد أو تلاقيهم اكتفوا بالمشاركة الرمزية الرهيبة التي شارك بها الإخوان في مظاهرات مصر والتي هاجمها الأمن المصري الذي يعمل تحت قيادة الرئيس الإخواني مرسي، بحكم أنه رئيس المجلس الأعلى للشرطة يا حبيبتي يا مصر، ويا شباب مصر يا من تزجوا في مواجهات، والكبار يأكلون الكعكة، تباً لمن أساء ويسيء وسيسيء لأي دين "يهودية مسيحية إسلام"، ولمن استغل الإساءة ليثبت أنه أليف وبتاع أمريكا، وأنه أحسن نصير لها في المنطقة.
 

المختصر المفيد هل تعلم الإخوان أن الوجود في الحكم له مقتضياته يجعلك أكثر حكمة، "بالمناسبة أنا لا أعيب على الإخوان وإنما أريد أن أقول أن الحكمة كثيراً ما تكون مطلوبة وهي نفس الحكمة التي كان يهاجمها الإخوان حين كانوا في المعارضة.