للمطران جورج خضر (كلمات إنجيليّة)
قرأت الكنيسة علينا هذا الفصل علّنا نعرف أنّ لنا أبًا في السماء ينتظر عودتنا كما نحن، مجرَّحين ملطَّخين، ولنا في العودة شفاءٌ وتنقيةٌ بحيث لا يذكر الله آثامنا الماضية، حيث يتقبّلنا بهذه المحبّة نفسها التي كانت قبل أن نتركه.
وهناك وجهٌ آخر في المثل، وجه الابن النظيف الذي لم يتمرّد، الذي بقي ملازمًا البيت، متابعًا العمل كلّ يوم من الصباح إلى المساء.
نحن في الكنيسة كثيرًا ما نكون مثل هذا الابن الأكبر، مرائين، لا نرضى بعودة الخاطئ لأنّنا نريد أن نُلزمه بخطيئته الماضية، وأن نظهرها أمامه، وأن نسجّلها عليه.
هذا تصرّف كثيرٍ من الذين يظنّون أنفسهم أتقياء: البيت لهم، كلّ شيءٍ لهم. وأمّا العائدون الذين ليس لهم ماضٍ في تقواهم فهؤلاء يجب أن يظلّوا خارج البيت.
السماءُ تريد الوجود والبقاء للعائدين، لأبناء الآب، للمحبوبين. ولهذا كان هذا المثل تجديدًا لمثل الفرّيسيّ والعشّار. كان هذا المثل قبولاً للخطأة وتعليمًا للتواضع حتّى لا يفتخر أحدٌ، لأنّ الله هو معطي الخيرات وهو الذي يُبقينا على التواضع أو يبقينا على العفّة.
ليس في هذا التراب من فضل.
الإنسان في كلّ لحظة عطاءُ المحبّة،
هو في كلّ وقتٍ نورٌ ينعكس من وجه الله إذا التفت إلينا بالرحمة.