من روائع الأدب العالمي
Les Miserables


(1802- 1885 )
بقلم /ماجد كامل
من أجمل روائع الأدب العالمي تأتي رائعة فيكتور هيجو " البؤساء " "البؤساء " Les Miserables "    في المقدمة  ؛ وهي الرواية التي استغرق في كتاباتها حوالي 14 عاما كاملة ؛ ونشرت لأول مرة عام 1862 ؛وتدور احداث الرواية خلال الفترة من )1815 – 1835     (؛ وهذه الرواية تمثل دراسة إجتماعية رائدة لظاهرة الفقر والجريمة والأحياء العشوائية.

  ونظرا للشهرة العالمية التي وصلت اليها الرواية ؛ فلقد اقتبستها السينما العالمية والمصرية عشرات المرات ؛ والشخصية المحورية في هذه الرواية هو اللص الشهير "جان فالجان" والذي تاب علي يد كاهن القرية الأب "ميريل " وقصة توبته قصة جميلة جديرة بأن تروي ؛ فلقد قضي جان فالجان 19 سنة في السجن بسبب سرقته لرغيف عيش ؛عاني خلالها من الجوع والبرد والنوم علي لوح خشبي . وبعد الافراج عنه من السجن توجه لمنزل كاهن القرية "الأب ميريل"  لطلب المساعدة ؛ وعندما قابله الكاهن دار بينهم الحوار التالي :-

الكاهن :- أجلس  ياسيدي .فنحن علي وشك تناول العشاء
اللص :- حقا ؟ ماذا ؟ تستضيفني في بيتك وتناديني قائلا ياسيدي ؟ ولا تقول لي اخرج من هنا ياكلب كما يقولون لي في كل مكان . كنت اعتقد أنك ستطردني . ياسيدي القس ؛أنت رجل طيب تستقبلني في بيتك ولا تطردني ؛ولذلك فانا لم أكتم عليك من أنا ؟ ومن أين أتيت

الكاهن :- لست في حاجة ان تقول لي من أنت . فليس هذا هو بيتي .بل هو بيت السيد المسيح ؛ والداخل هنا لا يسأل هل له أسم ؛بل يسأله هل له شكوي أو طلب  ! وأنت إنسان تعس ويعاني من الجوع والعطش ؛ لذلك فأنا اقول لك انك هنا في بيتك اكثر مني ؛وكل ما هو موجود هنا فهو لك ؛ ثم ماحاجتي ان أعرف أسمك ؟ فلقد كان لك اسم كنت اعرفه
اللص :- هل حقا تعرف أسمي ؟!
الكاهن :- نعم . أن أسمك هو أخي !!!

وأثناء  تناول العشاء شاهد  اللص عنده شمعدانين مصنوعين من الفضة الخالصة ؛وأطباق  من الفضة ؛ واثناء الليل سرق اللص الأطباق  الفضة وهرب من الباب الخلفي للحديقة  ولكن الشرطة اكتشفت السرقة وقامت بالفبض عليه . وأعادته مرة أخري الي بيت الكاهن ؛ وأخبروه انهم قبضوا علي هذا اللص وضبطوا معه  هذه  الأطباق  المسروقة ؛ فرد عليهم الكاهن قائلا ( لا هو لم يسرقها؛ بل انا الذي أهديتها له !؛ ووجه حديثه الي اللص قائلا " أنا مسرور برؤياك مرة أخري ؛ ولكني كنت قد أعطيتك الشمعدانين ايضا فلماذا لم تأخذهم معك ؟! فهما من الفضة الخالصة  كذلك  و كنت تستطيع بيعهم بمبلغ كبير ) فسأله الضابط نستطيع ان نتركه وننصرف اذن ؟ . أجاب الكاهن بكل تأكيد  !

ثم وجه حديثه الي اللص وقال ( الان امض بسلام ! وبهذه المناسبة إن أردت العودة فلا داعي للدخول من الباب الخلفي . ففي وسعك الدخول والخروج دائما من الباب الرئيسي للمنزل فهو لا يغلق إلا في الليل فقط ؛ ولا تنس انك وعدتني  بأستخدام ثمن هذه الفضة في الحياة الشريفة ) وقف اللص  مبهوتا ؛ فهو لا يذكر انه وعد  الكاهن بأي شيء . ؛ فقال له الكاهن ( جان فالجان يأخي ! انك من اليوم لم تعد منتميا للشر ؛ بل للخير . فما اشتريته منك هو روحك ؛كي اطهرها من الأفكار السوداء ومن روح الشر والهلاك ؛وأعطيها للرب ! والان امض بسلام ولا تعود تسرق ثانية  ).

وبالفعل طوال أحداث الرواية ظل "جان فالجان " يجاهد قدر استطاعته للحفاظ علي وعده أمام الأب الكاهن . غير أن المجتمع القاسي مع الأسف لم يغفر له هذه الغلطة ؛ فترك المدينة وأستقر في مدينة أخري ؛وغير أسمه إلي السيد "مادلين " وتحسنت أحواله المالية وكون ثروة كرجل أعمال ناجح ؛ وتعهد أن يساعد الفقراء والمساكين حسب وعده للأب الكاهن . ولكن مفتش الشرطة "جافيير " شك في أمره عندما شاهده ينقذ شخصا تحت عربة ثقيلة برفع العربة عنها نظرا لما أشتهر به من قوة جسدية ؛ فتأكد أنه هو اللص السابق "جان فالجان " وظل يطارده ؛حتي لفق له تهمة ظالمة أنه سرق رغيف خبز نظرا لشدة شبه السارق الحقيقي بجان فالجان ؛ وبالفعل حكمت المحكمة بالسجن علي اللص متهمة اياه انه هو نفسه جان فالجان ؛ فيشعر جان فالجان بالذنب ؛ وتوجه الي السجن وأعلن عن نفسه مطالبا بالافراج عن اللص الحقيقي؛مما عرضه لعقوبة السجن من جديد بسبب ماضيه ؛ ولكن من خلال نقله من مكان لمكان تمكن من  الهرب ؛وظل طوال الرواية  مطاردا من ماضيه ومن قائد الشرطة الظالم "جافيير " ولقد لخص الكاتب الشهير فيكتور هيجو الهدف من روايته في  مقدمة الكتاب  بهذه العبارة " طالما توجد لامبالاة وفقر علي الأرض ؛ فأن رواية مثل هذه الرواية سوف تكون ضرورية دائما " .