الأقباط متحدون - هل نقتدى بتعقل البوذيون؟
أخر تحديث ٠٠:١١ | السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢ | ٤ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٤ السنة السابعة
إغلاق تصغير

هل نقتدى بتعقل البوذيون؟

بقلم: د. رأفت فهيم جندي

 عندما حدثت كارثة 11 سبتمبر التى ذهب ضحيتها ما يقرب من 4000 فرد، والتى قام بها الارهابيون المسلمون كان اهتمام البوليس الأمريكى والغربى عموما ان لا تطول الكراهية باقى الجالية الإسلامية او جالية الشرق الأوسط عموما لتشابههم فى اللكنة والملامح، وعندما قتل الضابط الطبيب الأمريكى باقى افراد كتيبته بالمدفع الرشاش وهو يصرخ "الله اكبر" سارعت الادارة الأمريكية بمنع الأنتقام من اى فرد مسلم بالجيش الأمريكى، فهكذا فى المجتمعات المتحضرة لا ينتقم من كل الجماعة لأخطاء الفرد منها.  

 
وفى ازمة هذا الفيلم كان معظم الأعلام المصرى راقيا فى إعلان براءه الأقباط فى المهجر من تصرف فرد او اثنين يهويان الشهرة ويقاطعهما الاقباط فى كل مكان ويصفهما بالأختلال وعدم التعقل، وفى مايو 2009 اتهم موريس صادق قداسة البابا شنودة بانه وقع على اوراق أن لا يعارض الدولة كشرط لعودته من المنفى، وبسؤال الأنبا بسنتى والذى كان سكرتيرا لقداسة البابا وقت المنفى نفى حقيقة هذا الادعاه شارحا لى ان موريس صادق ليس محبا للكنيسة أو حريصا علي الأقباط وفى نفس الوقت اثبت لى الأنبا بسنتى وقتها عكس هذا الأدعاء فى كيف عارض البابا بشدة حكم المحكمة الأدارية العليا الذى صدر فى شهر مارس عام 2008 لإجبار الكنيسة على زواج المطلق.
 
مهاجمة السفارات الأمريكية يدل على عدم فهم لطبيعة المجتمعات الغربية التى تسمح بحرية النقد للفكر ومنها الأديان ولكنها لا تسمح ببث الكراهية ضد اى مجموعة، ولكن الأدارة الأمريكية تدفع الآن ثمن انحيازها الغير عادل للإسلاميين لكى يحكموا المنطقة، وهاهو موقف مرسى المائع يغضب امريكا والإسلاميين فى نفس الوقت بالرقص على الحبل فى محاولة منه لأرضاء الطرفين.
 
ولو كان منتج هذا الفيلم قد دفع مليار  دولار للدعاية له ما كان قد حقق هذا النجاح الإعلامى الذى اعطاه له تظاهرات وعنف أخوتنا المسلمين!   
 
الشخص الذى يخشى النقد ويتصرف بعنف هو شخص غير واثق فيما يدافع عنه، فهل يحب احباءنا المسلمون ان يتصفوا بهذه الصفة؟ ام ان هذه المظاهرات العارمة هى من تدبير مدبر منتهز للأحداث؟ ولقد قام بعض المتطرفين الإسلاميين وقت هذه المظاهرات بحرق الكتاب المقدس، وكثير من الأفلام هاجمت المسيحية من قبل نذكر منها "التجربة الأخيرة للمسيح" و "شفرة دافنشى" وسببت ضيقا وجرحا لمشاعر المسيحيين، و لكن لم يقم المسيحيون بأى حرق او قتل او حتى تهديد للعاملين فى الفيلم. وعندما فجرت جماعة طالبان فى افغانستان بالديناميت تمثال بوذا الأثرى العظيم بهمجية وعدم تحضر اوجع هذا قلب كل محبى الآثار فى العالم وايضا محبى بوذا، ولكن لم يقم البوذيون فى المقابل بهدم او حرق اى جامع للمسلمين فى اى مكان، وان كان هذا الفيلم قد جرح شعور المسلمين فهل يقتدى هؤلاء بتصرفات وتعقل البوذيين!  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter